صديق البادى : حرب المسيرات وفرفرة المذبوح عند خروج الروح

شهد السودان فى العامين الماضيين أبشع وأقذر حرب لم يشهد الوطن مثيلاً لها منذ الأزل بل ان البشرية كلها فى تاريخها الطارف والتليد لم تشهد حرباً بهذه السفالة والانحطاط وانحدار الأخلاق لقاع سحيق وما حدث من اجرام وممارسات تحتاج لكتاب أسود وتأنف الذئاب والكلاب الضالة عن ممارستها. والحرب الآن فى عامها الثالث والقوى الخارجية الداعمة وفرت من التسليح والتجنيد والامكانيات المالية الضخمة والميزانيات المفتوحة ما يسحق قارة كاملة وكانت على ثقة تامة ان انقلابهم سينجح بنسبة مائة فى المائة وان بيان نجاح الانقلاب سيذاع فى ضحى يوم السبت الموافق الخامس عشر من شهر ابريل عام2023م واسقط فى أيديهم عند فشل انقلابهم وبذلك شنوا حربهم الاجرامية الانتقامية ضد الشعب السودانى وفى نهاية المطاف فإن الجيش السودانى الباسل الراسخ الجذور قد انتصر وأصبحت كفته هى الراجحة بمساندة وتأييد ومؤازرة الشعب السودانى الصامد الصابر وتآييد كل الخيرين فى العالم…… ووجد من ظل يتولى كِبر هذه الحرب القذرة نفسه فى وضع حرج لا يحسد عليه أمام القوى الاقليمة والدولية الداعمة وسعى لتعويض فشله هذا بمحاولة اسقاط الفاشر وفشل فى ذلك أيضاً وهو يريد بخبث اشعال حرب أهلية دموية طاحنة بين القبائل والإثنيات فى دارفور ولن ينجح أيضاً وأخذ يطلق المسيرات فى الولايات والمدن الآمنة لزعزعة الأمن بضرب المطارات ومحطات الكهرباء و المنشآت الحيوية والخدمية…..الخ (عمليات حراق روح)……
وأن قائد الدعم السريع كان من معه يدينون أو بالأحرى يدينون لامواله القارونية الاسطورية وجيبه الكبير بالولاء والطاعة. ولكنه الآن ولامد طويل ظل خارج شبكة الفعل السياسى والقيادى ولكنهم فى الداخل والخارج يريدون فى الظاهر الاستفادة من رمزيته هذه رغم ان رمزيته الآن فى تقديرهم أصبحت رمزية وهمية والمؤكد أنه الآن حبيس ورهين عند رئيس دولة الإمارات لا يتصرف كما يشاء ولا يتحدث إلا إذا طلب منه ذلك فى مرات نادرة ليعلن على لسانه ما يريدونه هم حتى يتم التخلص منه فى الوقت الذى يناسبهم. وقد وجدوا ضالتهم فى القائد الثانى للدعم السريع الذى ظل ينفذ ما يطلبونه منه منذ بداية الحرب بحماس واندفاع زائد وقطعاً انهم لا يحترمونه ويحتقرونه فى أعماقهم. وإن قوات الدعم السريع التى كان العاملون فيها لهم ملفات ووظائف خدمة رسمية فى الدولة كان يمكن التفاوض معهم إذا نفذت مقررات مؤتمر جدة ولكن هذا لم يحدث ولا وجود لتلك القوات الآن ويقود قائد ثانى الدعم السريع الآن عصابات مجرمة ( وما فعلته فى مدينة النهود وفى الصالحة على سبيل المثال يدل على ذلك) .
وفى الأيام الأخيرة فإن طحنون مدير أمن ومخابرات الامارات هدد الجزائر والجزائريين بأنهم سيفعلوا فيهم ما فعلوه فى السودان ورد عليه الجزائرون بقوة وصلابة عرفت عنهم و تصريحه هذا فيه اعتراف علنى بما فعلوه فى السودان وقطعاً ان دولة الامارات والقوى الأجنبية قد ادركت بعد فوات الآوان (ولات ساعة مندم) أن العملاء المأجورين ضللوها بمعلومات كاذبة وتحليلات خاطئة عن السودان (ومن يتبع الدجاج تقوده للكوش) وبدأ الرأى العام العالمى يدرك الأوضاع على حقيقتها وسيكون هذا إيذاناً بفتح صفحة جديدة للتعاون المثمر مع السودان واقامة شراكات زكية عادلة متوازنة واستثمارات ترليونية والتعامل معه كدولة عكس ما كانوا يتمنون باقامة نظام حكم عميل هزيل وتابع ذليل يمكن سوقه سوق دى رسن وفرض رؤاهم وسياساتهم واستغلال موارد البلاد واستثمارها بالطرق الملتوية بإتفاقيات هزيلة .
وان العلاقات الشعبية والرسمية بين السودان ودول الخليج طيبة ونتمنى ان تزداد قوة ومتانة. والعلاقات بين الشعبيين فى السودان ودولة الامارات طيبة والامراء الحاكمين للامارات وكافة المسئؤلين والمواطنين بريئين من دعم الحرب التدميرية الاجرامية الانتقامية ويتولى كبر ذلك رئيس الدولة ومعه طحنون.. ورئيس دولة الامارات الآن بين المطرقة والسندانه. فهو من جهة مضغوط من اسرائيل ليكون رهن اشارتها وتنفيذ ما تريده دون الخروج عن طوعها وان الرئيس ترامب لا يخفى رغبته الجامحة فى استنزاف أموال دولة الإمارات بإملاءات وضغوط يفرضها عليها وفى الطرف الآخر فإن القوى الاخرى المعادية التى ترى أن أمنها ومصالحها قد تضررت لن تتوانى فى ضربه لاسباب تقدرها إذا لم يغير منهجه وطريقة تعامله معها ولذلك فإن على رئيس دولة الإمارات أن يترك السودان وشأنه ويرفع يده عنه وينهى بغضه وكراهيته له ويتفرغ لحماية وطنه ولن يصيبه من السودان أذى إذا أمسك شره عنه……
وللوطن الغالى كل محبة ومعزة ونرجو أن يسود الصفاء والنقاء بين أبنائه فى كل أرجاء القطر وأن يزول خطاب الكراهية المفتعل فى الميديا وبعض الأبواق الإعلامية المغرضة وأن تتحد كلمة السودانيين ليسمو السودان للقمة السامقة والذروة الشامخة التى يستحقها عن جدارة واستحقاق والسودان يسع الجميع.
(خرجت بعد مراجعة أجراها معى طبيب عيون بارع ولكن ما يحدث فى البلاد من ظلم موجع جعلنى أكتب وأملى هذه الكلمة المقتضبه رغم نصائح الطبيب وإرشاداته القيمه)..