أعمدة

صديق البادى: عــــــام فى مدينـــة بورتســــودان

 حضرت لمدينة بورتسودان قبل عام وبترتيب مع الأسرة فإن الأحوال منذ البداية وما زالت مستورة والحمدلله. ومن الانجازات الطيبة الاتفاق مع ناشر عالم جليل على إعادة نشر عدد من كتبى وطباعتها طباعة انيقة ممتازة وتوزيعها فى الداخل والخارج. وظللت اذهب يومياً لمحل اقصده للاستماع من الاشرطة لتلاوة لسور من القرآن الكريم. وقضيت جل وقتى فى القراءة والكتابة مع قضاء ساعات بمكتبة محلية بورتسودان العامة المفتوحة للجميع للقراءة الحرة مع متابعة الأخبار والحوارات وبعض البرامج الجادة فى عدد من الفضائيات (قبل اجراء عمليتى موية بيضاء فى عينى اليسرى وعينى اليمنى بمستشفى مكة لطب العيون بمدينة بورتسودان ولكل العاملين من استشاريين وجراحين وأطباء وكل العاملين فى المهن والتخصصات الاخرى الشكر الجزيل والانحناءة والتقدير لما ظلوا يقومون به من أعمال جليلة بكل اخلاص وانسانية ومهنية عالية يقدمونها للجميع دون تمييز بينهم).

وقضيت عاماً تبادلت فيه الاحترام والتقدير والمعاملة الطيبة مع جيران أفاضل ومع أخوة أماجد محترمين ينتمون لمناطق وولايات مختلفة.

 وفى بورتسودان واصلت إعداد موسوعة السودان الكبرى اعددت كتاباً ومن فصوله:- ( تراكمات وخلفيات ومراجعات وفتح صفحات…. ويوميات الحرب بكل تفاصيلها…. وثم ماذا بعد انتهاء الحرب) وفى تقديرى ان كتباً عديدة ستصدرفى هذا الشأن وقرأت كتاباً قيماً رصيناً بعنوان ( اعتدلوا نظرات فى الثورة والحرب فى السودان) ومؤلفه هو البروفيسور العالم قرشى محمدعلى مدير الجامعة الوطنية ومؤسسها وهو كتاب جدير بالاحتفاء والاهتمام من كافة القراء والمهتمين بالشأن العام ومآلات الامور فى السودان آنياً وفى مرحلة ما بعد انتهاء الحرب.

وكتبت ونشرت عدة مرات أن الحكومة الحالية هى حكومة السودان وليست حكومة بورتسودان وأن الأجهزة الحاكمة الآن سيادية وتنفيذية لا تستمد شرعيتها من الوثيقة الدستورية التى انتهت صلاحيتها فى شهر نوفمبر عام 2022م ولا تستمد شرعيتها من تفويض شعبى عبر صناديق الاقتراع ولكنها تستند على شرعية فعلية هى شرعية الامر الواقع حتى انتهاء الحرب واستقرار الأوضاع لتُفتح صفحة جديدة وشرعيتها فى الوقت الراهن معترف بها اقليمياً ودولياً وعدم وجودها يعنى فراغ دستورى وسيادى وتنفيذى ولكن طوال فترة وجودى فى بورتسودان ظلت علاقتى بمكاتب الدولة والحكومة صفرية او شبه صفرية وذهبت مرة لوزارة الثقافة والاعلام عندما تعذر على الحصول على رقم ايداع لروايتى عوطف والعواصف وقصص قصيرة أخرى ولم احصل عليه وذهبت لمكاتب ادارة مشروع الجزيرة وامتداد المناقل ببورتسودان لشأن يتعلق بحواشاتنا ولم اجد المسؤول الذى كان فى زيارة رسمية للقاهرة. وحضرت مرة فى الأسابيع الأولى بعد حضورى لقاءً مفتوحاً للأعلاميين والصحفيين الموجودين فى بورتسودان مع الفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة وأشكر له سعة صدره وتقبل ما ورد بوضوح وصراحة فى مداخلتى التى كانت طويلة . وليست لى طوال وجودى فى بورتسودان اية علاقات مع مسؤولين وليست لى عضوية فى اى رابطة او جماعة .

والتقيت بمحض الصدفه بالقطب الرياضى والقطب السياسى المعروف الأستاذ محمد سيد أحمد الجاكومى قبل شهرين تقريباً بسوق بورتسودان وأشكره على كلماته الطيبات وتحيته الحارة وقال لى: كيف تقضى فترة طويلة فى بورتسودان وتكون مختفياً فى الظل وسجل لى رقم جواله للتواصل معه ليرتب لى كما ذكر لقاءات مع عدد من كبار الدستوريين وإنى جد شاكر له ولكنى آثرت البقاء فى ظلى حتى مغادرتى تقديراً لوقت وزمن المسؤولين …… وأحد تلاميذى الذين درستهم قبل سنوات طويلة بمنطقة سنار ظل يتواصل معى بالجوال ويتابع مراحل علاجى بمستشفى مكه وقال لى ضاحكاً نتوقع ألا تكون قد سمعت بالكورنيش فى مدينة بورتسودان دعك من أن تكون قد زرته وقلت له ضاحكاً لقد سمعت به ولكن من قبيل حب الاستطلاع الذى قتل الكديس سأحاول زيارته ولو لبضع دقائق أما الصديق العزيز الصحفى المعروف الأستاذ عاصم البلال فقد قال لى كيف تقضى كل هذه الفترة الطويلة دون أن نلتقى كفاحاً وأتفقنا على ضرورة اللقاء وأصر على ضرورة زيارتى وقلت له لقد كنت عازماً على زيارتكم لولا ظروف إجراء العمليتين وبعد

 لقد قضيت عاماً هادئاً ببورتسودان فيه سكينة وإطمئنان وكنت أهم بالمغادره ولكن ضرورة المراجعة الطبيه فى المستشفى قد إضطرتنى لإرجاء المغادرة لأسبوع أو أو أكثر تقديراً لنصيحة الأهل والأصدقاء والأسرة الذين رأوا أن المسافه طويلة وأنى إذا عدت فوراً سأتحرك كثيراً لأداء الواجبات الاجتماعية التى فاتتنى وتقديم العزاء للأهل وأسر الراحلين والشهداء الذين فقدناهم وكنت أطلب من بعض شيوخ الخلاوى الترحم عليهم والدعاء لهم وتبعاً لذلك قررت الأنقطاع فى شكل عزلة مجيدة لأيام قليلة والتمس منكم الدعاء لى بالشفاء بإذن الله سبحانه وتعالى ولكم خالص مودتى وتقديرى ….. ووداعاً بورتسودان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى