أعمدة

العيكورة : *العلاقات السودانية المصرية بين وزير الخارجية وجمال عنقرة الى أين تمضي*

*العلاقات السودانية المصرية بين وزير الخارجية وجمال عنقرة الى أين تمضي*

بقلم/صبري محمد علي (العيكورة)

أعتقد أن وزارة الخارجية في عهد الوزير الحالي الدكتور علي يوسف لم تستطع الإنعتاق من الجلباب المصري والتبعية الخجولة وشبه الإرتهان للقرار الوطني السوداني

لا أحد يُنكِّر خصوصية العلاقات بين البلدين الجارين ولكن يجب أن يكون ذلك في إطار إحترام خصوصيتنا كدولة ذات سيادة و قرار

حقيقة لا أفهم أن تكون بين كل جولة وجولة خارجية للوزير علي يوسف بينهما زيارة لوزير خارجية مصر !

وكُلُّه يأتي مُغلّفاً داخل ذات العبارات القديمة التي ظللنا (نعلفها) كالعلاقات الازلية والتشاور والنيل والمصير المُشترك

و(أنا و الليل والمساء)

ومصر يا أخت بلادي يا شقيقة

 فهل مصر الرسمية تفعل معنا ذلك و تستشير السودان في كل ما يخصها أم أن لها خصوصيتها الإقتصادية والعسكرية أسرارها الخاصة التي لايمكن أن تبوح بها لأحد؟

*المصريون عندما أتت ثورة الإنقاذ في العام ١٩٨٩م أرسلت مندوباً للمجلس العسكري آنذاك يقترح عليه أن تُعيين له مُستشاراً مصرياً !*

فرُفض الطلب

ولك أن تقيس على ذلك

بالأمس صدر

خبر صحفي صادر عن وزارة الخارجية السودانية يُلخص زيارة السيد الوزير علي يوسف للقاهرة

*أشار الخبر الصحفي*

الى إجتماع الآلية المُشتركة بين وزارتي خارجية البلدين

وأن السيّد علي يوسف قدّم تنويراً عن الأوضاع في السودان و أشار الى قُرب حسْم التمرد

وعرّج الى خارطة الطريق التي ستُفضي لتشكيل حكومة (تكنوكراط)

*ولكن حسناً*

أن البيان لم يذكُر هذه المرّة

(فعالية بورتسوان) بالإسم ولكن يُفهم أنها هي المعنية بتلك الخارطة

وأكّد السيد الوزير رفض السودان لأي مُحاولة لتقسيم السودان في إشارة منه لمهزلة (كينيا) الأخيرة

 *وزير الخارجية المصري*

الدكتور بدر عبد العاطي بدوره أكد على دعم بلاده للشرعية ومؤسسات الدولة الوطنية وعلى رأسها القوات المسلحة دون أن يذكر مجلس السيادة أو رئيسه فخامة الرئيس البرهان !

مُشدِّداً على رفض بلاده لتشكيل أي حكومة مُوازية أو تدخُل خارجي

أكّد الخبر الصحفي على إتفاق الجانبين لضرورة إحكام التنسيق بينهما فيما يخُص ملف المياه وأمن البحر الأحمر والقرن الأفريقي

هذا ما يلي (الخبر الصحفي)

*أما الأستاذ الصحفي جمال عنقرة* المحسوب علي مصر منذ فترة ليست بالقصيرة

فقد نشر بموقعه الإلكتروني (جسور)

أن السيد عبد العاطي أعلن انه تشاور مع السيد على يوسف في تشكيل فريق عمل مُشترك *للتركيز علي إعادة الإعمار في السودان بمساهمة شركات المصرية*

*هذه الجزئية لم ترد ضمن الخبر الصحفي لوزارة الخارجية*

مما يعني أنه لم يتشكّل بعد

أو لربما أن السيد علي يوسف لم يرُد على الوزير المصري بإعتبار أن الإعمار من إختصاص لجنة عُليا وليس بمقدوره أن يضمن (كُوته) لمصر كما يسعي الأستاذ عنقرة (برأيي) أو كما فهمت من قراءة خلف السُطُور

حقيقة أتسآءل بإستغراب

الى متى سيظل السودان يدور حول القمر المصري بعذه الطريقة المعيبة !

والى متى سيظل قرارنا منقوصاً إن لم نُشرك فيه مصر !

و متى سننعتق من متلازمة (عُقدة) مصر في ظل عدم رسم سياسة مُتوازنة تحفظ الحدود والحقوق وفي ذات الوقت تُبقي علي علاقات طيبة ذات منفعة متبادلة لا تابعة

فعبارة *(ده حنا أخوات)* لن تطعم جائعاً ولن تعيد مُشرّداً

فهل نحن أسرى ومهزومون نفسياً أمام كل ما هو مصري؟

لم يرضعونا تاريخهم في غفلة من الزمن !

ليحصدوا الآن مِنّا من المثقفين والإعلاميين وحملة (الطار) الذين يُسبحُون بحمد كل ما هو مصري خصماً على إنطلاق وطنهم

*فهل تذكرون الجغرافيا*

*وقصب السكر و نجع حمادي وقطن المحلّة!*

أم نسيتم …..

*(المستر) محمد علي باشا و رمسيس الأول و رمسيس الثاني أم (الخالة) نفرتيتي!*

هل نسيتم ذلك؟

فكيف ومتى الإنعتاق إن لم نصنع علاقة نِدِّية كتفاً بكتف ومتوازنه تُراعي المصالح المُشتركة وتبتعد بنا عن تسويق العبارات الجوفاء التي ظللنا نتبادلها منذ عقود

*السيد وزير الخارجية*

لم نعيب عليكم الإختراق الدولي والإقليمي الذي أحدثتموه منذ تكليفكم فذلك شئ جيد ويُحسب لكم

*ولكن (حسِّسِّنا ياخ)*

أن لوزارة الخارجية السودانية خط مُغاير للذي كان سابقاً بخصوص علاقتنا مع مصر

 أنهضوا بها يا سيدي …..

 من إطار بيع الكلام والعجول و (حِلل) الألومنيوم

 الى آفاق المنفعة الإقتصادية ذات الجدوى التي تفيد السودان وتُطوِّر البُنية التحتية وتساهم في تشغيل العمالة الوطنية وإكتساب الخبرات وتدعم التبادل التجاري المُعافى من أمراض التحايل والتهريب و (الإستهبال التجاري)

أين المصانع و المسالخ والتعليب والتغليف والتعدين مثلاً !

مواد خام تذهب شمالاً ثم تُضاف لها قيمة مضافة بسيطة و تُصدّر تحت ديباجة (صُنع في مصر) أو (إنتاج مصر)

أليس هذا هو الذي يحدث وللأسف ؟

السيد الوزير أعتقد أن بوصلة علاقاتنا مع مصر تحتاج الى (وزّنة)

فعبد العاطي لن يكن هو علي يوسف للسودان

طالما أن مصر والسودان دولتان جارتان فيجب أن تكون هُنالك أبواب ومفاتيح بينهما

*أظن كلامي وضح*

الأثنين ٢٤/فبراير/٢٠٢٥م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى