أعمدة

صبري محمد علي العيكورة : وهذه رسالة أعتزُ بها

*وهذه رسالة أعتزُ بها*

بقلم/صبري محمد علي (العيكورة)

بعد ظهر يوم أمس وصلت الى بريدي رسالة قصيرة من سعادة الدكتور علي يوسف وزير الخارجية المنتهية فترة تكليفة يوم أمس الأول

 

ولعل الرسالة كانت رداً للتحية بأحسن منها على مقالنا ليوم أمس بعنوان

*وداعاً معالي الوزير*

 

ثمْنّا فيه منجزات الرجل خلال الستة أشهر التى قضاها وزيراً مكلفاً للخارجية وأشدنا من وجهة نظرنا ومتابعتنا بما أحدثه الرجل من حِرٌاك وإختراق لملفات خارجية مكّنت السودان أن ينهض للعالم الخارجي و يتنفس و يتحدث بصوتٍ مسموع

 

وبالطبع لن يخلو عمل بشري من النقص والقصور فالكمال لله وحده وقد أشرنا الى مواطن الخلل في غير ما مقال سابق

بقصد الإصلاح والتصويب

ولست هنا في مقام من (يجّرُد) كشف حساب للدكتور على يوسف فيما نجح فيه و فيما أخفق بقدر ما إستوقفتني كلمته الوطنية و المُؤثرة شاكراً القيادة والشعب والإعلام و هو يترجل مرفوع الرأس

 

*لم يسبقه عليها أي وزير غادر من قبل*

 

وهذا ينمُ عن نُبلٍ وكرم أخلاقٍ و(عين مليانه) ونفس زاهدة في السلطة ولعاعة الدنيا

 

أذكر ذات مرة أرسل ليّ رسالة مُعاتباً بحروف حزينة تعليقاً على مقالٍ لنا إنتقدناه فيه وذكر لي فيما ذكر

 

بأنه أصبح يُفكِّر جاداً في الإعتذار عن هذا التكليف والتفرغ لرعاية أسرته

فأحسستُ بأنني أمام إنسان مُرهف الإحساس رقيق الجانب فطيبتُ من خاطره وذكّرتُه بضريبة العمل العام و رجوته أن (يتحمّلنا) من أجل الوطن وأن يكون ما ذكره في رسالته ما هو إلا لحظة غضب عابرة

 

لم ألتقِ بهذا الرجل الأنيق وجهاً لوجه حتى اللحظة

 

فما جمعنا هو هَمْ هذا الوطن العظيم فإلتقطنا معولنا نزودُ عنه عندما هاجرت الأقلام وجفت الصُحُف وعلا صراخ الباطل عبر (الأسافير) وصمت من صمت وآثر النجاة من آثر ففتّشنا عن بقايا حروف وكلام من قاع الذاكرة فخرجنا مع المُخلصين و ما أكثرهم .

أما رسالة فكانت …..

 

*شكراً جزيلاً أخ صبري وحتماً سنظلُ على تواصل ونلتقي في سُوح الوطن ولك عندي معزّة عميقة ومحبة في الله*

 

نعم هذا هو الرجل الشامخ الذي ترجّل بالأمس مرفوع الرأس لم يقُل إنه فعل كل شئ ولكنه قال بذلتُ قُصارى جهدي وشكر من تعاون معه من المسؤلين

 

أعتقد أن هذا الرجل يستحق أن يُكرّم من مجلس السيادة ولو لاحقاً لما بذله من جهود لا تخطئها العين

ولموقفه النبيل و رحابه صدره اللذان قابل بهما الإعفاء فرحاً غير مُغاضبٍ كما فعل آخرون

 

حقيقة أمسكتُ بالورقة و القلم أجمع و أطرح

فالدكتور على يوسف تخرّج من جامعة الخرطوم عام ١٩٧٢م وهذا يعني أن (العبدُ لله) والفريق البرهان كُنّا يومها بالصف الخامس أو السادس الإبتدائي !!

*أما يستحقُ هذا الفارق العُمري التكريم و الإحتفاء بالرجل*!

 

تقديراً للإرث المعرفي و ما ظل يبذله هذا الرجل ؟

 

و بعيداً عن تقديرات مجلس السيادة التي نحترمها

و (على راسنا من فوق)

كما يُقال …..

 

فهل لنا أن نتسآءل بدهشة

*من يُفكِّر لصانع القرار السوداني*؟ حول هذه التفيرات المُتسارعة

حتى أصبح الوزير يعمل (بالمُشاهرة) كأي موظف مُتقاعد يُمكن الإستغناء عنه في أي لحظة .

 

وهل يستوي الذين يعملُون والذين لا يعملُون وقد جرّب السودان وزراء سبقوا الدكتور الشريف فمن منهم أتى بمعشار ما أنجزه الوزير المُقال ؟

 

وهل لنا (إنصافاً) أن ….

نُساوي بين

مريم الصادق وعلي الصادق وحسين عوض مجتمعين وبين الدكتور علي يوسف؟

 

*أظُن في حاجة غلط فيما يلي وزارة الخارجية التي هي من إشراف سعادة الفريق كباشي (محتاجه وزنه)*

 

شُكراً معالي الدكتور علي يوسف ولكم مِنِّي أيضاً معزّة عميقة ومحبة في الله

*دمتم بخير*

 

السبت ١٩/أبريل/٢٠٢٥م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى