العيكورة يكتب : *السودان أمّة تلعق جراحها في كبرياء*

*السودان أمّة تلعق جراحها في كبرياء*
بقلم/صبري محمد علي (العيكورة)
بعض الأقلام والأصوات تُحاول سجن الشخصية السودانية داخل عيوبها التي لا تسلم منها أمة من الأمم بإستجرار عبارة أن الحرب أخرجت أسوأ ما فينا حيال بعضنا البعض
وبالطبع هذه سلوكيات محدودة ولا يُمكن تعميمها وبالإمكان علاجها والإنعتاق منها ولسنا ملائكة يمشون مطمئنين على أرض السودان
ومن تلك الأقلام ما تحاول بجهل أو بعلم سجن الشخصية السودانية داخل قوقعة حُب الذات والنفخة (الكضّابة) كما يُقال بأنها تحب الإطراء ومدح الآخرين لها
لذا ظللنا نلتحف خديعة وصولنا للكمال البشري من حيث لا نشعر لذا لم ننطلق ولم نتقدّم وظللنا أسرى لهذا الإطراء
ومن تلك الأقلام والأصوات من إختصر السودانيون كلهم داخل فئة السماسرة و تجار العملة والساعين بين البائع والمشتري بالكذب والنفاق والباطل
وكل هذا لربما يكون به درجة من المصداقية ولكن قطعاً لا يُمكن تعميمه بهذه الشمولية على هذه الأمة السودانية العظيمة
دعونا نُغيير هذه النظارة السوداء عن سلوكيات هي كسلوكيات سائر البشر و يُمكننا محاربتها والقضاء عليها
*فنحن أمة عظيمة؟*
نعم نحن أمة عظيمة يوم أن تكالبت عليها مخابرات أكثر من (١٨) دولة كان يمكنها إن تبتلع السودان خلال ساعات
و يوم لم يكُن بالخرطوم سوى (١٦) ألف جندي مقاتل
*نعم نحن أمة عظيمة*
يوم أن تدافعنا خلف جيشنا لردع العدوان بلا مقابل و يوم أن تدافع اللواءات من معاشيي الجيش و الأجهزة الأمنية الأخرى كمستنفرين يذودون عن حياض هذا الوطن بلا مُقابل
*نعم نحن أمة عظيمة*
يوم أن صبر جنودنا علي شح العتاد والطعام والذخيرة وإنقطاع الرواتب لعامين كاملين وسطروا أروع التضحيات ونكران الذات من أجل وطنهم
*نعم نحن أمة عظيمة*
يوم أن غامر موظفو البنوك التجارية بحياتهم وهم يحملون (سيفرات) البنوك وحواسيبها من تحت النيران والقصف
*نحن أمة عظيمة*
يوم أن شحْ الزاد إلا من بعض دقيق و (عصيدة) و ماءٍ و ويكة يتقاسمها الشعب و القائد وسط جنوده في عزة وكبرياء
*نعم نحن أمة عظيمة*
وهي تحارب لعامين متتالين
ولم تسقط حكومتها ولم يهرب جيشها ولم تنهار عملتها
أمة تحارب ب (الله أكبر) و (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا)
ظلت مُتعففة إلا مِن مَن أتاها بملحه و طعامه ولا يردُ الكريم إلا اللئيم
*نعم أمة عظيمة*
يوم أن حاول العالم الخارجي أن يجعل من العون الإنساني ذريعة للتدخل في سيادتنا ففتحنا معبر (أدري) بفهم ويقظة فلم تزداد سيادتنا إلا عزة وشموخاً أذهل العالم
*نحن أمة عظيمة …*
يوم أن إستردت الشرطة سجلنا المدني وهويتنا كاملة غير منقوصة بعد أن ظنوا أنهم أضاعوا وطننا
أمة أنجبت أمثال الراحل الطيب مصطفى لن تُهزم بإذن الله يوم أن كانت الأحزاب تلهث خلف لعاعة الدنيا
كان الطيب مصطفى (رحمة الله عليه) يومها مديراً للهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون يعمل على (حوسبة) أرشيفنا وتراثنا القومي مع شركة ألمانية إشترط عليها أبا (عبد الله) أن تحتفظ بنسخة من أرشيف الأذاعة والتلفزيون عندها و يحق للسودان إستعادتها متى ما طلب
بالطبع ….
لا يعلم الغيب إلا الله ولكنها فراسة المؤمن
و يا سارية الجبل
نحن أمة لن تُكسر بإذن الله
و وزير الإتصالات عن الجبهة الإسلامية القومية بحكومة الصادق المهدي الإتلافية ثمانينيات القرن الماضي الدكتور تاج السر مصطفي
يستأجر للسودان مساحة في الفضاء (الإسفيري) يوم أن كان ذلك ضرباً من الخيال والجنون
(ونحتفظ بما قاله وزراء وزراء حزب الأمة والإتحادي يوم ذاك) إستهجاناً للفكرة التي لو لاها لما سبح للسودان قمرٌ في الفضاء
و رحم الله الصادق فقد كان ثاقب الرؤية بموافقته لتاج السر
نحن أمة إستنطقت الشُعراء وألهمت الكُتّاب والمُبدعبن العرب خلال ثلاثين الإنقاذ الماضية شاء من شاء و أبى من أبى فتبارت الأقلام تُمجِّد الخرطوم و السودان
إذا أتيت الى الخرطوم في شغفٍ
رأيتُ فيها العُلا يسمو على الشُهَبِ
فالنيل فيها يسرُ العين منظره
ونهضة العلم والتعليم لم تغِبِ
تسمو الفضائل في السودان شامخةً
كما سمت من جمال الروح لا الحسبِ
يا دولةً سطَّرت أمجادُها شرفاً
بالعز والدين والأخلاق لا النسب
فإن أتاكِ من الحُسّاد من زعموا
بأن أرضك لم تنجب ولم تهب
فأخبري بأننا نحيا بلا جشع
لكن عِفْتنا تُغني عن الطلب
ماضينا في العلم والأعمال لا عجباً
فنحنُ أهل التُقى و العلمِِ والأدبِ
*يا زول أرفع راسك والما عاجبو يشرب البحر*
الثلاثاء ٨/أبريل/٢٠٢٥م
#سودان_عزيز_قوي_رغم_أنوفهم