سوريا.. سقوط نظام بشار الأسد
أعلنت وكالة “رويترز”، نقلًا عن مصادر سورية، أن رئيس النظام السوري، بشار الأسد، قد غادر دمشق إلى “وجهة غير معلومة”، وذلك بعد أكثر من عقدين من الحكم الذي شهد أحد أكثر الفصول دموية واضطرابًا في تاريخ سوريا الحديث. وأكدت إدارة العمليات العسكرية لـ”ردع العدوان” فرار عناصر من الحرس الجمهوري من حي المالكي في العاصمة السورية دمشق، حيث يقع منزل بشار الأسد. وبعد تمكنها من دخول معظم أحياء مدينة حمص، ليلة السبت – الأحد، من عدة محاور؛ شهدت الساعات الأخيرة تطورات متسارعة في العاصمة دمشق، حيث دخلتها فصائل المعارضة المسلحة دون وجود مؤشر على انتشار جيش النظام السوري.وأكدت إدارة العمليات العسكرية التابعة لـ”ردع العدوان”، في بيان اليوم، أنها سيطرت بالكامل على سجن صيدنايا العسكري الواقع في ريف دمشق. وجاء في البيان: “نزف إلى الشعب السوري نبأ تحرير أسرانا وفك قيودهم، في خطوة تمثل نهاية حقبة الظلم والطغيان التي لطالما عانى منها أحرارنا داخل أسوار سجن صيدنايا.” تُعد هذه الخطوة حدثًا محوريًا في مسار الصراع، إذ لطالما كان سجن صيدنايا رمزًا للقمع والاستبداد على مدى عقود. ووفقًا لتقارير ميدانية وشهادات من داخل العاصمة دمشق، فقد تمت الإطاحة بالنظام بعد تفاقم الانشقاقات داخل صفوفه وتصاعد الاحتجاجات الشعبية المدعومة بحراك عسكري من فصائل المعارضة. وفي بيان صادر عن إدارة العمليات العسكرية التابعة لـ”ردع العدوان”، تم الكشف عن ترتيبات تمّت بالتنسيق مع رؤساء أفرع استخبارات في دمشق لتسهيل السيطرة على العاصمة السورية. ووصفت الإدارة هذه الترتيبات بأنها خطوة أساسية نحو إنهاء وجود النظام في قلب البلاد. في السياق ذاته، أعلنت غرفة عمليات الجنوب أن قواتها أحرزت تقدمًا نوعيًا ضمن خطتها لمحاصرة دمشق، مؤكدةً السيطرة الكاملة على اللواء 121 في الغوطة الغربية بعد عملية تمشيط دقيقة شملت التلال المحيطة بالمنطقة.وأضافت غرفة العمليات أن قواتها واصلت تقدمها ووصلت إلى أطراف مدينة الكسوة على الطريق الدولي الرابط بين دمشق وعمان، ما يعزز قبضتها على المناطق الحيوية المحيطة بالعاصمة. هذه التحركات تأتي في إطار التصعيد الميداني الهادف إلى فرض واقع جديد على الأرض وسط انهيار ملحوظ لقوات النظام في مناطق متعددة.يأتي هذا التطور بعد سنوات من الصراع المستمر الذي أودى بحياة مئات الآلاف من السوريين وتهجير الملايين، وسط انهيار شبه كامل للبنية التحتية والاقتصاد. وعلى الصعيد الدولي، أصدرت الأمم المتحدة بيانًا أعربت فيه عن استعدادها لدعم الشعب السوري في هذه المرحلة الانتقالية الحرجة، مؤكدةً أهمية الحفاظ على وحدة الأراضي السورية والعمل على ضمان العدالة والمحاسبة لجميع المتورطين في الجرائم خلال السنوات الماضية. محليًا خرجت مظاهرات شعبية في عدة مدن سورية احتفالًا بهذا الحدث التاريخي، حيث رفع المتظاهرون شعارات تدعو للحرية والعدالة، وإعادة بناء سوريا على أسس ديمقراطية. ودوليًا رحبت عدة دول عربية وغربية بهذا الحدث، داعية إلى تشكيل حكومة انتقالية تمثل كافة أطياف الشعب السوري.