أعمدة

صبري محمد علي: *الجمعية العامة للونسة المُبتذلة)*

و(الونسة) بالعامية السودانية تعني بلغة العرب السواليف أو الحكايات ولعل (الونسة) التي نعرف أرفع درجة من حيث انها تتخللها المداخلات والأخذ والرد وفناجيل الكرم والشاهي ولربما الإستمتاع بالسرد والطرفة والمعلومة

*لكن (تعال شوف) ….*

الجلسة السنوية للأمم المتحدة (أكبر كذبة) ظل العالم الثالث يلهث خلفها منذ بُعيد الحرب العالمية الثانية

*فالذي يحدث كل عام ….*

هو (لمّة) لا طائل من ورائها إلا تسجيل الحضور وإلقاء الكلمات بزمن مُحدد بلا مُداخلات و نقاش أو إبداء رأي

 فكل الذي يهُم (المنصّة)

هو ……

الإلتزام بالزمن المحدد لكل رئيس دولة

لكن…..

(قال شنو) ؟ فهذا لا يهُم فالأهم من ذلك هو …

 (الغُرف الجانبية) البعيدة عن الإعلام فهناك

تُحاك المؤمرات

وتُفرض الأتاوات

ويُحقِق العالم الأول من مُغفلي العالم الثالث ما لم تأتِ به أعرق مشاريع الإقتصاد في العالم بالرضا أو تحت التهديد والإبتزاز

وكله غير مرئي ويتم تحت غطاء جملة

 *(وتطابقت وجهات النظر بين البلدين)*

أي بين الضحِّية والجلّاد (فهمتو القصة كيف) ؟

وأيضاً هي فرصة سانحة للأمين العام (سعيد الحظ) للتذكير بسداد متأخرات الإشتراكات السنوية !

فااااا …..

بالأمس إجتمع

(على الهامش طبعاً)

 وشتان بين هامشهم وهامشنا !

كل من أمريكا وبريطانيا وفرنسا و (مش عارف) الإتحاد الأوروبي وأولاد خالاتنا من الرؤساء الأفارقة (من النوع أبو ميه ألف دولار) والإتحاد الأفريقي وقيل الجامعة العربية كانت حضوراً

  وذلك للتداول حول الوضع السوداني

ولكن أين السودان من هذا (الهامش) ؟ فهذا لا يهم

وما (خرجوووا) من هذه اللّمة إلا كما يخرج باسط كفّيه الى الماء !

كنتيجة طبيعية لإزدواجية المعايير التي يتعاملون بها مع العالم الثالث

وكفى بهم فشلاً أنهم حتى الآن عجزوا عن تسمية الأمارات وتشاد كدولتين ضالعتين في حرب السودان رغم الدلائل

فكان …..

التعبير عن القلق و وجع الضُرُس المُعتاد !

وكله لا مكان له من الإعراب السوداني

فاااا……..

 *(كلو واحد يشيل نسختو يتبخر بيها عند أمو)*

*ولكن الحق يُقال*

وسط كل هذه الخيبة العالمية

فقد كانت *دولة قطر* على الموعد كما عهدها السودانيون فجاءت كلمة مندوبتها السيدة لولوة الخاطر وزيرة الدولة للتعاون الدولي

صريحة و واضحة لا تحتمل التأول و بالأرقام و الوقائع

طأطأوا لها رؤسهم خجلاً

 وحسناً أن إستأذنت السيدة أن تُخاطب الجلسة باللغة العربية

 وهذا حقها فاللغة العربية لا تحتاج لإستئذان فهي من اللُّغات رئيسية المعتمدة لدى الأمم المتحدة و ما كان ينبغي لها الإستئذان

 *ولكن يُقرأ من هذه الخطوة الذكية أنها أرادت أن تهُز على أكتاف الرُؤساء العرب* بعنف وتقول

سأخاطبكم بلغتكم أيها العرب فأين أنتم مما يحدث للسودان

فدولة (قطر)

إن قالت صدقت

 وإن وعدت أوفت

 وإن قررت فعلت

وإن فعلت أجزلت العطاء

والمواقف كثيرة ومشهودة تجاه السودان

فبالأمس أمّنت دولة قطر على …..

 ذات المبادئ

علي السيادة

وعلي مُخرجات (جدة)

وعلى الدعم والمؤاذرة

وعلى الدعم الإنساني المُبرأ من الإستغلال والإبتزاز

و على دعم بلادها لما تبذله المملكة العربية السعودية من مساعٍ و جهد

و *ذكّرت العالم* بما إلتزم به سابقاً من دعم للسودان في لقاء باريس و الذي تلاه

 ذكّرتهم لهم بالمبلغ الملياري (باليورو) و (بالدولار) رقماً الذي تبخر

أين هو !

*ألم أقُل لكم إنه مُؤتمر للسواليف إلا من بعض صدقٍ و سدرٍ قليل !*

الجمعة ٢٧/سبتمبر ٢٠٢٤م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى