أعمدة

صبري محمد علي: *أما الزيارة فقد إنتهت فما بال أقلامٍ سكبت وعداً وقمحاً وتمني !*

 عاد السيد رئيس مجلس السيادة من جمهورية مصر العربية بعد مشاركته ضمن فعاليات المُنتدى الحضري العالمي

(برأيي) ……

فأيّاً كانت النتائج واللقاء الذي جمع بين الرئيسين عبد الفتاح و (عب فتاح) على هامش المُنتدي

 فسنظل نُغني لكل لقاءٍ رسمي سوداني مصري ذات الأغاني والأهازيج القديمة نُمجد وحدة الشعبين الشقيقين ونسجد لوحدة المصير المُشترك

صحيح لرُبما تستجد بعض الأوراق المطروحة من فترة لأخرى حسب (السوق السياسي)

ولكنها تظل هي ذات العلاقة التي لم يستطع أياً من الشعبين الإستفادة منها كما ينبغي بدءاً من مياه النيل و إتفاقية الدفاع المشترك (السادات/نميري) إنتهاءاً بإتفاقية الحُريات الأربع (….)

فظللنا نبيع لبعضنا البعض (الموية داخل حارة السقايين) فلا التكامل كان تكاملاً ولا الدفاع المشترك ظل دفاعاً

 فسرعان ما تلاشت تلك الإتفاقيات عند أقرب منطف جمود سياسي ول يتبقى منها إلا بعض صورٍ بأرشيف الدولتين !

وهذا قدرنا مع الشقيقة مصر سُرعان ما يضمحل الطموح الى قضايا (مايسكروسكوبية) كمعالجة قضايا اللآجئين و التأشيرات و رسوم الجامعات لتطغى علي أي فهم إستراتيجي أو نظرة مستقبلية لتحقيق رفاهية شعبين يربطهما نيل و حياة

وهكذا هي علاقتنا بمصر

(رزق اليوم باليوم)

لحوم ، عجول ، موز ، حِلَلَ ألومنيوم أفران غاز !!

سفر ، علاج ، شقق ، سياحة ونكات نتداولها خلال جلساتنا وبعض (نفاق) و بعض مُجاملات لا ننكرها وإبتسامات صفراء

(قال كلاكلة قال) !!

ثم ماذا !

مصر أم الدنيا !

السودان هو العمق الإستراتيجي لمصر

و مصر هي العمق للسودان

 و وحدة المصير المشترك

(يخرب بيت المصير ياخ)

فإن لم يكن ما يمر به السودان الآن هو المصير فمتى سيأتي المصير ؟

و لكن ….

عند أول منعطف تصبح كل تلك الكلمات هباءاً منثوراً

*(يا عم ريحو في الكلام وخلاص)*

(الموافقة الأمنية) لدخول مصر حتى لطالب تم قبوله بإحدى الجامعات المصرية (حالة)

(والإسترليني) للطلاب عصاً تُهدد الطلاب دوماً لم نسلم منها نحن منذ الثمانينيات تطل برأسها كلما إرتفعت درجة الحرارة بين القاهرة والخرطوم

نشكر مصر (آآ)

نُحي مصر ( ومالو ياعم)

ولكن في المقابل يحب أن

 لاننسى أننا (بحقنا) فهل سمعتم بمن فتح منزله لإستضافة السودانيين مجاناً كما فعلت أرتريا مثلاً

أم أنها أموال طائلة ضخت دم العافية الإقتصادية داخل شرايين الإقتصاد المصري !

أليست هذه الحقيقة التى نقفز فوقها ولا نريد التوقف عندها كلما ذكرنا مصر !

مصر دولة ذات سيادة

والسودان دولة ذات سيادة

ولا يجب أن تُقرأ العلاقة خارج هذا الإطار مهما فعل الذين يُمِّنِون على السودان فكله وفق الأعراف والقوانين الدولية أن تؤوي لاجئاً أو أن تُغيث مُحتاجاً

و السودان عضواً أصيلاً بالأمم المتحدة

و يُسدد رسوماً سنوية ولا يتسول أحداً فلم لا ينال حقه كاملاً غير منقوصاً !!

*الأقلام المهزومة نفسياً*

تابعت بعض الأقلام التي إستبقت باب الزيارة بالطبل والطار والمزمار و قدّت قميصها من دُبر تُعوِّل على مصر وكأن السودان بلدٌ (قاصرٌ) أهله وحُكامه

 فحمّلوا الزيارة فوق طاقتها وفوق برنامجها المُحدد سلفاً

و بثوا عليها أمانيُهم الوردية حتى قال قائلهم … *إن من الملفات المهمّة التى سيناقشها الرئيس البرهان مع الرئيس السيسي تشكيل الحكومة الجديدة* !

ولك أن تتخيل عزيزي القارئ مدى الإنهزام النفسي الذي سيطر على حاملي مثل هذه الأقلام

*مُش حقو بالله يسقوهم جردقة*

سبق لي أن كتبتُ أكثر من سبعة مقالات عن أزمة العلاقات المصرية السودانية حتى ضاق بها رئيس تحرير الصحيفة التي كانت تنشرها يوم ذاك مطالبني أن (كفاهم ياخي) !!

لمصر داخل مخابراتها وخارجيتها ملفات متوارثه تُعني بالشأن السوداني !

فماذا لدينا نحن حيال مصر ؟

*قناعتي*….

أن هذه العلاقات لن تستقيم على جُودي المُماثلة والمصلحة المشتركة الحقيقية والمنفعة المتبادلة

 ما لم يُوكل هذا الملف لخريحي الجامعات المصرية من السودانيين

غير ذلك فسنظل نتبادل ذات الأغنية القديمة *مصر يا أخت بلادي يا شقيقة*

كانت هناك فرصة سانحة لضبط بوصلة العلاقات المصرية السودانية بصورة مؤسسية بعيدةً عن المجاملات ومعسول الكلام يوم أن تولى البروف إبراهيم غندور وزارة الخارجة فقاتل الرجل من أجل أن يضع كل شئ داخل إطاره الصحيح و يحيل كل ملف للوزير المختص من زملائه الوزراء

 الثروة الحيوانية ، إستيراد الفواكه التبادل الثقافي ، العلاقات الدبلوماسية

كله كله

ولكن مصر الرسمية لم يُعجبها ذلك فلجأت لأقصر السبل لدبلوماسية (الهاتف) أو ما يُعرف بالدبلوماسية الرئاسية (رئيس لرئيس) حتى غادرها غندور بشرف الصوت العالي و قوة الكلمة مرفرع الرأس

*السادة الصحفيون الأجلاء*

*لن نختلف معكم أن مصر دولة عظيمة*

*لكن كمان ياخ ما لدرجة نشاورا في تشكيل حكومتنا*

(نجيب ليكم جرقة ترابية يا جماعة) !

دي حالة إنهزام مُتأخرة خااااس

أستغفر الله العظيم

الثلاثاء ٥/نوفمبر ٢٠٢٤م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى