أعمدة

(الجري دا حقي)!.

لا أجد مندوحة لهروبي الخذول من بلدي..
وها أنا ذا في بلاد بعيدة منتظرا أن يعيدني الرجال الي بيتي ..
ليس متاحاً لي ان انتقد مصوبا الجهود المضنية لاستعادة ضبط المصنع..
حتى لو سقطت كل القلاع والحصون و(المدرعات) و(القيادة) و(بيت ناس الاء) فلا حق عندي ولا بد..
ليس أمامي سوي التربيت على ظهر أولئك الاشاوس وهم يحملون وحدهم مأساتي في محيط ملتبس وكريه..
لا زاد لهم سوى تلك (الزغاريد) التي لا تحتاج مني لخروجها اي مساندة أو دعم..
لم يبق لي من وسع إلا التوسل والتماهي متزلفاً من المقادير الحاقي بتلك الجوقة والأعراس..
▪️منذ نحو 30 عاما فارقته..
(عباس مبارك) ابن الحماداب المهذب الخلوق..
كان في (الدفعة الورانا)..
لكنه كان حاضرا في دفتر الالفة والصحبة والانس اللطيف..
كان عباس ماهرا في أشياء كثيرة من بينها (الكورة) وتقاسم النكتة والضحك علي كل شئ..
(نقي القلب لا يحمل للناس سوي الحب)..
الحريف عباس عرفها فلزم…
كان حريا به بعد كل تلك السنوات ان اراه وقد زف شهيدا للواجب في معارك محيط المدرعات..
كان يدافع عن اهله في الرميلة حينما صعدت روحه..
تخيرته الشهادة التي لا تحتاج بعدها لشهادتي له ولا شهادة (يوسف الكودة) ..
مضي واثقا متعجلاً وخفيفاً..
مضي وتركنا في وفاض من الوشائج والذكريات..
وهانذا قبله وبعد..
أبحث عن وطن لجبيني دون جدوي..
فيا وطني لست إلا بقايا إنسان خائف وضعيف يتمني ان تسنح له الفرصة مرة أخرى ليفعل شيئا ذا قيمة وبال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى