أعمدة

خبر و تحليل.. عمـار العركـي: مدني وغرب إفريقيا: يوم الانتصار العسكري والتحرك الدبلوماسي

 *_مقدمة_*

* في توقيت حساس يشهد انتصارات ميدانية حاسمة حققتها قوات الشعب المسلحة، لا سيما تحرير ولاية الجزيرة وعاصمتها ود مدني والزحف شمالاً نحو ولاية الخرطوم والتي تشهد بدورها انتصارات للجيش اهمها يتوقع حدوثه في الساعات القادمات وهو تحرير مصفاة الجيلي ، مما يؤكد على ان السودان يقود المعركتين السياسية والعسكرية في خطين متوازيين، الامر الذي منح الجولة أهمية قصوى وصِلة كبيرة بتطورات المعركة العسكرية.

* انطلقت جولة رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان إلى أربع دول في غرب إفريقيا: مالي، السنغال، سيراليون، وغينيا بيساو. هذه الجولة تحمل في طياتها أبعاداً استراتيجية ودبلوماسية مهمة، تتجاوز البعد التقليدي للزيارات الثنائية، لتلامس ملفات إقليمية ودولية متشابكة.

 *_سياقات ورسائل الجولة_*

* الرسائل الموجهة لقوى إقليمية ودولية مؤثرة، كالإمارات وتشاد وفرنسا، التي لها دور مباشر أو غير مباشر في دعم مليشيات الدعم السريع وتهيئة بيئة عمل المرتزقة.

* التوجه نحو تحييد منطقة غرب افريقيا كمصدر للتهديدات الأمنية وتحييدها بشكل يضمن القضاء عليها وتأمين الانتصارات.

* تعزيز التحالفات مع الدول الإفريقية الصاعدة التي تنتهج سياسات أكثر استقلالية، خاصةً مع كسرها للقيد والسطوة الفرنسية التي فقدت سيطرتها على مستعمراتها القديمة في غرب افريقيا.

 *_الأبعاد والدلالات_*

* التوقيت: تزامن الجولة مع الانتصارات العسكرية في السودان يعكس رغبة القيادة السودانية في استثمار الزخم الداخلي لتعزيز الموقف الدبلوماسي خارجياً.

* تحرير ولاية الجزيرة يشير إلى قرب إنهاء التمرد في محاور القتال الرئيسية، وهو ما يعطي القيادة السودانية مساحة أكبر للتحرك الدبلوماسي الإقليمي والدولي.

 *_التركيز على دول غرب إفريقيا: أبعاد أمنية ودبلوماسية_*

* الدول المختارة للجولة ليست عشوائية، بل تخدم أهدافاً استراتيجية:

* مالي: بوابة غرب إفريقيا ومركز تأثير كبير في المنطقة، ولها دور أمني حيوي في ملف المرتزقة والمليشيات العابرة للحدود.

* سيراليون: عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن تجعلها شريكاً محورياً في كسب المواقف الدولية لصالح السودان.

* السنغال وغينيا بيساو: دول صاعدة تسعى لتعزيز استقلاليتها السياسية، مما يجعلها شريكاً مناسباً للسودان في بناء تحالفات جديدة.

*_الرسائل الموجهة للإمارات وتشاد وفرنسا_*

* الجولة حملت رسائل متعددة لقوى إقليمية ودولية:

* للإمارات : إظهار استقلالية القرار السوداني، و إبراز قدرة القيادة السودانية على تحييد الدعم الإماراتي لمليشيات الدعم السريع.

* لتشاد: تحذير ضمني من أن السودان يتحرك لتأمين حدوده الغربية، وقطع خطوط إمداد المرتزقة.

* لفرنسا: تحدٍ واضح للهيمنة الفرنسية في غرب إفريقيا، وبناء تحالفات موازية تُقلّص من نفوذها التقليدي في المنطقة.

 *_التوقعات والسيناريوهات المستقبلية_*

* *_السيناريو الأول_ :* نجاح الجولة وتعزيز الدعم الإقليمي ، وفي هذه الحالة، قد نشهد التزام دول غرب إفريقيا بتعزيز التعاون الأمني مع السودان، مما يُسهم في تقليص تدفقات المرتزقة

* كسب مواقف سياسية ودبلوماسية داعمة للسودان في المحافل الدولية، لا سيما في مجلس الأمن والاتحاد الإفريقي.

* *السيناريو الثاني* : استمرار الضغوط الدولية وتدخل القوى الكبرى ، وإذا لم تُترجم الزيارة إلى تفاهمات عملية، قد تستمر القوى الكبرى كفرنسا والإقليمية كالإمارات، في استغلال نفوذها الإقليمي لدعم مليشيات الدعم السر

* *السيناريو الثالث:* توسع الجولات لتشمل دولاً إفريقية أخرى

* قد تمثل هذه الجولة بداية لسلسلة من الزيارات الإقليمية لتعزيز الحضور السوداني في إفريقيا، خاصةً مع دول مثل نيجيريا وغانا وساحل العاج، مما يعزز من مكانة السودان في القارة.

 *_خلاصة القـول ومنتهـاه_* :

* جولة البرهان إلى دول غرب إفريقيا تأتي كخطوة دبلوماسية مهمة في توقيت حساس، حيث يسعى السودان إلى تحصين موقفه الداخلي والخارجي. الزيارة ليست مجرد جولة روتينية، بل هي جزء من استراتيجية أوسع لإعادة تموضع السودان على الخارطة الإقليمية والدولية. نجاح الجولة قد يشكل نقطة تحول في المشهد السوداني، بينما استمرار الجهود الدبلوماسية يُعد مفتاحاً لاستكمال الانتصارات العسكرية بدعم سياسي ودبلوماسي يُرسخ الاستقرار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى