أعمدة

العيكورة يكتب : *(بعيداً عن السياسة) جامعة الرازي و الفكرة المجنونة (٣/٢)*

🌍📚📖🌍

(بعيداً عن السياسة)

*جامعة الرازي و الفكرة المجنونة (٣/٢)*

بقلم/صبري محمد علي (العيكورة)

قال لي الدكتور (رزق) ذات يومٍ إنه كان في زيارة لعمته بحي الصحافة شرق و بجوار مستشفى إبن سيناء أوقفت عربتي
قال …..
فتأملت مباني المستشفى وحركة الناس والعمارات المجاورة فقلت في نفسي …..
*(بالله الواحد لو عمل جامعة ومستشفى وسمّاها الرازي البحصل شنو ؟)*

ثُم مضي في مشوراه ولكن ظلت الفكرة تتخمر داخل عقلة وكل يوم يزداد قناعة بها

فقلتُ له ….
وهل كنت تمتلك مالاً أو مُقوِّمات لتصبح تلك الفكرة مُمكنه؟
قال لي (ولا قرش) !!
فقلت له إذاً أنت مجنون أو مغامر يا صديقي
فقال لي بكل ثقة ….
(شوف يا باشمهندس) كل المشاريع الكبيرة حول العالم بدأت بفكرة صغيرة و لو بحثنا خلف جامعة (هارفرد) مثلاً لوجدنا خلفها قصة فكرة صغيرة ثم كبُرت

قُلتُ له ثم ماذا بعد؟
قال …..
دعوت معظم أطباء الأسنان بالخرطوم وطرحت عليهم فكرة إنشاء كلية متخصصة لطب الأسنان لتكون مفتوحة لمساهمة الجميع

فأيّدت الفكرة لها فئة قليلة وإنصرف عنها الغالبية

وهُنا سأقفز فوق تفاصيل طويلة من الإجراءآت و تجهيز المبني وكيف كانت البدايات المتواضعة وكم كانت قيمة السهم يومها وكم أصبحت لاحقاً حتى أصبحت في مصاف الجامعات العالمية

لدينا فكرة للتوثيق لهذه الجامعة بصورة مفصلة مدعومة بالصُور بإذن الله سأجلس عليها مع (بروف) رزق إذا مدّ الله في الأعمار

المؤسسون هم (١٢) شخص و هذه حقيقة سأذكرها للتاريخ حيث سبق أن تعرضت الجامعة خلال مسيرتها الطويلة الى هجوم و تشكيك في مصدر تمويلها فمنهم من ذهب الى الإسلاميين أو الجبهة الإسلامية و تارة المؤتمر الوطني وتارة الشعبي وكل هذا ليس صحيحياً

فالجامعة حتى كتابة هذه السطور لم تتلقى تمويلاً من أي جهة داخلية أو خارجية مُطلقاً
غير مواردها الذاتية و هي رسوم الدراسة وليس لها أي علاقة بأي توجه سياسي سابقاً أو حالياً

بدأت المسيرة تمضي وسط أعاصير و مطبات الحياة و تحدياتها وتجتازها بنجاح حتى تم ترفيع الكلية الى جامعة الرازي الحالية حسب قوانين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ثم أضافت بقية التخصصات الطبية بمقرها بحي الأزهري مربع (٢) جنوبي الخرطوم

إستطاعت إستقطاب أميز المحاضرين والفنيين وفتحت عيادات مجانية لغرض تقديم الخدمة والتدريب للطلاب تحت إشراف الأساتذة

البروف (رزق) كان مهموماً جداً بالمظهر الخارجي للجامعة والتشجير والمساحات الخضراء و يتبع في ذلك نظاماً إدارياً صارماً فمثلاً منع ممارسة الأنشطة السياسية داخل حرم الجامعة ومنع التواجد بداخلها بعد الساعة الخامسة مساءً مع توفير مكتبة للمذاكرة خارج حرم الجامعة و إسكان لمن يرغب بعد الدوام الرسمي

أعتقد أن تدافع الطلاب النيجيريين نحو الجامعة كان له دور بارز في إستقرار المورد المالي للجامعة و للرعاية الخاصة والسكن الفخم الذي وفرته لهم الجامعة مقابل ما يدفعونه من رسوم ومصاريف بالدولار
مع إستمرار إلتزام الجامعة في ذات الوقت بكافة لوائح التعليم العالي وقبول الطلاب السودانيين بالعملة المحلية حتى تخرجهم

قال لي زرق ….
إنه ظل مهموماً بالتجويد والتوسع وما زال
فبدأ في إنشاء مستشفى
أبو بكر الرازي ليكون بوتقة للتدريب ولتقديم الخدمة العلاجية
وتلك قصة أخرى من النجاح والصبر لا يسعها المجال هنا

هذا المستشفى تم إفتتاحة في عهد حكومة (قحط) البائدة وقد أصابها ما أصاب السودان من تدمير وخراب ونهب .
وستنهض قريباً وسريعاً بإذن الله
حقيقة ……!
ليس بين يديِّ إحصائية لعدد خريجي جامعة الرازي ولا الحاصلين على درجات الدكتوراة و الماجستير ولكنه بلا شك عدد كبير كنتاج طبيعي لمسيرة تجاوزت ربع القرن من الزمان تقريباً

حصول الجامعة على عضوية الإتحاد الدولي للجامعات ومقره (تركيا) كخامس جامعة سودانية تحصل على هذه العضوية المرموقة كانت قفزة عاليه جعلت من إسم الجامعة رقماً لا يُمكن تجاوزه عالمياً

ولقد سبق أن إضطلعت على مطلوبات وشروط هذه العضوية فخلاف الجانب الأكاديمي والعلمي ومؤهلات الأساتذة وعدد الخريجين والدراسات العليا و …. و…..
فحتى الكافتيريا والقاعات والنظافة العامة ودورات المياه تدخل ضمن بنود التصنيف

أعتقد أيضاً أن هناك محاولة توأمة أو تبادل مع جامعة ألمانية قطعت فيه شوطاً كبيراً سأسعي لمعرفة تفاصيلة

الزيارات العلمية المتبادلة التي ظلت الجامعة تعضدد بها مسيرتها العلمية والإبتعاث للخارج والتبادل مع كثير من الجامعات العالمية فتلك صفحات أخرى يصعب سردها أيضاً .

ولكن …..
ماهي (حكاية) الألف كرسي أسنان التي يسعى البروف (رزق) لتحقيقها

وأين يقع مصنع الأكسجين

وما هو دور المستشفى المتوقع في توطين السياحة العلاجية لو لا إندلاع الحرب

وكيف أدار (البروف) غندور الجامعة أثناء الحرب

وأين وصلت فكرة إنشاء مركز إمتحانات دولي حديث يخدم الشرق الأوسط وأفريقيا كأول مركز بأفريقيا تقيمة جامعة الرازي

ثم ماذا عن حقيقة فرع الجامعة بمدينة (كانو) النيجيرية

(تابعوني غداً بإذن الله)

الخميس ١٩/يونيو/٢٠٢٥م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى