أعمدة

صبري محمد علي : *وزير الحُكم الإتحادي بماذا خرجتم من زيارتكم للجزيرة؟*

لربما كان لبرنامج زيارة السيد محمد صالح كرتكيلا وزير الحُكم المحلي لولاية الجزيرة

الجهر منه والسِّر

ولكن قطعاً أن يزور السيد كرتكيلا الولاية في هذا الظرف وسط تصاعد الأصوات المُنادية بذهاب هذا الوالي فهذا يدل على أن

(رأس السوط) قد وصل السيد الوزير بحكم المسؤلية و أن للزيارة ما بعدها

خمسة أيام (تقريباً) كانت هي مدة الزيارة

طويلة …..

كغير عادة المسؤلين مما يُفهم منه أن هُناك خللٍ ما وفشل بالجهاز التفيذي لحكومة الولاية أراد الوزير أن يستوثق منها بنفسه

ولن نتحدث طويلاً عمّا كتبنا وكتب غيرنا عن عجز وفشل هذا الوالي وسنترك التقييم للسيد الوزير فقط نذكره وهو يغادر الولاية بأغنية

*ياريس براك شُفتا*

*أروع وأعظم إستفتاء*

ولكن قناعتي أن الحلقة المستنفعة حول السيد الوالي قد تولت ترتيب المشهد

و أتقنت (فِرِّيش الملايات)

و(مضايرة) كل مظاهر العجز والفشل فلجأوا كما كتب أحد (الصِّفِيقة) يتخدثون عن حملة ترحيل الجنوبيين التي بدأت بالأمس! فماذا عن (٦٠) يوماً مضت من الفشل المتواصل

 و يحثوننا عن شراء زيوت المحولات

وصافين ذلك *بالمنجزات العظيمة التي جاء الوزير للوقوف عليها* ناسبي فضلها للسيد الوالي

*(آآي والله هذا الذي حدث)* و بلا حياء

 لا بأس قرأنا لبعض الأقلام المأجورة تطبل وتزين صورة الوالي أمام الوزير ولن نتوقف عند ذلك طويلاً فهذه مهنتهم

و (أكل عيشهم)

عبر عِلب (الأورنيش الصدئة)

وعبارات النفاق المفضُوحة

دعونا …..

في موضوع الزيارة التي يبدو أن واضعي برنامجها لم يحالفهم الحظ حتى وهم يزورون الحقائق ويحاولون رسم صورة وردية للجزيرة الجريحة المبتلاه بواليها الذي يمم نحو مسقط رأسه بسنار يوم السقوط ولو لا الناصحين لما جاء المناقل وليته لم يأتِ!

حيث إتخذ من ديوان الشيخ أبو ضريرة مُتكأً ومعاشاً و(فسحة) يومية لأقرب (كنار) ليتم المنافقون تلوين اللوحة

*بأن الوالي يتفقد الخطوط الأمامية !!* ثم يعود قبل مغيب الشمس !!

هل حدّثوا السيد الوزير عن زيارات الوالي الصفرية لقرى ود النورة والتكينة وهما يستغيثان الله وتوعكان وعكاً شديداً

والوالي الهُمام قد نصب صيوانات العزاء حول سور مستشفى المناقل ينتظر الهاربون من الجحيم ليواسهم ويعزيهم في الشهداء

أسألوه عن رسائل إستغاثه وردته ومن زملاء مهنته وللأسف بالتكينة يستغيثون الوالي والحكومة فهل ردّ على رسائلهم ناهيك عن الإستجابة !

ومصدري في ذلك حي يرزق والوالي يعلمه !!

كُنتُ أتوقع قبل أن يُفكر واضعي برنامج زيارة السيد الوزير في إصطحابه لزيارة نادي الهلال بالمناقل أن يصطحبوه أولاً الى مستشفي الحوش و مدني والمسلمية والحصاحيصا ومركز صحي العيكورة مثلاً

ليرى منجزات الوالي بأم عينية

كان عليهم أن …..

يطلعوه على مدني ليلاً ليرى أنوار و إبداعات الوالي

كان عليهم أن يصطحبوه في جولة تفقدية لشوارع عاصمة الولاية ليري بأم عينه أكوام العربات المحترقة و المُبعثرة وصحة البيئة وبعدها فليحدثنا هؤلاء الطبّالون عن المُنجزات إن إستطاعوا

*ستُون يوماً (يا رجُل) …..!*

مضت على التحرير و السيد الوالي لم يُغادر محطة زيوت المحولات بعد!

فيا للعجب !!!

نماذج القصور و العجز كثيرة لا تُحصى ولا تُعد

فإن جاء السيد الوزير كرتكيلا لبث الروح و شحذ الهمم فذاك من سابع المستحيلات وقد إتسع فتق الجزيرة على الطاهر إبراهيم الخير

أما إن جاد ليُقرر أيبقيه أم يقيله فتلك الخطوة التي لا تقبل القسمة على إثنين ولا يختلف حولها إثنان

لكن قناعتي …..

أن السيد الوزير في وضع لا يُحسد عليه أمام مجلس السيادة

في ظل توقع الإعلان عن رئيس الوزراء الجديد في أي لحظة

و بالتالي سيتم إعفاء جميع الولاة بقرار واحد كما جاء بالتعديل الأخير بالوثيقة الدستورية

فإن جاء قرار الإعفاء سريعاً ولم يتجاوز عطلة عيد الفطر القادم .

فهُنا سيتنفس السيد الوزير الصُعداء وينجو بإعجوبه من أنشوطة الجزيرة و من إختاره والياً عليها

أما إن تطاول الأجل ولم يُعفى الولاة بالسرعة المطلوبة فسيجد السيد الوزير نفسه في (ورطة) حقيقية بين والٍ عاجز ومواطن مُتذمر و رأي عام لا يعرف المُجاملة

وفي ذات الوقت لن يستطع السيد الوزير الدفع بطلب الإعفاء لرئيس الوزراء ومن ثم لرئيس مجلس السيادة في ظل إنتظار صدور قرار (البل)

كما ذكرنا

*غايتو معالي الوزير نصيحتي ليك*

(شُوف ليك)

*(ودّاعية)* تطلعك من ورطة الجزيرة دي !

فالمستقبل قاتم أمامكم وهذه نتيجة طبيعية لسوء إختياركم

*مواطن الجزيرة*

وحتى صدور قرار إعفاء الوُلاة فعليكم أن (تلوكُوا) الصبر

وأن لا تُعيروا إهتماماً لما يسعى اليه الطبّالون وحملة صناديق (الأورنيش) الذين يحيطون بالوالي

حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً .

الثلاثاء

١١/مارس/٢٠٢٥م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى