العيكورة : *إن كان من تكريم فلعُثمان دينكاوي*

*إن كان من تكريم فلعُثمان دينكاوي*
بقلم/صبري محمد علي (العيكورة)
عطفاً على تعليقنا بالأمس علي مقال الأستاذ الطاهر ساتي الذي حاول فيه أن يُجمِّل وجوهاً ويصنع أبطالاً في غفلة من التاريخ من بعض زُعماء المشتركة الذين ألبسهم حُلّة (الأوفياء) !
وله أن يكتب ما يشاء ولكن قلم التاريخ حالياً ما يُمسِك به هو الشعب كل الشعب وليس من السهولة سرقته أو تجييره لفئة ما
وقد قلنا بالأمس إن الحرب لم تضع أوزارها بعد
وقلنا دعوا التاريخ فسيكتب من هُو الوفي و من هُو العميل ومن يمشى بينهما وقلنا إن حديثاً (درامياً) بوليسياً كالذي أتى به الأستاذ (ساتي) لن يكُن له معنىً ولا وزن ما لم تثبته سطور الإستخبارات لاحقاً وتحت توقيع أعلى هرم قيادة الجيش
وعندها …..
فسنُصدِّق و سنصنع لهؤلاء (الأوفياء) تماثيلاً من ذهب
أما غير ذلك فليحلٌم كُلٍ بما شاء فتاريخ أمه كُتب بالدماء والدموع والنزوح و التهجير
لا يُمكن تزويره
أعود للفقرة التي (حاول) فيها الكاتب رسم مشهد بطولي للسيد (جبريل) ومن معه كمدير بنك السودان وإفتراشهم للأرض داخل إستراحة المواني البحرية بلا أوراق و بلا أختام
و بالطبع بلا أموال يُلملِمون أطراف الدولة
وحاولت الرِّواية (المُشوِّقة) أن تصوِّر السيد جبريل و كأنه العقل الفَذّ الذي مِثلهُ لم تلد النساء
ولكنه لم يُشر لا من قريب رلا من بعيد الى حقيقة أن خزينة الدولة والبنوك والبيوت قد نُهبت بالخرطوم و بورتسودان لي بها كتلة نقدية
فكيف كانت البداية؟
أو من أين أتى (بالحرابيش) التي إنطلق بعا حتى
(حافظ على الدولة) !
كما يظن (ساتي)
أين مصادر الإيرادات؟
أهي مُتبقى صادرٍ على رصيف الميناء من ذهب أو نفط مثلاً !
أم أن جبريل كانت له مقدرة على (تنزيل الأموال) كما يفعل السحرة؟
أم أن هناك مصادر وطنية خالصة للدولة كانت تعمل في صمت وتجرّد لا يُريدون للعامة معرفتها
ذكر (ساتي)
وليته لم يذكُر أن السيد جبريل إستطاع أن يلتزم بمرتبات من هم خارج السودان !!!
ولم يقُل السفارات مثلاً مما يُفهم منه أنهم موظفي دولة لاجئون
فكيف يُصرف لمن لا يعمل !
أقول …..
إن ما لم يقُلهُ (ساتي) هو ….
إن جبريلاً لم يجد طوق نجاة سوى رسوم إستخراج الجوازات بواكير الحرب سيما لسفاراتنا بدول الخليج و مصر و أوروبا فكانت تلك هي
(ملح الحياة) الذي كان يُرش يومياً داخل شرايين الدولة المتصلبة وستمر الأيام ويكشف السيد جبريل هذه الحقائق بنفسه
وإن كان من تكريم وإشادة فلتكن لمدير الجوازات العام سعادة اللواء (شرطة) عثمان محمد الحسن دينكاوي
هذا الرجل الذي …..
أوجد (من العدم) الشبكة البديلة وأنشأ من لا شئ مصنعاً للطباعة ببورتسودان في سبيل أن تصل الخدمة لطالبيها
هذا الرجل …..
عمل في ظروف أقل ما توصف فرصة النجاح فيها بالصفرية بكل واقعها المُؤلم
ولكنه صمد وصبر و بالعزيمة والإصرار إستطاع أن يرفد الخزينة العامة بإيرادات مُقدّرة في زمن عزّت فيه العُملة الصعبة وأسألوا جبريل إن شئتم عن حقيبة جدة والرياض والقاهرة وكم كان إيرادها اليومي
وكيف كانت تُسيّر تغطية أو بعضاً من ضروريات الدولة
هل تعلم عزيرَي القارئ أن الإدارة العامة للجوازات ومنذ إندلاع التمرد وحتى الآن إستطاعت إستخراج أكثر من (٢) مليون جواز سفر !
رغم كل العوائق وشح الإمكانات إستطاع هذا الرجل بالصبر والعزيمة وحُسن الإدارة أن يُنقِذ مستقبل عشرات الآلاف من الطلاب الذين أجبرتهم ظروف الحرب الى اللجوء
ومثلهم وزيادة من كبار السن وطالبي العلاج والأمان بالخارج
فهل هذا جُهدٍ يُغفل؟
فإن كان من تكريم فيجب أن يكون لهؤلاء الجنود المجهولين
لا (لأوفياء) الطاهر ساتي الذين لم (يفُطُْوا) وجبه واحدة
وكمان سمك !
فدعوا التاريخ يكتب بلا إملاء
(أستغفر الله العظيم)
الأربعاء ١١/يونيو/٢٠٢٥م