*د. الفاتح يس: قم للمعلم وفه التبجيلا*
alfatihyassen@gmail.com
من الأعماق شكراً لمن وقف ليُضي لنا ونحن جلوس.
من الأعماق شكراً لكل شمعة ظلت تحترق لتنور لنا الطريق بالعلم.
قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا.
هكذا هو المعلم شموع تحترق لتضي لنا عتمة طرقات ظلام الحياة، وما يواجههنا من مصاعب وعقبات تحتاج إلى قلوب مستنيرة وعيون بصيرة ويد تعرف تحمل القلم وتكتب وعيون مُحبة وعاشقة للقراءة والإطلاع، مملؤة بالثقافة والعلوم، تنهل في شتى أنواع وضروب العلم والمعرفة العلمية والعملية، وكل هذا بفضل الله سبحانه وتعالى (علم الإنسان ما لم يعلم)، وبفضل ذلك المعلم الصابر المحتسب الذي يعلمنا القراءة والكتابة حرف حرف، وقبل كل هذا علمنا وساهم في تربيتنا، فهو ليس معلم فقط، وإنما معلم ومُرَبي في آنن واحد، وهذا يحتم علينا الإهتمال بالمعلم وتقديسه والمحافظة على مهنة المعلم من التسول، ومنع دخولها لكل من لا يملك مؤهلاتها الأكاديمية والمهارية وعلومها التربوية والنفسية.
المعلم ينضوي تحت وزارة التربية والتعليم، فإذا نظرنا وتأملنا الي إسم هذه الوزارة، فنجدها تهتم ومقدمة التربية على التعليم، وهذا إن دل على شيء، إنما يدل على علو مكانة التربية والأخلاق وأهميتها وتقديمها على التعليم، وكما قال الشاعر:
علموء النشء علما يستبين به سبل الحياة وقبل العلم أخلاقا؛ ولما لا وديننا الإسلامي الحنيف بعث رسوله المعلم صلَّ الله عليه وسلم لِيُكَمّل مكارم الأخلاق، وقد قال صلَّ الله عليه:
(إنما بُعِثتُ لأُتمم مكارم الأخلاق)، فالأخلاق هي القاسم المشترك بين جميع الناس والدافع للسلم والمحبة. صدق رسول الله صلَّ الله عليه معلم البشرية.
يحتفل العالم باليوم العالمي للمعلم سنوياً بتاريخ 5 أكتوبر/ تشرين الأول منذ عام 1994، لإحياء ذكرى توقيع توصية اليونسكو ومنظمة العمل الدولية لعام 1966 بشأن أوضاع المدرسين.
يأتي هذا الإحتفال وبلادنا تعيش في حالة من الحروب والنزوح والتشريد؛ بفعل المؤآمرات التي يحيكها أعداء السودان والإسلام، لكن بحمد الله تماسكت وإستبسلت القوات المسلحة السودانية والمجاهدين وكل الشعب السوداني بإنتصارات وتحرير أجزاء الوطن من التمرد والخونة والمخذلينن، ورايات النصر والإستقرار والتعمير والعودة للمنازل والأسواق والجامعات والحياة الطبيعية وحياة السلم لاحت في الأفق، وخير دليل على ذلك إعلان إنطلاق إمتحانات الشهادة الثانوية السودانية في الثامن والعشرون من ديسمبر لهذا العام الجاري.
التحية والتقدير الي كل معلمي ومعلمات بلادي الحبيبة، فالمعلم السوداني ليس كسائر معلمي العالم، فهو نبراس من نور في قلب المجتمع السوداني، فلنتخذ شعارنا هذا العام:
مكان الطلقة نجيب طبشيرة
بكرة بلدنا نشوف تعميرا
د. الفاتح يس
أستاذ جامعي وباحث في قضايا البيئة والإستدامة