كلمة ونص: سبناشعبان تكتب :تكية الصابرين في امدرمان نموزج للتكافل الاجتماعي

سودان بلا حدود
درمان هي المدينة العريقة التي تحمل إرثًا ثقافيًا وإنسانيًا كبيرًا، تشتهر بانتشار التكايا الخيرية التي تجسد روح التكافل الاجتماعي. ومن أبرز هذه التكايا “تكية الصابرين”، التي أصبحت ملاذًا للمحتاجين ودعمًا للأسر المتعففة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي فاقمتها الحرب .
للتكايا دور كبير في المجتمع السوداني حيث
تأسست تكية الصابرين كمبادرة مجتمعية تهدف إلى توفير وجبات مجانية للفئات الأكثر احتياجًا. وتعمل التكية بشكل يومي، حيث يقوم متطوعون من الجنسين بإعداد الطعام وتوزيعه، وهو ما يعكس روح العطاء والانتماء للمجتمع السوداني.
ونجد ان تكية الصابرين كغيرها من التكايا تواجهها تحديات كبيرة، أبرزها نقص الموارد التموينية وارتفاع أسعار المواد الغذائية ، ورغم ذلك، تستمر التكية في عملها بفضل تبرعات الأفراد والمؤسسات الخيرية، مما يعكس قوة التكافل المجتمعي في أم درمان.
تعتبر التكايا في بلدنا الحبيب جزءًا أصيلًا من التراث السوداني كرمزية وطنية ، حيث ظهرت في الماضي لتقديم الطعام والشراب للمسافرين والفقراء. ومع مرور الزمن، أصبحت التكايا ملاذًا مهمًا في أوقات الأزمات، خاصة خلال الفترات التي يعاني فيها السودان من تحديات اقتصادية أو إنسانية.
وبفضل جهود المبادر المهندس المجاهد النور (مدير مشروع سندس الزراعي ) فضله في دعم التكية و استقطاب المتطوعين والتبرعات وبه تمكنت تكية الصابرين من الاستمرار في تقديم خدماتها. وتعتبر هذه التكية مثالًا حيًا على إرادة السودانيين في مواجهة الأزمات والتكاتف من أجل مساعدة بعضهم البعض .واصبحت بمثالة الامل الذي يتشبس به المواطنون في تلك المحاور لمجابهة هذي الصعوبات.
وختاما اتقدم بمناشدة ادعو فيها كل اصحاب المبادرات الانسانية والمظمات لدعم تكية الصابرين.
تبقى تكية الصابرين في حاجة دائمة للدعم، سواء من خلال التبرعات العينية أو المالية أو المشاركة في إعداد وتوزيع الطعام. إنها دعوة لكل أفراد المجتمع السوداني للمساهمة في استمرارية هذه المبادرات الإنسانية التي تعكس أصالة القيم السوداني
فهي ليست مجرد مكان لتوزيع الطعام، بل هي رمز للأمل والتكافل في مجتمع يواجه العديد من التحديات.