أعمدة

صبري محمد علي: زيارة  (جوبا) ما الجديد؟

إختتم رئيس مجلس السيادة يوم أمس الأول زيارته لعاصمة دولة جنوب السودان إستغرقت أقل من يومٍ واحد بحساب الأربعة وعشرين ساعة عائداً الى بلاده

إستبق هذه الزيارة زخم إعلامي واسع ملأ (الأسافير) عن أن قمة ثلاثية ستُعقد ب (جوبا) تجمع بين الرؤساء الثلاثة البرهان و سلفا و أفورقي

الخبر جاء وكأنه
*(لافحو الهواء)* فلم تتمكن أي جهة إعلامية من أن تنسبه لمصدره أو حتى تحديد من هو صاحب الدعوة لهذه القمة

بعد ساعات إكتشف الرأي العام أن الرئيس الأريتري أفورقى لم يزُر (جوبا) أو لربما لم يكُن أصلاً ضمن الرؤساء الثلاثة .

ورغم ذلك فلم نجد من تكرم بالإعتذار عن عدم دقة نقل الخبر

أعتقد أن ما يهُم السودانيين من هذه الزيارة هو …

*بماذا عاد البرهان من جوبا؟*
بإعتبارها زيارة مكاسب أو هكذا يجب قرآءتها …

*الذي يبدو لي*
أن نتيجة اللقاء الثنائي بين الرجلين كانت (صفرية) بكل المقاييس إن لم تكن (ونسة)

لربما …..
لغياب البرنامج الواضح المعالم للزيارة أو لربما لعُجالة الدعوة
أو لربما بسبب غياب الرئيس الأريتري
(بحسب بعض المراقبين)

لذا لجأ وزيرا خارجية البلدين للتصريحات الخجولة التي لم تُضيف شيئاً ذو أهمية

مُناقشة ضخ بترول الجنوب وتشكيل لجان مشتركة بين البلدين

وكيفية إيصال المُساعدات الإنسانية لجنوب كردفان عبر مطار (جوبا)
لا أعتقد أنها كانت تحتاج للقاء قمة!
و أخيراً
*الفرمالة المعهُودة*
في مثل هذه اللقاءآت بأنه
قد تم ……..
*تناول القضايا المشتركة *والتأكيد على أزلية العلاقات*
فهل منكم من قرأ غير ذلك؟

ولربما ستسألني عزيزي القارئ
عن المطلوب !
أقول ….
صحيح أن السيد سلفاكير قد أوقف تهريب المحروقات عبر بلاده لدعم التمرد وأنه قد صادر ما يزيد عن ال (٢٠٠) ناقلة نفط وهذه خطوة جيدة و حتماً قد نالت إستحسان السيد البرهان وشكره عليها
ولكن ….
هل تم مناقشة *ملف أبناء دولة جنوب السودان الذين يحاربون  ضمن صفوف المتمردين !*

و هل تمت المُصارحة حول عدم رضى السودان عن الحميمية والعناق السياسي الذي ظل قائماً ولمدة ليست بالقصيرة بين (تقدم) و جوبا

و هل تم إستشراف مُستقبل علاقات البلدين و ما يجب أن تكون عليه من إصلاح وترميم ليتم طي صفحة الماضي !
والذي يحتاج (لأتيام) متخصصة من البلدين
أم أن الموضوع كان موضوع
*(غداء وشاهي)*

أعتقد أن مثل هذه اللقاءآت الرئاسية كان يلزم أن يتم تنسيقها مُسبقاً بين البلدين على مستوى وزراء الخارجية وفق أجندة إجتماع مُتفق عليها وهذا ما لم يُعلن عنه

*والأهم من ذلك برأيي هو*
ما أعلن عن أن السيد سلفاكير قدم (وساطة) لإنهاء الحرب وأن البرهان قد رحّب بها !
ولكن ماهية هذه المبادرة ؟
بنودها
مرجعيتها
برنامجها
لا أحد يعلم عنها شيئاً
وأكاد أجزم أن
لا شئ من ذلك قد تم حتى نلهث لمعرفته ولا أظن أن السيد (سلفا) وطاقمه لديهم ما يقدمونه للسودان
لا من حيث الحصافة السياسية
ولا من حيث الخبرة التراكمية في إدارة علاقات خارجية تراعي مصلحة دولتهم لحكومة وليده ما زالت  متعثرة الخطى غارقة في
(شبر موية)

نعم حتماً سيجمعنا المصير المُشترك وضرورة أن نكون يداً واحدة على من سوانا
ولكن للأسف (جوبا) لم تستوعب ذلك إلا ضُحى الغد بعد أكثر من (١٦) شهر من الحرب
و بعد أن …..
*ذُبح بترولها الأسود بواسطة (المليشيا)*
فأدركت ماذا تعني جملة تهديد الأمن القومي الإقليمي
فااا ….
نعم زيارة الجار واجبة وحق

*والجار بخاوي الجار بالفيهو و المافيهو*

لكن كمان يا جماعة
*ما تخسِّرونا بنزين ساكت*

واللاّ كلامي ده غلط يا جماعة !
الأربعاء ١٨/سبتمبر ٢٠٢٤م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى