عمار العركى يكتب : الأحزاب السُودانية “أعيا من باقل”.
عمار العركى يكتب :
الأحزاب السُودانية “أعيا من باقل”.
• “أعيا من باقل”، مثل يقال عند العي والبلادة والغباء ، قصته ان رجل يدُعى “باقل” ، كانت أمه طوال النهار تعلمه وتلقنه أسمه ، وحين يحل المساء ينساه مجدداً ، حتى لجأت إلى وضع قلادة فى رقبته مكتوب عليها إسمه ، وفى يوم ما نام وهو يضعها ، وحين إستيقظ، وجد أخاه يلبسها ، فقال له “أنت أنا ، فمن أكون أنا ؟ “.
• ويُحكى عن “باقل” هذا ، أنه إشترى مرة ظبياً بأحد عشر درهماً فسُئل بكم إشتريته ؟ فأشار بأصابعه العشرة ومد لسانه ليشير الي العدد “أحدعشر” ، ففلت منه الظبي وهرب ، ومن هنا عُرف “باقل” بأنه أعيا العرب ، وأصبح مضرب المثل في العي والبلادة والغباء.
• الأحزاب والمكونات والنخب السياسية السُودانية بكل اتجاهاتها وتوجهاتها ، مؤخراً ومع مؤشرات قرُب إنجلاء الأزمة وتباشير النصر ، عادت الأحزاب لعادتها القبيحة فى التسابق لإنتهاز الفرصة مجددا بعد التفريض فيها ” اربعة مرات سابقة ” ، وفى كل مرة تقول ببلاهة لمن يمسك بزمام الأمر” إن كنت انت أنا ، فمن أكون أنا ً؟؟”
• الحرية والتغيير “المتأخرة” ، أسمت نفسها بكل غباء ” تقدم” واجتمعت فى القاهرة وخرجت بتوصيات ” “أعيا من باقل”، ولم تتعظ من تجاربها ، الا بفكرة “عبقرية باقلية ” بتغير اسمها.
• بعدها مباشرة، فى القاهرة التقي حزب الأمة القومى فرع “مريم” ، بالاتحادي فرع “جعفر” والخروج ببيان “كزجاجة العسل” الشهيرة قبل كسرها بعصا ” مولانا” ،حين وافق “جعفر” علي تسمية ما يحدث (بالاقتتال بين ابناء الوطن الواحد!!!!)، وذلك بعد امضت “مريم” سحابة النهار “تعلمه وتلقنه” التسمية حتى حل مساء البيان.
• وبالأمس ، تجمع شتات أحزاب وكيانات الضفة الأخرى الأكثر قرباً من ساحل “بورتسودان” بلغ عددها العشرة ويزيد ، فإلتقوا بربان السفينة ( البرهان) ، فسألهم عن عددهم ( فرفعوا العشرة وأخرجوا اللسان) فأفلتوا من إيديهم (مرساة) السفينة والقبطان يتبسم لهم بذات الإيتسامة “الماكرة”التى رمق بها عائشة موسى وآليتها الوطنية ، ومجهول المصير “حميدتى” عند التوقيع الإبتدائى على المقبور “الاتفاق الإطارى”.
• مؤخراً ، وبعد أن تكررت على لسان البرهان ومساعديه جملة ( التهيؤ لما بعد الحرب)، بعد التبشير بقُرب إبحار سفينة النصر ، انتشت لذلك كل الأحزاب وسال لُعابها ، وتحركت فيها غريزة “االإنتهازية السياسية” ، رغم أن بعضها تسبب فى الحرب ، والبعض الآخر لم يُقدم او يسهم بما يمنعها ، او يحول دون إستمرارها ، أما أبلدهم وأكثرهم غباءً من اتخذ موقف الحياد ، وانتظار الفائز للإبحار معه ، فأصبح “أعيا من باقل “.