أعمدة

العيكورة يكتب : *حدثان مُهمان يلزم التوقُف عندهما*

*حدثان مُهمان يلزم التوقُف عندهما*

بقلم/صبري محمد علي (العيكورة)

*الحدث الأول*

هو مقال للأستاذ القدير الطاهر ساتي جاء تحت عنوان

*أوفياء المرحلة ومصيدة العُملاء*

الذي أثنى فيه ثناءً عاطراً على بعض قادة المشتركة الذين إختاروا الحياد بعد شهر من إندلاع التمرد وحتى عودتهم مؤخراً بما أطلق عليه الأستاذ ساتي إن (الحرب خدعة)

و أرجع الفضل للسيد جبريل و مناوي ومدير البنك المركزي وغيرهم في إستعادة الدولة والمحافظة على كيانها

وأشار في سرد أقرب الى القصص البوليسية مغامرات السيد مناوي وكيف أن عرباته قد أخرجت عقار وبعض أعضاء الحكومة

(بملابسهم اللابسنها)

تحت غطاء ذلك الحياد ثم ذكر ما أسماه بتعليمات صدرت لمناوي في سبيل إيصال المساعدات الإنسانية لدارفور و رسم الأستاذ الطاهر صورة تفوق الخيال لحالة (سالب الصفر) التى بدأ يتحرك من تحتها السيد جبريل و من معه حتى حافظ على الدولة !!

(صدقوني قرربت أبكي)!

وعرّج على الرواتب و إستقرار سعر الصرف و…. و…..

والأخيرة بلا شك حقيقة

ولكنه لم يذكر في ذات الأيام العصيبة كان هناك أناس ببورتسودان أفراحها زايده

بتاكل سمك و (باسطة)

وناس (يتألمو)

وهناك بنوك تتبع لوزارات جبريل تشغِّل ناس بكامل مخصصاتها بينما ناس أمروا أن يبقوا في منازلهم وليس لهم حظ سوى الراتب الأساسي

وكله ذلك كان يحدث و (الأوفياء) يعملون في صمت !!

حقيقة أنا هنا لست في مقام المُتحدث عن صدق الرواية من عدمه فذات يُسأل عنه الكاتب وحده ولكن ثمة أسئلة وتقاطعات لم تحتويها الرواية المُشوقة (برأيي)

منها أين تأثير ميزان القوى على الأرض الذي واكب عودة (المحايدين) أو الأوفياء إن شئت ولمن كانت الغلبة؟

و ما بين الحياد والعودة سقطت كم مدينة و هُجِّرت كم قرية وأزهقت كم نفس بريئة وأغتصبت كم حرّه وذل كم شريف ونهبت كم قافلة إغاثة كانت في طريقها لدارفور لتستولى عليها (المليشيا) فأين كان مناوي؟ وهل كل هذه الفظائع يمكن أن يتقبلها العقل السوِّي بأنها كانت تحت عنوان (الحرب خدعة)؟

السيد عقار الذي ذُكر أن مناوي قد أخرجه لود مدني هل ظلّ فيها ليبني مع الآخرين أم (قدّ الى جوبا) التى تلقى منها خبر تعيينه نائباً للبرهان!

إن كان ما حدث (خدعة) كم مرة مُنع مناوي دخول بورتسودان وسط رتل من (تاتشراته) المُدجّجه بالسلاح

 لو كان ما فعلوه كان من قُبيل (الحرب خدعة) لعلمه البرهان ولما مُنع الرجل يومها .

على كل حال …..

لم يحن وقت كتابة تاريخ وخفايا معركة الكرامة وأي سرد أو محاولة لتلميع الآخرين (برأيي) يظل (طق حنك) ما لم تنشره وتؤمن عليه الإستخبارات العسكرية أو جهاز الأمن في يومٍ ما و يبصم عليه قائد الجيش بنفسه

 فعندها سنصنع لهؤلاء الأوفياء تماثيلاً من ذهب

غير ذلك …..!

فليحتفظ الأوفياء بوفائهم والعُملاء بعمالتهم ودعوا التاريخ يرصد ويتابع وسيكتب يوماً ما من الوفي و من الخائن ومن إتخذ بين ذلك سبيلا .

فالحرب لم تضع أوزارها بعد !

*الحدث الثاني …..*

(أخونا) رئيس الوزراء كامل إدريس يا (أخي والله) مقدرين حماسك و رغبتك الأكيده في خدمة المواطن

وكان يُمكن أن تكتفي بمعايدة العيد يوم ذاك وتنصرف لإستكمال تشكيل حكومتكم والإتفاق مع وزرائكم حول خطة العمل

و(ثق تمامن) أن هذا الشعب متفائل و ينتظر

(قون المغربية) منكم

لكن (كمان ياخ)

ليس من المعقول أنك حتى الآن

لم تجلس مع قيادة الدولة لتعلم منها المطلوب والمأمول و(الليك والعليك) ولم تعرف بعد مساحة الصلاحيات المتاحة أمامكم وكم هو (المورد المالي) المتاح لحكومتكم داخل دولة ما زالت تخوض حرباً

ومع هذا (ياااا أخونا) كامل تبذل الوعود هنا وهناك !!

بلا سقف و لا محاذير؟

حقيقة ً…..

وأخشى ما أخشاه عليكم أن تصطدموا بواقع المتاح القليل الذي يجعل من وعودكم تلك (كلام ساكت)

فأصبُر (يا شيخنا) الصبُر سمح

و (كلو بالمهلة بجي)

وتأكد تماماً أن مساحة المناورة السياسية في السودان قد أصبحت في أضيق حالاتها فالمواطن الذي فقد كل شئ أصبح

(زول صدرو ضيِّق) أمام متلازمة *(وستشهد الأيام القليلة القادمة تنفيذ كذا وكذا)*

فليتكم أجلتم هذا الفرح المنقوص حتى يقترن بالعمل والوفرة والرخاء

(والموية تكضب الغطاس)

والغريبة يا سعادتك …

*مافي زول ساكيك براك جاري*!!

دعواتنا لكم بالتوفيق والنجاة من (الصدمة)

الثلاثاء ١٠/يونيو/٢٠٢٥م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى