العيكورة : *من هو القُنصُل الفخري السوداني الذي ودّعته نيجيريا !*

*من هو القُنصُل الفخري السوداني الذي ودّعته نيجيريا !*
بقلم/صبري محمد علي (العيكورة)
نعت ولاية (كنو) بجمهورية نيجيريا الإتحادية وسفارة السودان بأبوجا القنصل الفخري المغفور له بإذن الله الدكتور محمد عثمان الطيب الذي لبى نداء ربه يوم الجمعة الماضية بأحد مستشفيات العاصمة البريطانية لندن بعد صراع مع المرض دام لاكثر من ثلاث سنوات نسأل الله أن يتقبله في عليين مع المقربين الأطهار
ولكن تظل مشكلتنا في السودان أننا نُهمل التاريخ والتوثيق ولا ننتبه لعظمائنا إلا بعد رحيل الشخص وهكذا يمضى الطيبون من السودانيين في صمت
عموماً بعكس الأمم الأخرى التى تهتم بهذا الجانب وخذ مثالاً مصر تؤرخ لكل عمل وشخصية لتظل تاريخاً وإرثاً يُستفاد منه و يُضاف لسيرة العظماء إلا نحن السودانيون وللأسف ما زال تاريخنا أو هكذا أريد له أن يتوقف عند المهدية والتعايشي وعرابي مصر وليته كان مُبرأً من التزوير والعيوب
أعودُ لموضوعي وإني لعلى قناعة أنه لم تلتفت مُعظم المواقع الإخبارية السودانية الرسمية أو الخاصة عدا سفارتنا ب(أبوجا) التى نعت هذا الرجل الرقم الذي ظل يعمل بلا كلل في خدمة السودانيين ليس في نيجيريا وحدها بل وفي كل دول الغرب الأفريقي
ويظل السؤال ….
من هو الراحل الدكتور محمد عثمان الطيب القنصل الفخري الذي ترجل بالأمس الأول فلربما لم يسمع به مجلس السيادة و رئيس و زرائنا !
حتى كتابة هذه السطور
فالراحل محمد عُثمان الطيب هو إبن الشيخ عثمان الطيب الريّح أشهر التجار السودانيين بغرب أفريقيا منذ العام ١٩٤٠ والقنصل الفخري المُعتمد لولاية (كنو) منذ العام ١٩٧٥م وحتى أقعده الكبر في العام ٢٠١٠م ليُكلّف بديلاً له إبنه الدكتور محمد عثمان قُنصلاً فخرياً منذ ذلك الحين وحتى وفاته بالأمس الأول الجمعة
سفر هذه العائلة طويل وبازخ في الكرم والتجرّد وخدمة الآخرين وبناء الصروح التعلمية والخدمية بنيجيريا عموماً و ولاية (كنو) بصفة خاصة
صفحات أكبر من أن يحتملها مقال كهذا ما قصدت منه إلا التعزية والمؤاساة لهذه الأسرة الرائدة والأمثلة لربما كثيرة كعائلة (كوراك) بجمهورية جنوب السودان التي إستوطنت (جوبا) منذ العام ١٩٣٢ تقريباً
تقول الصفحات المنسية بين أضابير التاريخ أن الراحل محمد عثمان ينحدر من أسرة الشيخ الطيب الريّح من أعيان مدينة رفاعة وهو جده لأبيه أما جده لأمه فهو الشيخ البشير الريّح من أوائل القضاة الشرعيين بالسودان منذ العام ١٩٢٠م وحتى ١٩٥٠م تم إنتدابه من قِبل الحاكم الإنجليزي الى نيجيريا في العام ١٩٣٢م . مما يدُل على أن هذه الأسرة بدأت كتابة صفحات تاريخها هناك منذ ذلك التاريخ
ولعله ظل حبيس الصدور أو بعض الأوراق المتناثرة مما يستدعي هذا الجيل الرقمي من أبناء الأسرة نفض الغبار عنها لتبقي لوطني وللتاريخ كما كتبها الشريف حسين الهندي (رحمه الله)
الآ رحم الله الدكتور محمد عثمان الطيب القنصل الفخري بولاية (كنو) رحمة واسعة وألهم أهله وذوية ومحبية وعارفي فضله حُسن العزاء
(إنا لله وإنا إليه راجعون)
الأحد٢٢/يونيو/٢٠٢٥م