أعمدة

*عادل عسوم يكتب: يا ضنين الوعد*

*يا ضنين الوعد*
عادل عسوم
انها درة يصعب أن تجد لها شبيها…
قال عنها صديق مدثر رحمه الله:
(لقد كتبتها بكل جوارحي، وأودعتها كل الصدق)، وقد صدق…
كانت من ألهمته تصطرخ جمالا ودلا، يزدان خداها بماء الشباب، ويعلو عارضيها بهاء ماتع يشي بوجدان ريّان باللّطف والجمال، طرفها كحيل بفطرته التي فطره الله عليها؛ فتخاله نبعٌ للسحر، وواحة يُستظل بها من هجير الشمس، كل نظرة منها تأسر القلب فتنزع عنه التخيير ليصبح مسيّر منقاد لها…
أصبح هذا حاله منذ أن أسرته بنظرتها الأولى…
نظرة سلبت منه الإرادة فأصبح تابعا لها كالقمر يدور في فلكها بلا انفكاك …
لقد هام بها، واكتنفته الصبابة، فأضحت داءه ودواءه، ولم يعد يقوى على الحياة بدونها، والموت إن فقدها لامحال آتيه…
لكن، ماذا تراه يفعل وهو يعلم الفارق الكبييييير بينهما؟…
إنها إبنة أكابر وهو بعيييييد في أسفل درجات سلم الحياة …
لكنها أحارته بالحزن البائن في عينيها!، حزن ينداح من عينيها فيضفي إلى جمالها اذهالا!…
ياااااه
كم يفجّر هذا الحزن منه شلالات الحب وينابيع العشق واعاصير الهيام! …
يومها، جاءته وهي الضنينة في وعودها فأشرقت الدنيا بمقدمها، إذ كم حلم بلقائها في أحلامه، فاختلط صحوه بمنامه فما عاد يميز بين صحوه ومنامه…
وقف يسائل نفسه:
أيكون الذي يحدث الآن حقيقة، أم هي بعض أحلامه التي ينسجها خياله؟!
ياااالتداخل الواقع بالوهم!!!…
كان بالأمس لقاء عابرا
كان وهما، كان رمزا عبقريا…
كان لولا انني أبصرتُهُ
وتبينتُ ارتعاشا في يديا…
بعضُ أحلامي التي أنسجها
في خيالي وأناجيها مليا…
ما أبرع هذا الوصف العجيب للتوهان بين الحقيقة والخيال اا!…
وما أبلغ تصوير صديق مدثر لدليل حدوث اللقاء!!!…
هاهي صورتها مابرحت تمور أمام ناظريه، وهاهي يده مافتئت (ترتعش) من بعد السلام عليها…
لا لا إنه ليس في حلم…
انه واقع يعيشه.
جاءته عجلى وقالت إنها تخشى من تغوّل الفارق بينهما، ولم تهبه فرصة ليتحدث إليها…
فإذا بالدُنا تظلم في عينيه، وينفطر فؤاده بالتأوه والأنين، وتغرورق عيناه بالدمع، فما عاد يبصر شيئا…
فإذا به وحيد فشرع يواسي نفسه قائلا:
لقد رأيت الحب يطل من عينيها… إنها تحبني…
نعم لقد اعترفت بذلك وهي تتحدث عن الخشية من الفارق بيني وبينها…
الآن عرفت سر الحزن الغائر في بحر عينيها…
وطفق يستلهم شِعْرَه فخيال الشعر يرتاد الثريا…
ياضنين الوعد
يالماء الشباب فى خديك
وتلألئ البهاء فى عارضيك
ورمى طرفك المكحل بالسحر فؤادى فصار رهنا لديك
انا مستهتر بحبك صب
لست اشكو هواك إلا إليك
يا كثير الجمال والحسن والدل
حياتى وميتتى بيديك
ياضنين الوعد
اهديتك حبى
من فؤاد يبعث الحب نديا
ان يكن حزنك مجهول المدى
فخيال الشعر يرتاد الثريا
كلما …
اخفيته فى القلب تنبي عنه عيناك
ولا يخفى عليّ
انا ان شئت فمن اعماق قلبى
ارسل الالحان شلالا رويا
وابث الليل اسرار الهوى
واصوغ الصبح ذوبا بابليا
لاتقل انى بعيد فى الثرى
فخيال الشعر يرتاد الثريا
كان بالأمس لقاء عابرا
كان وهما كان رمزا عبقريا
كان لولا أنني أبصرته
وتبينت ارتعاشا في يدي
بعض أحلامي التي أنسجها
في خيالي وأناجيها مليا
ومضة عشت على اشراقها
وانقضت عجلى
وما اصغت اليّ
انّة خبأتها في خافقى
وترفقت بها برا حفيا
من دمى غذيتها
حتى غدت
ذات جرس يأسر الاذن شجيا
وافترقنا….
وبعينى المنى
غالها الدمع فما ابصرت شيئا
ان تكن
انت جميلا فانا….
شاعر يستنطق الصخر العصيا
ان تكن
انت بعيدا عن يدى
فخيالى يدرك النائي القصيّا
لاتقل انى بعيد
فى الثرى
فخيال الشعر يرتاد الثريا
adilassoom@gmail.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى