وضع صحي وغذائي كارثي بالسودان
منذ بدء الاقتتال الدامي بين أكبر قوتين عسكريتين في السودان قبل أسبوعين، لم تتوقف التحذيرات الدولية من خطورة الوضع الإنساني والغذائي في بلاد تعاني أصلا من مجاعة.
ومع تصاعد حدة الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع رغم إعلان الهدنة، زاد الوضع الإنساني سوءاً حتى أصبح كارثياً.
فقد أظهرت مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي لقطات متنوعة لأرفف الدواء في إحدى الصيدليات بمدينة أم درمان في ولاية الخرطوم بالسودان وهي فارغة.
وأكد أحد الصيادلة أن الأدوية نفذت بشكل كامل، موضحاً أنها أدوية ضرورية لأمراض مزمنة كالضغط والسكري وأدوية الجهاز العصبي أو الأدوية ذات التأثير العصبي خصوصا مرض الصرع.
كما أشار إلى أن هذه العقاقير كانت أساساً نادرة في البلاد حتى قبل الأزمة، إلا أن الاشتباكات زادت أمرها سوءا.
وأوضح آخر أن ألبان الأطفال باتت معضلة أكبر، حيث أنها مفقودة من الصيدليات والمحال التجارية.
يأتي هذا في وقت حذر فيه تجمع الصيادلة المهنيين في السودان من تصاعد الأزمة الصحية بسبب عمليات نهب واسعة طالت صيدليات ومخازن ومصانع للأدوية في مدن العاصمة الثلاث.
وقبل اندلاع القتال كانت أزمة الدواء قد بدأت في الظهور من خلال وجود أرفف شبه فارغة في كثير من الصيدليات وسط تذمر المستهلكين بسبب الارتفاع الكبير في أسعار الأصناف القليلة المتوفرة.
إلى ذلك، لا تزال المستشفيات القليلة التي تعمل بالعاصمة تعاني نقصا حادا في الأدوية والمستلزمات العلاجية الأخرى خاصة المتعلقة بالجرحى والمحاليل الوريدية ما يفاقم من معاناة المرضى مع استمرار توقف الإمداد الدوائي عبر صندوق الإمدادات الطبية التابع لوزارة الصحة السودانية.
يذكر أن الجيش والدعم السريع كانا أعلنا سابقاً الموافقة على هدنة بدأت منتصف ليل الخميس، على أن تمتد لمدة 72 ساعة، إلا أن الطرفين تبادلا الاتهامات بخرقها لتتواصل الاشتباكات بين الطرفين.
ومنذ اندلاع القتال بين الجانبين في 15 أبريل، جرى التوصل إلى 5 هدن لكنها فشلت في الثبات، وتخللها العديد من الانتهاكات.
كما أسفرت المعارك حتى الآن عن مقتل 500 شخص على الأقل وجرح الآلاف، لكن عدد الضحايا قد يكون أكثر من ذلك بكثير نتيجة القتال المستمر.
فيما نزح الآلاف من الخرطوم والمناطق المحيطة بها إلى ولايات أخرى أكثر أمناً، وسط شح المواد الغذائية، ومياه الشرب، وانقطاع الكهرباء، وارتفاع أسعار الوقود.