أعمدة

صبري محمد علي (العيكورة): *ناس (باركُوها)*

🚨🤷🏻‍♀️🚨

*ناس (باركُوها)*

بقلم/صبري محمد علي (العيكورة)

الذين لم يستنكفوا أن يحاولوا إسكات كل صوت يُعقِّب أو يُعلِّق أو ينتقد خطاب السيد رئيس الوزراء الأخير ويطالبوننا وغيرنا بالصبر والتريث وغيرها من العبارات (مَرخِّية) الحبال لا لمنطقٍ يقدمونه بقدر ما هي طيبة السودانيين المعهودة أمام أي خلاف أو تباين فكري وأعني بهم جماعة
(آآ ناس باركوها)

فلماذا لا يُنتقد خطاب السيد إدريس الملئ بالمثالية والنرجسية و(الأنا) و قد أشار الى صدره عدة مرات وهو يكررها (أنا كرئيس للوزراء)
فأيهما الأفضل أن نشير الى مواطن الخلل حالياً أم بعد أن تتحول الى خُطط وأموال تُراق بلا فائدة على قارعة هذا الوطن الجريح

لماذا لا ننتقده والسيد كامل حتى اللحظة لم يتفوه بكلمة عن ماهية هذه الحكومه

أهى حكومة لتسيير مهام مؤقته لمهام مُحددة تُعالج معاش الناس وإعمار ما دمرته الحرب وتمهد لإنتخابات حرة ونزيهه
أم هي حكومة أمر واقع بشرعية مُستمده من قرار الفريق البرهان يُراد لها أن تتسرب بين أصابع هذا الشعب حتي يهتف لها بلا وعي وهو تحت تأثير مسلسلات (الفتى الطائر)

فمن منكم أيها السادة سمع بكلمة (إنتخابات) في جميع خطابات السيد كامل حتى يومنا هذا !

فهل هو يجهل مهامه؟
أم أن هذا ما يريده (عمّك) على لسان داؤود !

يا سيدي أرجوك ….
قبل أن تحدثنا عن الذكاء الإصطناعي حدثنا عن أزمة الخبز !

فمترادفات البلاغة والسجع والجناس (حَبِلا قصيّر) ولن تصنع منكم قائداً إن لم تقترن بالعمل

هل يستطيع السيد كامل أن يُفصح عن حدود ميزانيته التي سينطلق منها قبل أن يبذل كل هذه الوعود !

و(كاريكاير) سابق ….
كانت المرأة تستشيط غضباً في وجه زوجها الذي أتي لها بالضيوف والبيت مُعدم خاوٍ ..!
والسيدة كانت تقول له و هو مُطاطئ الرأس
(وينو زيتك و بصلك مع الرُجال)
والنميري يومها كان يستضيف مؤتمراً لمنظمة الوحدة الأفريقية بالخرطوم والخزينة خاوية !

حدثنا يا سيدي عن الأهم والعاجل في الصحة مثلاً
والله إن مُولِّد الكهرباء الذي تبرعت به المملكةالعربية السعودية لمستشفى أم درمان مؤخراً لهو أنفع وأبرك للسودان من كل هذه الخطابات التي لم تُغادروا بها شارعين من مدينة بورتسودان

إن كنت يا سيدي
لا تستطيع الوصول لكفاءآت بلادك لطول إغترابك
(فالسيِّر الذاتية) التي تُعوِّلون عليها هي رهان خاسر
فمن سُنّتنا من طلب الأمارة لا تُعطى له

فعن أي شفافية تتحدث !
ومن كفاءآت وطنك الأَعَلام من إمتهن الزراعة وبيع الخضروات والعمل على (ركشة) ولا يملك حتى ثمن (النت) الذي يُقدم لك به سيرته الذاتية إن أراد

يا سيدي …..
أخرج من هذه القوقعة وهذا الحُلُم الجميل الذي يلجُمك إذهب الى كسلا القريبة أو مدني أو هيا أو كوستي أو إذهب إن شئت الى مروي وسنار وعطبرة لترى بأم عينيك ماهو أعلى طموح للمواطن أهو الذكاء الإصطناعي وللحاق بعصر العولمة أم كسرة خبز وماء وجرعة دواء؟

يا سيدي
أكثرتم من الحديث والتنظير المصحوب بلغة الجسد والهندام الأنيق ولأنكم لم تقرأون تاريخ الشريف حسين الهندي وتوفيق حماد وأحمد السيد حمد والمحجوب

(فصدقني) لن تستوعب أين يجب أن يقف المسؤول من شعبه
فتوفيق حماد كان مزارعاً ويمتلك طاحونة بالعيكورة وهو وزيراً للمالية فمن وسط الوحل و الطين و(الماروق) و(السِّعده) كان يُخاطب أوجاع الأمة

وهُنا فسأقفز بكم عمداً عن فترة الإنقاذ التي لربما لأنكم لا ترون فيها إلا كما رأيتُم يوم ذاك وأنتم تُخاطبون ساحة الإعتصام ولربما إنه كان رجسٌ من عمل (الكيزان) فسنجتنبه
ولكن كُن على ثقة …
وأرجع للوراء ثلاثين عاماً إن شئت و زيادة فلن تجد الكفاءة والخبرة والتجرد والتجربة إلا عند هؤلاء

ولكنهم ….
لن يقدموا لكم سيرهم الذاتية لأنهم يدركون جيداً خطأ المعيار وخطأ التقدير فلن يستجدونكم خدمة وطن
لم يُجلسك عبر صندوق إقتراع !

يا سيدي ….
قليل من الكلام كثير من العمل يكفي إرحمنا يرحمكم الله

السبت ٢١/يونيو/٢٠٢٥م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى