تقارير

حرب إستخباراتية الأمريكية-روسية في الصراع السوداني

منذ بداية المعارك المسلحة على الأراضي السودانية بين القوات المسلحة بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، بدأت واشنطن بإلقاء التهم على شركة فاغنر العسكرية الخاصة التابعة لرجل الأعمال الروسي يفغيني بريغوجين، وكان أخر إتهام يوم أمس من وزارة الخزانة الأمريكية بأن “فاغنر” تزود قوات حميدتي بصواريخ أرض – جو، والتي تستخدم في إسقاط الطائرات المقاتلة.
يفغيني بريغوجين بدوره لم يلتزم الصمت أمام الإتهامات المستمرة، وخرج بتصريحات يطالب فيها الغرب والولايات المتحدة الأمريكية بتقديم ولو دليل واحد على هذه الإتهامات أو إلتزام الصمت، وأتهم الولايات المتحدة الأمريكية بتجارة البشر بدون دليل كرد ساخر على إتهامات واشنطن.
ومؤخرًا نشر بريغوجين على موقعه الإلكتروني الخاص في السودان “بريغوجين للسودان” وثيقتين تحصل عليهم من ضابط في الإستخبارات المركزية الأمريكية، وتحتوي هذه الوثائق على رسائل وتعليمات من الرئيس بايدن للسفير الأمريكي في السودان تنص على التفاوض مع طرفي القتال وتقديم الدعم الكامل لكل منهم والتأكيد أن واشنطن تقف مع كل طرف ضد الأخر ومستعدة لتوفير الحماية اللازمة لتصفية البرهان لحميدتي والعكس.
فالرسالة الأولى تنص على تقديم الدعم لحميدتي في معركته ضد الديكتاتور عبد الفتاح البرهان، مقابل توفيره المناخ المناسب للديمقراطية بعد إنتهاء الحرب، وطالب بايدن من غودفري في هذه الرسالة أن يقدم الوعود لحمدان بالحماية الخارجية في حال تصفية البرهان وقتله.
أما الرسالة الخاصة بكيفية التعامل مع البرهان أثناء المفاوضات فلم تختلف كثيرًا، وفيها تعليمات بتقديم الدعم والمساندة للجيش ضد قوات الدعم السريع، لتوفير الأمن للشعب السوداني ضد الجماعات المتمردة كما يطلق عليها البرهان.
سياسة اللعب على الحبلين سياسة خطيرة تهدف لزعزعة الإستقرار وإطالة فترة الحرب للقضاء على المؤسسة العسكرية في السودان ومن ثم العمل على تطبيق المخططات الأمريكية في الخرطوم دون مقاومة من الجنرالات العسكرية التي وقفت دون تحقيق أهداف الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة في الفترة الماضية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى