العيكورة : (بعيداً عن السياسة) *حكاية وجبة كوارع*

(بعيداً عن السياسة)
*حكاية وجبة كوارع*
بقلم/صبري محمد علي (العيكورة)
بالامس بينما كُنتُ أتجول في السوق لشراء حوائج رمضان وحصرياتنا السودانية بأحد أسواق السعودية كان من ضمنها (اللحمة المفرومة) فدخلت مركز تسوق
إتجهت رأساً الى قسم اللحوم
(فوقعت عيني)
على كوارع الغنم (الما بتغباني)
حاجة كده نضيييفة
وبييييضاء
ياخينا دي كوارع
أيوه يا باشا كوراع غنم برازيلي
وبتجيكم من البرازيل مجمدة؟
أيوه يا فندم
(أهاا) وبتبيعوها كيفن؟
بالكيلو يا ريس ب (٢٩) ريال
طيب أوزن لي كيلو
الكيلو يا سِيد اللّمنتي ليك (جاب) سبعة (أضالفين)
سبّكت منها حلّة كوراع دمعة (من أُمها)
والحمد لله كالمعتاد
(أم حماميزو)
ليس لها في هذه الأمور نصيب فتكتفي بتجهيز (عدة الشغل) ويتم إخلاء المطبخ بأمر رئاسي
لا أنكر أن ….
(للعبد لله) خبرة قديمة مُتراكمة
كوارع
قطايف
باسطة
تقلية
عصيدة بالعيش البايت
حلة بالماجي
حلة طملة
القطر قام
القطر حرّق
ولي في ذلك شهادات معتبرة من زملاء الدراسة بالإسكندرية
أواسط ثمانينيات القرن الماضي اعتز بها والحمد لله
*نعود لحلّة الكوارع*
إذا كان ال (٧) حبات كوارع إتباعت ب (٢٩) ريال فهذا يعني أن (الضُلُف) الواحد باربعة ريال سعودي أي تعادل دولار وشوية !!
إنتو متخيلين معاي
(ضُلُف خروف) وارد البرازيل يصل للمستهلك بدولار !!
تفتكروا في السودان عندنا كم (ضُلُف) مظلوم وتائه!
فماذا فعلت البرازيل؟
نظافة
تجميد
تغليف
شحن
هل هُناك شئ تقني مُعقْد يحتاج لعلماء ذرة مثلاً
فما الذي يمنعنا نحن في السودان؟
عجز وفشل و (عدم فهم) وإهمال لوزارة الثروة الحيوانية أليس كذلك؟
هل تعلم ….
أن هذه (البرازيل) تُصدر لحوم سنوياً بقيمة (٥٧) مليار دولار! منها (١٨١) مليون دولار لأسواق الخليج!
فما الذي ينقصنا !
القطيع أم الهناقر أم السكاكين؟
يا جماعة يا مؤمنين
آخر ميزانية معتمدة لجمهورية السودان عام ٢٠١٨ كانت (٢٥) مليار !
بالله (مُش) مفروض نحن
من صادرات اللحم فقط
نركب (مارسيدس) !
لو تم الإهتمام بالقطيع القومي والبعد بهذه الوزارة بعيداً عن الترضيات
وأرجعوا للتاربخ إن شئتم لكل وزرائها كانوا من الجنوبيين أيام نميري ثم بعدها أصبحت (وزارة هامش) لا قيمة لها !
وأعتقد هذا ما يجب أن يلتفت إليه رئيس الوزراء القادم.
غايتو رغم الوجع
*لكن الحَلّة كانت ظابطة*
(ضُلُف بي دولار) يا جماعة
معقولة ياخ …!!
رمضان كريم قرائي الأعزاء وتقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال
أمسية الجمعة
(ليلة الأول من شهر رمضان المبارك)
*حاشية لغير الناطقين بالسوداني*
(ضُلُف) نعني بها قائم البهيمة أو الحافر
٢٨/فبراير ٢٠٢٥م