أعمدة

*الحب والحرب متشابهان.. كلامها يحتاجان رجالا!.* 

ربما كانتا الكلمتين الأكثر ارتباطًا على مرّ العصور..

تشابه في الحروف والحتوف..

فهل يستطيع الحب أن يصنع حرباً..

من الممكن ان يكون الحب متواجدا في خضم وأتون الحرب..

ولكنها ليست أبداً حربا بفعل الحب ودافعه..

فهمتوني؟!…

والحب لا تطفئه الحروب..

كلامها من صفاتهما الاشتعال..

بإمكان الحب إطفاء الحروب..

(لكن وين مع ناس عرمان)؟!..

ولاجل ان تستمر الحرب فإن علي الحب ان يستريح قليلاً!..

ولكل شرارته واللهيب..

(زاد بي لهيب الشوق ماعارف أحوالا

الحلوة ست الناس ياريتني في بالا)

▪️ بين يدي كل ذلك الدوي والجلبة والرصاص اطلت علينا:

(عشان ام قرون بركب الحديد بوكسي)..

ومن ترضي بالأموال القذرة ذات الدماء البريئة مهراً لحياتها الجديدة؟!..

ذلك ليس حباً أبداً..

حينما ياتيها البوكسي الملطخ بالطين والدماء لن يكون لديها متسع للحب..

ستضيق عليهما الدنيا بما رحبت وتضيق بينما تتسع!..

(مسك زمن وتقضية وطر) ليس إلا..

▪️حينما كتبوا ان(من الحب ما قتل)..

لم يكن ذلك صحيحاً تماماً..

لنعود فننظر ونرى كيف ان الحب كله يقتل..

كلامهما الحب والحرب يقتلان الأبرياء..

▪️في العصور الوسطى، عندما ظهر الطاعون، كان الرهبان ينصحون الناس بالتجمع في الكنائس للصلاة.. والنتيجة أن العدوى انتشرت بسرعة، هذا مثال عن الحب دون معرفة..

▪️في حالة الحرب لسنا على ذلك الحب ..

لا نخلع الحب، ولا ننساه ولكننا لا نحارب بحب ولا له ولا عنه..

(حبك دا كان زادي)..

و…

(فوددت تقبيل السيوف لأنها لمعت كبارق ثغرك المتبسم)..

ما أجمل العاشق المحارب..

لا ينسى حبه..

يدخره فقط..

والحب تضحية ..

وكذلك الحرب ..

▪️(المسيرات) جعلت من الحرب مخلوقا مخاتلا ومدلسا..

(زول يموت بي رجالته)؟!..

أَمّا الفِراقُ فَقَد عاصَيتُهُ فَأَبى؛ وَطالَتِ الحَربُ إِلّا أَنَّهُ غَلَبا

الحب لوحده، أو المعرفة لوحدها، لن يعطونا حياة جيدة..

(خالد سلك) قدم مثالًا عن تلك المعرفة دون حب.

▪️الاشتباك في المعركة يعني المواجهة والالتحام، وفي الحب يعني المواجعة والاستسلام..

يتشابهان في الحصول والحضور بتلك السهولة والصعوبة التي تخرجهما..

دائما ما يجدان الطريقة للحصول على ذلك الحضور ..

كلاهما أعمى..

يجعلانك في منتصف الموت..

ثمة جرائم للحرب..

والحب حتى ذنوبه مغفورة..

(ومن لم يكن بلا خطيئة فليرمها بحجر)..

▪️ولان الحب مسكين ورحيم لا يعرف القسوة والانتقام (شلناه معانا)..

وأضحت الخرطوم في عمق الدجى!..

دون حب..

ولو أن في قلبهم حَفنة من الحبَّ ما أعلنوا الحرب..

لن تجد (ام قرون) رجلا وكذلك (ابوقرون)!..

و(الماعندو محبة ما عندو الحبة)!.

*أشرف خليل*

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى