العيكورة يكتب : *لجنة الإعمار محاذير قبل الإنطلاق !(٢/١)*

*لجنة الإعمار محاذير قبل الإنطلاق !(٢/١)*
بقلم/صبري محمد علي (العيكورة)
أعتقد كُلّما إقتربنا من لحظة إعلان النصر كُلّما إزددنا قُرباً من الحديث عن خُطة إعمار ما دمرته الحرب !
سبق أن تم الإعلان عن تشكيل لجنة عُليا لهذا الغرض برئاسة السيد وزير المالية الدكتور جبريل إبراهيم وعضوية وزراء آخرين
و(أظن) أن الجهة التى أصدرت هذا القرار هي مجلس الوزراء
*طيب دعونا نتفق أولاً على العناوين الآتية …..*
أولاً …..
أن مهمة إعادة الإعمار هي مُهمة أكبر من أن تُسند للجنة محدودة ومحصورة داخل حكومة أقل ما توصف اليوم بأنها حكومة ضعيفة وكسيحه وحكومة (أي كلام)
ثانياً ….
وضع اللجنة بهذا الشكل يعنى أننا أبقينا على ذات المحاصصة التي ظلت تعمل بها وزارات إتفاق سلام جوبا ويعني أننا سنُكلِّف وزراء أثبتوا فشلهم في إدارة مرافقهم لإدارة شأن قومي مُعقّد وهو (إعادة الإعمار) لدولة خارجة من حرب ضروس
ثالثاً ….
إن لم نجلد ذاتنا بالنقض البناء فلن ينطلق هذا الوطن ويتعافى وعلينا التحلى بالشجاعة أمام هذه الملفات الشائكة والإجابة على الأسئلة
المحورية الآتية وهي ….
هل وزراء اطراف سلام (جوبا) أثبتوا نجاحاً خلال الفترة الماضية في إدارة الشأن العام حتى نجعلهم يتصدرون هذه المُهِمّة ؟
أقول و بكل شجاعة لا لم ينجح أحد
وما أكثر الأمثلة ودونكم أداء مفوضية اللآجئين أقل ما يوصف بأنه كان (عنتريات) محمية .
ومفوضوية العون الإنساني و وزارة الرعاية الإجتماعية والزراعة والكهرباء أو (الظلماء) حتى أكون منصفاً للمواطن
و وزارة الثروة الحيوانية التي تُركت لعامين بلا وزير !
(غنمنا هاملات)
وقِسّ على ذلك .
مع ملحوظة أنني قفزت عمداً فوق سرد تفاصيل الفشل التى غرقت فيها أطراف (جوبا) حتى لا أثقل على القارئ الكريم
ومع إحترامنا التام لهذه الحركات وقادتها
فهذا نتاج طبيعي لمجموعات مسلحة لا تمتلك خبرات تراكمية ولم تمارس العمل السياسي بمفهوم الدولة و إدارة الشأن العام وهذا أفضل ما لديهم ليقدموه للشعب وقد قدموه !!
فعندما تأتي بلجنة تعيد تجميعهم مرة أخري بحكم الوظائف فهذا يعني أنك تأتي بكارثة أخرى بعد الحرب
طيب ….
*أين الحل*؟
(برأيي) وحتى ننطلق (صاح) فيجب إعادة تشكيل هذه اللجنة وترفيعها للجنة قومية عُليا أو مفوضية ذات شخصية إعتبارية لا تترأسها اي شخصية حُكُومية
بل تكون الحكومة جزءاً من تكوينها وتكون تحت رئاسة شخصية قومية متخصصة في مجال الإعمار أو حتى رجل أعمال وطني ناجح لا علاقة لهما بالحكومة البتّة مع عضوية من أساتذة الجامعات والخبراء وأصحاب الخبرة والدربة و رجال الأعمال والإعلاميين وكل من له إختصاص في شأن الإعمار
*ما المانع ….!!*
أن يتّسع ماعون هذه اللجنة القومية ليستوعب كافة ممثلي مكونات المجتمع و بشتى تخصصاتهم العلمية والعملية حتى تكون وعاءاً جامعاً لتعزيز الوحدة الوطنية لا وعاءاً للهدم وتشكيك بعضنا في ذمم البعض
هذه اللجنة القومية من الضروري جداً أن تكون لها حساباتها البنكية الخاصة بها بعيداً عن وزارة المالية و دواوين الدولة الأخرى بما يُحقق لها إستقلاليتها التامة في إتخاذ قراراتها وتنفيذ خطط الإعمار بعيداً عن (بيروقراطية) الدولة
و التي لا تخلو حسب تجاربنا في السودان وللأسف من (عودنا راكب) و(طاقيه ده في راس ده) وشركتي وشركتك
هذه اللجنة من الضرورة أن تكون لها خُطط إسعافية عاجلة كإعادة الخدمات الأساسية بما سيُمكِّن من إكتمال عودة المواطنين
وخُطط لاحقة لإستكمال البناء وتخطيط السودان الجديد بما فيها إنسان السودان نفسه
*طيب ماذا لو إستمرت هذه اللجنة بوضعها الحالي برئاسة السيد جبريل*
أنتظروني غداً بإذن الله لمعرفة
(سيناريو المصائب المُتوقعة)
أمسية الثلاثاء
٢٥/مارس/٢٠٢٥م