صبري محمد علي: *(الكيزان) كيف أداروها؟ العلاقات السودانية الصينية*
السفارة الوحيدة التي بداخلها مسجد بالصين هي السفارة السودانية هذا ما أشارت إليه المُدونة الصينية (عائشة) التي نشرت صورة لها مع البرهان
قالت ….
أنه قال لها عندما سألته عن شعوره وهو يزور السفارة أجابها بلا تردد
(بانه كأنما عاد لبيته)
والبرهان الذي كان ملحقاً عسكرياً هناك طلب أن يلتقي الكتبة وصغار الموظفين والسائقين الصينيين والسودانيين ليصافحهم فرداً فرداً و يكرمهم
وهذا ما أعجب عائشة
تواضع وبساطة الرجل
*ولكن هل يُمكن النظر لهذه الجزئية بمعزلٍ عن العهد الذي أتي بالبرهان مُستشاراً عسكرياً هناك ؟*
وهل كان البرهان يتصرف يومها بعيداً عن توجهات الدولة ؟
كم مرة صلى البرهان داخل ذات المسجد الذي ذكرته عائشة بالطبع فلنقل جميع الاوقات إلا من عُذر .
قال محدثي …
الذي قُدر له أن يُبتعث الى الصين عُدة مرات في مهام محدودة قبل أن يستقر بسفارتنا لعدة سنوات أوائل الالفية الثانية
قال ….
إن الإنفتاح الصيني على القارة الأفريقية بدأ كفكرة منذ أيام الزعيم (ماو) ولكن بدأ التنفيذ الفعلي في العام ١٩٩٥م
قال …
كُنّا نجد صعوبة في التواصل اللغوي ونحن نزور الصين أوائل التسعينات فكان لابد لنا من البحث عن (مُترجم)
ولكن عندما أتيتها عام ٢٠٠١ م وجدت كل شئٍ قد تغير
فلا تكاد تدخل مرفق أو فندق أو مطعم إلا وتجد من يتحدث عدة لغات حتي اللغة السواحيلية لم تكن غائبة
ثم يتابع ….
ولك أن تتخيل أن الصين وفي سبيل إنجاح هذا الإنفتاح أنشات (١٣) كلية لُغات ! وعندما أقول كلية أعني أن الدفعة لا تقل عن خمسة أو أربعة الف طالب
يقول ….
سارعنا بإرسال مُبتعثين للحصول علي درجة البكلاريوس في اللغة الصينية كان ذلك قبل أن يبدأ تدفق الطلاب السودانيين للدراسة
ثم أتبعنا بدعوة عُلماء وخبراء سودانيون متخصصون في التخطيط الإستراتيجي (وعددهم لي بالإسم)
ليقفوا على التجربة الصينية ويقدموا رؤيتهم للقيادة بالخرطوم
وقد كان
وهنا بدأنا نتلمس اولى خطواتنا وسط ظلام المقاطعة والعقوبات الغربية
فكان البترول والتعدين والتبادل المعرفي كأول خطوات الشراكة
يقول ….
كُنا نُعِدُ لزيارات مُتبادلة بين المسؤلين بين الدولتين بصورة راتبة مما أوجد أرضية من المعرفة والحميمية والصداقات الشخصية لم تخلو حتى من اللقاءآت الإجتماعية
فتم تطوير قسم اللغة الصينية بكلية الآداب جامعة الخرطوم و أُنشئت أقسام أخرى جديدة بجامعات سودانية .
نجحنا في تقديم مِنح للصينيين لتعلم اللغة العربية بالسودان
(وعدد لي الجامعات وعدد الدارسين)
قال دعوناهم في غير ما مرة للتعرف على الثقافة والتاريخ والحضارة السودانية
نظمنا لهم الرحلات لم نترك البركل و البجراوية و محمية الدندر وبادية كردفان وسهول البطانة وغابات النيل الأزرق !
يقول…..
تغير إنطباعهم عن السودان نحو المزيد من الإيجابية والإنفتاح
كتبوا عن تلك الزيارات عندما عادوا وترجموها للغة الصينية ولغات أخرى عن هذه الأرض البكر التي إسمها السودان !
قال لي ياصديقي ….
الطريق نحو الصين
مُمهد
وسالك
و أخضر سهل المسير
فقط يحتاج لإرادة سياسية لا تعرف (التلفت) للوراء
و إمساك العصا من المُنتصف
فمسجد السفارة السودانية هو حلقة من حلقات ظلت شاهدة على رجال صلوا ثم إستخاروا وتوكلوا على الله
فأنتشلوا السودان من وهدة الفقر والضياع و الإبتزاز الغربي
فهل يذكُر البرهان ذلك ؟
أمسية السبت ٧/سبتمبر ٢٠٢٤م