العيكورة : *وما زالوا غارقون في وهَمْ التهميش*

*وما زالوا غارقون في وهَمْ التهميش*
بقلم/صبري محمد علي (العيكورة)
قرأتُ خبراً يتحدث عن مقالٍ للسيد معتصم أحمد صالح أمين الشؤون السياسية بحركة العدل والمساواة نُشر (بحسب الخبر) على صفحة الحركة ب (الفيسبوك)
تحدث فيه عمّا أسماها ب (الحملة المُنسّقة) بدأت منذ أسبوعين ضد مسار دارفور بإتفاق (جوبا)
ذاكراً بأن أي وصف للإتفاق بأنه مُحاصصة إثنية لا يُعبِّر عن الحقيقة .
وأن أي مُحاولة لتصوير تمسك أطرافه بإستحقاقاتها الوزارية وفق منصوص الإتفاقية بأنه إبتزاز سياسي
فإنها قراءة مغلوطة و متحيِّزة هدفها ترهيب الأطراف والنيل من مشروعها
لتكريس ….
*(هيمنة النُخب المركزية)* و ….
*حرمان قوى الهامش*
من الشراكة العادلة في صُنع القرار (إنتهى)
تقريباً هذا هو مُلخّص الخبر ورغم أنني لم أضطلع على المقال ولم أتشرف بالتعرف على الكاتب ولكن إستوقفتني ثلاث نقاط وهي
أن الكاتب يتبوأ منصب أمين الشؤون السياسية داخل الحركة وهذا منصب يجب أن يكون له قدسية ومحاذير في إبداء الرأي الشخصي لضيق مساحة المناورة (الكلامية) بين ما هُو شخصي و ما هُو حركي هُنا
وثانيها …..
وصفه لمُنتقدي إتفاق سلام (جوبا) بأنهم يسعون الى تكريس هيمنة النُخب المركزية على مفاصل الدولة دون أن يُسمي من هي تلك النُخب
وثالثها …
و بأنهم يسعون (أي المنتقدين للإتفاقية) يسعون الى حرمان (قوى الهامش) من الشراكة العادلة في صنع القرار
أولاً أتمنى صادقاً أن يكون الخبر خطأ أو المقال المذكور لا يُعبر عن رأي الحركة
وحتى إن كان مقالاً يُعبر عن رأي الكاتب فكان عليه أن ينآي بنفسه عن الخوض في مثل هذه الإشارات التي تكرس للعنصرية في غير ما مواربة كونه أميناً للشؤون السياسية بالحركة .
فإن كان السيد معتصم يعني إتفاقية سلام (جوبا) التى نعرفها بصفحاتها ال (٢٦٦) النسخة العربية
فنعم هي إتفاقية باطلة لا تسندها أي مشرعية وطنية ولم يُستفتى حولها الشعب السوداني ناهيك أن يكون قد أجازها برلمان مُنتخب
و بالتالي مهما على صوتها أو إرتفعت راياتها عند كل مغنم فهي لا تعني الشعب السوداني في شئ والقبول بها حالياً أو الصمت عنها مؤقتاً هو إحتراماً لقيادة الجيش التى كانت طرفاً فيها ليس إلا وحفاظاً على اللُّحمة الوطنية التي كُنتُ أتمنى أن تكونوا أنتم أول من تدعون للتمسك بها كونكم من وجهاء السياسة بالحركة
إشارتكم الى ما أسميتوه بسيطرة النُخب المركزية وحرمان قوى الهامش
فليتكم فصّلتُم قليلاً عن ماذا تعنون بالنُخب المركزية
أهُم …..
الدكتور المهندس الحاج آدم الدارفوري الذي كان حاكماً للولاية الشمالية
أم المهندس عبد الله علي مسار الدارفوري الذي حكم نهر النيل
أم هُم الدارفوري حسبو محمد عبد الرحمن الذي كان نائباً للرئيس
أم تعني الدكتور علي الحاج القيادي الإسلامي المعروف والقائمة تطول !
ثم من هُم (قُوى الهامش) الذين تعنيهم يا سيدي ألم تتكشف لكم الحقيقة بعد
أين يوجد الهامش؟
بالجزيرة و الشمالية ونهر النيل و سنار و إنسان الشرق المُثقل بالعطش و أمراض الكُلى !
فإن لم يكُن هذا هو الهامش فكيف يكون !
يا سيدي أفيقوا من هذا الوهم الذي سجنتم إنفسكم بداخله
فما عادت تلك الدعاوى تنطلي على السودانيين بعد اليوم
أعيدوها الى من ظلّ يبذر بذرتها بين مثقفي دارفور الحبيبة حتى أصبحت تنداح وتكبر بينهم بلا وعي و بلا حقيقة حتى أسرت الكثيرون منهم إلا من رحم ربي
يا سيدي …..
فاليثق المسؤلين بالدولة منذ تاريخ (١٥) أبريل ٢٠٢٣م فصاعداً
لن يظل ذلك الإنسان المُتهم زوراً (بالنغنغة والبحبوحة)
هو ذلك الحائط القصير الذي تُلقى على ظهره كل ما تمخضت عنه قاعات الورش الأوروبية والغربية تصفه بالإنسان العنصري (التغيان) بل هو من سيتهم الآخرين بالعنصرية
وسيحمل ذات السلاح الذي حاول تفادية لعقود طوال دفاعاً عن حقة في السلطة الثروة والعيش الكريم
فليس لديه ما يخشى عليه بعد الذي أصابه
وأخيراً ….
إن عجزتم من إعلاء قِيَم الوحدة الوطنية بين أبناء الوطن فالصمت أفضل من نفخ كِير الفتنة هكذا !
اللهم من أراد بالسودان خيراً
فأجرِ الخير على يديه
ومن أراد بالسودان شراً
فاجعل الدائرة عليه
الأربعاء ٢٥/يونيو/٢٠٢٥م