صبري محمد علي (العيكورة) *أربعة أيام هزّت (جُوبا)*

والعنوان أعلاه نقتبسه من عنوان كتاب أنيس منصور
*(عشرة أيام هزّت السودان)*
الذي كتبه بُعيد الإنتفاضة التي أطاحت بالرئيس الراحل جعفر نميري وصف فيه الحال والتقاطعات
نفدت منه طبعات متواتره إبان دراستنا بمصر منتصف ثمانينيات القرن الماضي
أما (جوبا) فما أضعف أن تصمد أمام أعاصير (القحاطة) التى أثاروها هناك وإن وجدت بعض دعم من اليسار الجنوبي إلا أن صوت العقلاء كان أعلى
أربعة أيام من إغلاق الأسواق (جاعت جوبا)
و الجوع ليس في كل الأحوال كافر فلرُبما عاد بالعقل المسلوب وأعاد ضبط بوصلة قراءة الواقع السياسي بوعي
وهذا أعتقد ما أدركه صانع القرار السياسي هناك ولو مُتأخراً بعض الشئ
حسناً أن بدأت سفارتنا هناك في تسجيل أسماء من يرغب في الإجلاء من رعاياها
وحسناً أن تُقدِّر حُكومتنا الواقع هُناك بهذه العقلانية (لمن أراد) أما من أراد البقاء هناك فهذا شأنه و قد برِأت من ذمة السفير عصام كرار
ومُطمئن أن بدأت الحياة تدُبُ في الأسواق خلال هذا اليوم شيئاً فشيئا وإن كانت بحذر
ولكن دعني أقول لكم كيف جاعت (جوبا) فبمسح إستقصائي يسط من داخل أسواق العاصمة جوبا توصلتُ الى الآتي ….
تجار المواد التموينية معظمهم من أبناء نهر النيل والجزيرة والنيل الأبيض وبعض الصوماليين
الجزارات ….
أبناء النيل الأبيض
الأواني المنزلية والملابس أبناء غرب السودان بصفة عامة
المغالق أبناء النيل الأبيض وسنار
دكاكين الأحياء أبناء الجزبرة والنيل الأبيض
إسبيرات السيارات أبناء القضارف وسنار
سوق البصل أبناء نهر النيل
بنابر سِتَات الشاي و مُشاه (سبعة تمانية)
عواطلية وفاقد تربوي سياسي (قحاطة) وجُلُّهم مُؤتمر سوداني و أيتام ياسر عرمان
وقليلٌ من عبادي الشكور
وقس على ذلك
والسردُ أعلاه يدعمه حديث وزيرة داخلية جنوب السودان في مؤتمرها الصحفي الأخير بعد إندلاع الأحداث حين قالت ….
إننا نأتي بحاجياتنا اليومية من تجار شماليين والأسواق مغلقة ومعظمنا ليس لديه مخزون بمنزله فالقادم مخيف ومجهول داعية الى التعقل وتفويت الفرصة .
إذاً كل هذه (الخلطة) سمك ، لبن ، تمر هندي
تقول …..
إن أرادت (جوبا) أن لا تجوع
فعليها أن لا …
يُؤذى السودانيين بأراضيها
وأن تُبعِد عن أراضيها من أشعل الفتنة
وأن تُمارس سيادتها بعيدةً عن العواطف و(الخمّ) الشعبي المُصطنع
فذات الذي حدث بالخرطوم (حرية ، سلام و عدالة) هو ما حدث بجوبا ولكن ب (فيرشن) جديد
فهل تعي حكومة الرئيس (سلفا) ما يُحدِق بها من مخاطر ؟
وإياكِ أعني يا جارة
والسؤال الذي نطرحه هو
إذا (لا سمح الله) ساءت العلاقات بين البلدين لدرجة إغلاق الحدود فهل يستطيع أفضل المتفائلين أن يتخيل لي
*كيف ستكون جوبا*؟
فتعقلوا أيها الناس فما أكثر دموع التماسيح بفنادقكم و بلادكم
الأثنين ٢٠/يناير ٢٠٢٥م