العيكورة : *كُلُهم يبكي على الخدمة المدنية فمن سرق المصحف؟*

*كُلُهم يبكي على الخدمة المدنية فمن سرق المصحف؟*

بقلم/صبري محمد علي (العيكورة)

بالأمس إنفض سامر مؤتمر تطوير الخدمة المدنية المنعقد ببورتسودان ليلحق بسابقية مؤتمر الإعلام و مؤتمر خارطة الطريق لحُكم السودان

وكما توقعنا فلم يُخيب ظننا بأن النتائج ستكون صفرية

و سيكون سوقاً موسمياً لبيع و شراء الكلام ليس إلا

ففي الجلسة الإفتتاحية قال رئيس مجلس السيادة ما قال عن المحسوبية وتوظيف الأقارب و (الحبوبات) بعيداً عن معيار المهنية وقال يجب أن (يتخارجو)

ليتبعه السيد مالك عقار في الجلسة الختامية بالمزيد من التفصيل عن أنواع الفساد التى إرتكبها هؤلاء المحاسيب من شراء شقق بالقاهرة و تركيا وأراضٍ بالسودان !

(طيب يا جماعة)

أظن هذا الكلام أو (المطاعنة) كان يُمكن أن تكون مقبولة لو أنها جاءت من إنسان عادي بعيداً عن كراسي السلطة في هذا البلد المنكوب

ولكن أن يأتي من أعلى هرم السلطة فهذا ما يدعو للأسف و العجب !

و السؤال البديهي لكل من إستمع إليهما هو …..

*وماذا فعلتما حيال هذا الفساد؟*

أليس هذا هو الشئ الطبيعي الذي يجب أن يتم خلال أجهزة الدولة من رقابة ومتابعة ولوائح جزائية كان يجب أن تُطبق !

ولكن الكارثة الحقيقية (برأيي) تكمن في (بدعة) أن يكون هُناك مُشرف على الوزير ولا أظن هذه (التقليعة) موجودة في كافة أنظمة الحُكُم حول العالم

نعم نعلم أن هُناك…..

جهاز تشريعي و رقابي للدولة

 ولكن أن …..

يجلس الوزير (بجلالة قدرو) كما التلميذ أمام السيد المُشرف عضو المجلس السيادي ليرسم له ما يجب فعله فهذا ما لا يتقبله منطق ولا عقل

بالامس ذكر السيد عقار بأنه لن يتهاون في إجتثاث الفساد داخل الخدمة المدنية بحُكم انه هو (المشرف) على وزارة العمل.!!!

وماذا يفهم السيد عقار عن وزارة العمل وقوانين العمل والإتفاقات الدولية أو عن وزارة الأوقاف حتى يُشرف عليها لوحده والبلد بها ما بها من العلماء والخبراء !!!

وما هو (فهم) الفريق شمس الدين كباشي مثلاً بالخارجية أو الداخلية و القانون الدولي وأنظمة الأمن حتى يكون هو المرجع لكل و زير جلس على كرسي إحدى هاتين الوزارتين!!

أعتقد (حكاية) أن يكون مُشرفي الوزارات من داخل مجلس السيادة إن كانت مقبولة في مرحلة ما لظروف البلد الأمنية حيث يصعب إنتخاب مجالس تشريعية .

ولكن …..

أن يستمر هذا الوضع (الخطأ) فهذا ما يجب التوقف عنده

و تصحيحه بتعيين مجلس تشريعي مُصغر من الخبراء وأهل الدربة والسياسة كحل مُؤقت ليُشرف على أداء الجهاز التنفيذي حتى تُقام الإنتخابات بإذن الله

ولكن أن يستمر الوضع بهذا (العمى السياسي) فصدقوني لن نتعافى قريباً .

أما حصر تقديم أوراق المؤتمر على كادر الحكومة فقط دون وجود كفاية من الخبراء فهذا يعني أنك

تُعيد توزيع الفشل مرة أخري فيما بينهم (recycling) فبدلاً من تبادل خبراتهم في النجاح والإبتكار فسيتبادلون تجارب الفشل وفاقد الشئ لا يُعطيه !!

 فقد رأينا وزيراً يُقدِّم ورقة و وزير آخر بجانبه يُدير ذات الندوة !!

*(نفسي أفهم الناس دي مُوديانا وين).!!!*

حديث السيد رئيس مجلس السيادة ونائبه خلال هذه الفعالية ما هو إلا تجسيداً لبيت الشعر ….

*ولم أر في الناس عيب كنقص القادرين على التمام*

أظن أن السيد عقار ….

المُصاب بداء الملوك

وهو أحقيتهم في أن يُحدِّثوا رعاياهم عن كل شئ ويفكروا نيابة عنهم فهم الأدرى بعلم الفلك والصورايخ و(الهامبيرقر) و(الإندومي) وعلم الأنساب وما على الشعب المسكين إلا أن يُصفق أو يستمع وقد رصدنا له الكثير من (الفاولات الكلامية)

فقد قال (لا فض فوه)

(أو ما معناه) إن ….

الخدمة المدنية معطوبة منذ العام ١٩٧٠ !!!

يا سيد مالك تلك أمة قد خلت حدثنا يا أخي عن هذه السنوات العجاف التى تجلسون أنتم على الكرسى الثاني فيها !

حدِّثنا يا سيدي ….

عن تفقدكم لمواطنيكم طيلة هذه الحرب سوى زيارتكم الوحيدة ل(مروي) اليست هذه خدمة مدنية لا يُمكن فصلها عن المهمة السيادية !

*(ياخي سيبك من دي)*

هل تعلم أن لديكم وزير سافر في مأمورية عمل لولايتين أواخر العام الماضي ولمدة (٨) أيام مع طاقم الحراسة والمراسم كلفت الخزينة العامة نثريات وإعاشة قرابة ال (١٢) مليار جنية !

يا سيدي …..

تداولت الأخبار قبل فترة ليست بالطويلة أن بنتاً لأحد المسؤلين الكبار بالدولة تم تعيينها بوظيفة مرموقة بإحدى الوزارات السيادية متجاوزة الأسس المطلوبة للتوظيف وتم ذلك في غياب الوزير المختص

بمعنى آخر في ناس

(سرقو الخط)

يا سيدي كُلُّكم يبكي على تدهور الخدمة المدنية فمن سرق المصحف

*أستغفر الله العظيم*

الخميس ١/مايو/٢٠٢٥م