صبري محمد علي (العيكورة) : *بيان مُوفق للخارجية فقليلٌ من (الصعلّكة) تكفي*

*بيان مُوفق للخارجية فقليلٌ من (الصعلّكة) تكفي*
بقلم/صبري محمد علي (العيكورة)
البيان الصادر عن الناطق الرسمي أو إدارة الإعلام بوزارة الخارجية بالأمس الأول الخميس
والذي جاء رداً علي تصريحات وزير خارجية دولة جنوب السودان المتواجد حالياِ بأمريكا والذي طالب فيه بتدخل أممي و أفريقي في السودان !
بيان وزارة خارجيتنا جاء في مستوي الحدث وبذات اللغة التي تفهمها حكومة سلفا أو (سنة رابعة كنبة ورا)
وسأقارن بين البيان العقلاني الأول الذي صدر عن عن وزارة الخارجية رداً على بيان خارجية جوبا الأول والمتغطرس
الذي تناولته في مقالٍ بتاريخ ١٧ من شهر يناير الجاري تحت عنوان
*السيد وزير الخارجية بيانكم عن أحداث جوبا يحتاج لبيان*
وعلى ضوئه شرفني معالي الوزير برسالة صوتية
يومها علّقتُ على البيان بأنه أقل إنفعالاً بالحدث و قلت إن هذه (الدبلوماسية الناعمة) لا تصلح في مثل هذه المواقف
معالي الوزير يومها وكأنه لم يستسيغ عبارة (الدبلوماسية الناعمة) فقال لي …..
بضحكة خفيفة (وماذا كنت تتوقع؟
*أن نشيل (فراريرنا) (جمع فرار) مثلاً ونمشي نضاربهم!*
أعتقد بتصريح وزير خارجية جنوب السودان (المتغطرس) الأخير لربما إستوعب معالي الوزير الدكتور علي يوسف
ما كُنتُ أعنية من عدم صلاحية الدبلوماسية الناعمة
و لربما إستوعب أيضاً دواعي تحول وصف البيان الأول لما يعتري علاقاتنا مع دولة جنوب السودان بأنه *سحابة صيف عابرة*
الى جُملة *ظللنا نمدُ حِبال الصبر* في البيان الأخير
وبين الجملتين كان يتمدد ما عنيته في مقالي السابق
المعاملة بالمثل
الكلمة بالكلمة
اللفظ باللفظ
والبادي أظلم
ولكن …..
هل كان يلزم خارجينا أن تحمل عكاكيزها لمواجهة (تنمر) دولة جنوب السودان
أقول نعم وما أقوى (العكاكيز والفرارير) الدبلوماسية إذا أُحسِن إستخدامها
فالخارجية بإمكانه أن تُوصي القيادة السياسية بمنع تدفق السلع نحو الجنوب مثلاً
وبسرعة ضبط تواجد راعيا تلك الدولة بل وبمغادرتهم إن إستدعى الأمر
وما أكثر النماذج من حولنا
الخارجية أيضاً بإمكانها تقديم شكوى لدى مجلس الأمن الدولي والأدلة على (قفا من يشيل) هذا غير التعبير عن عدم الرضا بالطُرق الدبلوماسية المعروفة كالسحب والإستدعاء
يا سادتي …..
(بلاش) هذه العقلانية والمثالية الزائدة في تعاملنا مع دول الجوار الأفريقي فلا (إيغادهم) تهُمنا ولا الإتحاد الأفريقي سيُغنينا
فنحن من سنبني وطننا ونُدير علاقاتنا الخارجية بعيداً عن الوصايا فهل وصل بنا الهوان الى أن يتحدث بإسمنا
*(أولاد خالتنا كمان)!*
أتعجب بحق
*أربعة أيام أجاعت جوبا*
فهل هذه الثغرة تحتاج لتفكير لإستغلالها !
فماذ لو تبعتها ثلاثة أيام خالية (بصل) و (فيتريته) فماذا كانوا سيفعلون؟
وزارة الخارجية ….
المرحلة القادمة ستكون حسّاسة في إدارة ملف العلاقات الخارجية و إنتظار التعامل بردود الأفعال لن يُجدي ولا بد من المُبادرة والإختراق
*زيارة وزير الخارجية بالأمس لكينيا ماذا هُناك*
إنتظروني غداً بإذن الله
السبت
٢٥/جغماير (قيادة)/٢٠٢٥م