أعمدة

العيكورة : *نفس حركة البرهان مع كامل حصلت معاي*

*نفس حركة البرهان مع كامل حصلت معاي*

بقلم/صبري محمد علي (العيكورة)

أذكُر عندما كنتُ في المرحلة الإبتدائية كنت هاوياً للبيع والشراء فكانت لدي (طبلية) لبيع الحلويات أحييها خلال الإجازات المدرسية .

ذات مرة كانت هُناك حلاوة (طالعة موضة) إسمها حلاوة عَجَل كانت في حجم الخاتم تقريباً وكل قطعة مُغلّفة لوحدها وأظن هذا ما أكسبها الشُهرة
فذهبتُ لدكان خالنا عباس ود الطيب لابتاع منها وأضيفها لطبليتي فوجدت إبنه الأكبر عادل فقال لي
مافيها ربح ليك !
فطلبته أن بيعني منها بكذا لان فهي آنذاك لم يكُن في الرِّبح بقدر ما هو في الحصول على هذه الحلوى الشهيرة

فبعد أن أكمل (عدّ) الحلوى ألقي لي بحبتين زيادة قائلاً لي
*وهاك التعريفة دي أربحها*

فالذي فعله السيد البرهان يوم أمس مع السيد كامل إدريس هو بعضاً من ذلك حيث قدم له وزيري الدفاع والداخلية وكأنه يقول ….
*هاك الحقيبتين ديل إبدأ بيهن*

تأخر السيد رئيس الوزراء كثيراً ولكن الأهم من إعلان الوزراء هو الإعلان عن مهام وعُمُر تلك الحكومة التى إختار لها مُسمى (حكومة الأمل)

ولكن للأسف ظل السيد كامل حتى اللحظة مُتحاشياً الحديث عن برنامجها ومدته وعن ذكر رؤيتها للإنتخابات التي يجب ان تكون من صميم مهامها (برأيي) ناهيك أن يتحدث عن تعيين مفوضية لها لتسير موازية لعمل الحكومة المرتقبة .

من ناحية أخرى أظن من حق السيد كامل أن يتمسك بمبدأ الكفاءة وعلى أطراف سلام (جوبا) أن تحترم ذلك الحق ولا يُعقل أن يكون المدخل هو الإبتزاز أو التهديد

يا خينا ياااا بتاع الحركة الفلانية
ماعندك كفاءة للوزارة (x) مثلاً أدخل السوق ياخ
إستقطب
جنّد لصالح حركتك
لكن حكاية يا إما (اللواء حليمة) يا بلاش فبهذه صدقوني لن نتقدم

والسيد كامل معذور في ذلك فليس من المعقول أن يجد نفسه بعد كل هذا الحماس بين وزراء (أباطهم والنجم)

طيب ….
مُسمى الوزارات و رغم أن إتفاقية (جوبا) ونحتفظ بالنسخة العربية منها بصفحاتها ال (٢٦٦) لم تنص على مسمى الوزارة بقدر ما نصّت على العدد
ولكن يُمكن للسيد كامل تجاوزها (مرحلياً) و مؤقتاً من أجل أن تمضي القافلة

ولكن الأهم من ذلك (برأيي) هو قيام الإنتخابات ليكون لنا مجلس تشريعي منتخب توضع أمامه كل تلك التشوهات التى أصابت نظام الحكم طيلة السنوات الأربع الماضية سواءً بالتعديل أو الإلغاء لكن حالياً لا أرى من الحكمة تناول هذه الإتفاقية على علِّتها إلا بالصبر عليها

كذلك أي خلاف يحدث حولها هنا أو هناك فيجب أن يكون هو من إختصاص مجلس السيادة وتلك الحركات كونهما هُما من وقعا عليها وهما الأقرب لفهم تقاطعاتها ودهاليزها ولا يعنى قطاعات الشعب السوداني في شئ

ولكن قطعاً يجب أن لا تكون هذه الإتفاقية هي محل إبتزاز

شخصياً…
لوكتبتُ إنطباعي عن هذه الإتفاقية لنسفت هذا المقال لذا سأحتفظ به لنفسي لأنني ما زلتُ أُعاني من صداع قرآءتها للمرة الثانية منذ عامين !

أعتقد على السادة قادة الحركات المُسلحة أن يفردوا مساحة أكبر لعضويتها من أجل تأهيلها للإنخراط في العمل السياسي بتكثيف ندواتها وشرح برامجها وصناعة كوادر شابة

وأن لا يعتقد هؤلاء القادة أن البندقية ستظل هي سيدة الموقف فالموقف قد إختلف بعد معركة الكرامة وأصبح الشعب السوداني كله يُتقن التعامل مع السلاح

ومن الأفضل اللجوء لصندوق الإقتراع لا لصندوق الزخيرة

*ولعن الله من أيقظها*

اللهم من أراد بالسودان خيراً
فاجرِ الخير علي يديه

ومن أراد بالسودان شرّاً
فاجعل الدائرة عليه

الأربعاء ٢٥/يونيو/٢٠٢٥م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى