د. محمد الريح الشيباني يكتب: ما يطلقه اللسان يصعب استعاده
د. محمد الريح الشيباني يكتب
ما يطلقه اللسان يصعب استعاده
اللسان قد يكون مؤرقاً لأبعد ما يتصوره العقل والخيال به يكون الود والاحترام والتقدير و به عكس ذلك تمام لا يوجد شيء أبقى أثراً وأضح شكلاً من ما هو منوط باللسان هو رغم رطوبته يحمل متفجرات يتصدع عند انفجارها أقوى ما يمكن أن تتصوره من عماد الأرض، وهو قد يكون أسرع ما يمكن أن تتصوره في إصابة الهدف سوى كان هدفاً صحيحاً أو مذموماً لذا ينبغي أن نراعي حركته وما يرتعد به لذلك يكون من الصعب استعادة م يخرجه سوى كان ذلك الكلام طيب أو قبيح يبقى الكلام الطيب لدهوراً تتوارثه الأجيال جيلاً بعد جيل ، والدليل على ذلك نغمة وصِيت العظماء والأسلاف والفلاسفة ربما لم نعرفهم شخصياً ولكن ما ورد في الأثر عنهم يجعلنا نعرف ربما إذا رأيناهم نستطيع أن نميزهم بأثرهم وصِيتهم بين الناس حتى في غير زمنهم الذي عاشوا فيه
وكذلك ذميمي الصفات ووضعي الكلام نكاد نعرفهم حتى وإن بيننا وبينهم قروناً ، كم هو جميل أن تترك خلفك أثراً طيباً يدافع عنك في غيابك أو بالأحرى الذي يترك الخُلق والأثر الجميل لن يغيب عن الناس أبداً تجدهم دائماً يلهجون بذكره كما قيل جمال المرؤ تحت لسانه لأن التفاصيل الخارجية طلاء لن يدوم طويلاً ،وبناء يتآكل مع الزمن فقط الذي يبقى هو الخلق النبيل والذكر والأثر الطيب ، وأفضل ما يدافع عنك حاملاً لواء أيامك بعد موتك هو خلقك كما ورد في المنظوم
قد مات قوم وما ماتت فضائلهم
وعاش قوم وهم في الناس أموات .
لذا اجعل الخلق الجميل في تعاملك مع الناس وحسن وقوفك بينهم.