سبناشعبان تكتب :التكنولوجيا الحديثة: حليف مزدوج في زمن الحروب العربية
سودان بلا حدود
في خضم النزاعات والحروب التي تشهدها المنطقة العربية، أصبحت التكنولوجيا الحديثة سلاحًا ذا حدين. فهي ليست مجرد أداة لتحسين حياتنا اليومية، بل تحولت إلى عنصر مؤثر في إدارة الأزمات والحروب، مما يجعلنا نتساءل: كيف غيّرت التكنولوجيا وجه الصراعات في عالمنا العربي ودولتنا السودان علي وجه الخصوص؟
التكنولوجيا الحديثة أثرت بشكل مباشر على مسار الحروب والصراعات في المنطقة العربية. من الطائرات المسيّرة التي تُستخدم في المعارك إلى أدوات المراقبة الإلكترونية، أصبحت التكنولوجيا شريكًا رئيسيًا في إدارة العمليات العسكرية. هذه الابتكارات ساعدت في تقليل الخسائر البشرية في بعض الحالات، لكنها أيضًا زادت من تعقيد الحروب، حيث باتت تستخدم أحيانًا في استهداف المدنيين وتدمير البنية التحتية.
من جهة أخرى، لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دورًا محوريًا في تشكيل الرأي العام خلال الأزمات. المنصات الرقمية أصبحت مسرحًا للحرب الإعلامية، حيث تُستخدم لنشر الأخبار، سواء الحقيقية أو المضللة. هذا الدور المزدوج للتكنولوجيا يثير تساؤلات حول تأثيرها على استقرار المجتمعات ومدى مسؤولية المستخدمين في التعامل معها.
إضافةً إلى ذلك، التكنولوجيا الحديثة قدّمت حلولاً لتخفيف معاناة المتضررين. التطبيقات الإلكترونية ومنصات التبرعات التي ساهمت بصورة كبيرة في جمع المساعدات بسرعة وفعالية، بينما استُخدمت أنظمة الاتصال الحديثة لتنسيق عمليات الإغاثة.
وبالرغم من الفوائد الكبيرة التي قدمتها التكنولوجيا في إدارة الأزمات والحروب، إلا أنها قد تُستخدم بطرق تؤجج النزاعات وتزيد من معاناة الشعوب.
لذلك، يجب أن تترافق الابتكارات التقنية مع تشريعات وقوانين تحكم استخدامها، مع تعزيز وعي الأفراد بأهمية استغلال التكنولوجيا بما يخدم الإنسانية ويحمي حقوق المتضررين.