أعمدة

صبري محمد علي: حركة تحرير الجزيرة ولِم لا… ؟

البيان المُتداول عبر مقطع (الفيديو) بدقائقه الخمس منذ البارحة لمتحدث يرتدي زي القوات المُسلّحة و هو يتلو بيانه من خلال ورقة ويبدو أن التسجيل كان داخل غرفة يُعلِن عن ميلاد *حركة تحرير الجزيرة* ويدعو أبناء وبنات الجزيرة للمُسارعة للإنضمام لمُعسكرات التدريب

المُتحدث لم يُفصح عن إسمه ولا صفته داخل هذه الحركة

ولكنه أكد أنهم سيُقاتلون خلف القوات المُسلّحة والمستنفرين وكافة الفصائل من أجل تحرير الجزيرة

ودعا كافة الأحزاب أن ترفع يدها عن إستقطاب شباب الجزيرة

وقال إن للحركة مسارين عسكري وسياسي

 لم يُفصح عن ميثاق ومُوجهات هذه الحركة التي دعا لها (الخُلّص) من أبناء وبنات الجزيرة ولا من يقف خلفها بل جاء البيان على عموم اللفظ دون تسمية الأشياء بمسمياتها .

تداولت بعض المواقع بعد ظهر اليوم منشوراً آخراً دون توقيع يقول إن الشخص المُتحدث هو (بروفيسور) وأستاذ جامعي و عميد لإحدى الكليات بجامعة ما دون أن يسميها أو يُعلِن عن إسم هذا (البروف) …!

 ولم يُضف المنشور أي معلومة توضيحية عن هذه الحركة الوليده ،،،،!

*أعتقد أن*

القليل من التعريف بهذه الحركة و بقادتها كان كفيلاً أن يفتح الباب على مصراعيه للتدافع و الإنخراط في صفوفها من أبناء وبنات الجزيرة

 ولكن لماذ إختار من يقف خلفها من مؤسسيها هذا الغموض والرمزية؟

سيظل سؤالاً مشروعاً إن لم يخرج بيان آخر أكثر توضيحاً وشرحاً أو عقد مُؤتمراً صحفياً …

*ولا أظن أن هُناك عيباً ومحاذيراً يُستحى منها أن تُعلن أنك تُدافع أهلك و أرضك وعرضك*

برأيي أن هذا هو السبيل الوحيد المُتاح لإنسان الجزيرة للإنخراط في أكثر من حركة وليس حركة واحده فقد طفح به الكيل و إتضح له جلياً أن متلازمة (السُلحُفاء) المُصاحبة لتحرير الجزيرة قد تطاول ليل ظلمها و إضطهادها

تحت كلام ظل يُسوّق لإنسانها البسيط المُسالم .

و كُلُْه يتكئ على جملة أن *للجيش تقديراته الخاصة به*

و يُحرِّم الخوض في تناولها ولا حتى التساؤل *متى*؟

 فكُلنا قد أمسك بقلمه ينتظرُ متى تُثمر تلك التقديرات قمحاً و وعداً و تمني

وإنسان شرق الجزيرة يُشرد و يقتّل و يُنهب و شعب الجزيرة (يلوك) الصبر و يقتات تلك التقديرات ينتظرها كل صباح

*والٍ أقل ما يُوصف بأنه رجلٌ (كسِيح)*

 إكتفى بنصب صيوانات العزاء خارج سور مستشفى المناقل يُعزي و يواسي قبل أن يُطلق (فرمالته) الوحيدة

*(التوجيه بتقديم الخدمات الضرورية للجرحى والمصابين*

ثم ينصرف في (تمشيه) شبه يومية يطيرُ بها بعض (الصفيقة) من الصحفيين بأن السيد الوالي قد تفقد الخطوط الأمامية برفقة سعادة قائد الفرقة الأولي و مُدير جهاز المخابرات و مُدير شرطة الولاية و السيد أبو ضريرة ثم يعُودُ الركب من حيثُ أتى قبل أن تزول شمس المناقل عن كبد السماء !

وهكذا ظل إنسانُ الجزيرة يُعاني الأمرّين ….

حكومة لا تسمع

و والٍ خامل

 و مركز غارق في (البيروقراطية)

حتى اللجنة العُليا للإستنفار أصبحت في رحلات (ماكوكية) بين بورتسودان والقضارف والمناقل لا خير في كثير من سفاتها إلا من بعض كلام و تصريحّ مُؤاساة هُنا و هُناك و(طُرُودٍ) من الوُعُود …!

حتى إتسع فراغ اليأس و أصبحت (الميديا) تنشر تطمينات (كيكل) لإنسان الجزيرة

 *فيا لسُخف القدر و يا لهوانه على الناس*!!

الأسابيع تتطاولت وتمددت إنتظاراً لتقديرات الجيش و (الجيش عارف شغلو) وهذا الإنتظار يعني ….

و بمعادلة بسيطة المزيد من البطش والقتل والدمار والتشرد!

فماذا لو جاءهم والي الحزيرة أو قل حتى البرهان مُهنئناً بالتحرير بعد أن أضحت قري أشلاءاً و جماجم وخراب

 فهل حينها سنقول أن الجيش قد إنتصر لإنسان الجزيرة أم إنتصر لنظرياته العسكرية ؟

وما قيمة النظريات إن لم تصون العِرض وتحفظ الدماء والممتلكات !

أعتقد أن …

الدعوة والتبشير بتكوين حركة (تحرير الجزيرة) شيئ إيجابي يدعمة بؤس الحال الذي وصلت إليه الجزيرة وهذا هو الوضع الذي يجب أن يكون

ولكنه …

يحتاج لإماطة اللثام والإفصاح عن هذه الحركة بصورة تُطمئن إنسان الجزيرة

و عندها ….

فكل أهل الجزيرة سينخرطوا فيها بلا تردد .

الذي دعا له البيان مُخاطباً الأحزاب السياسية أن ترفع يدها عن إستقطاب شباب الجزيرة

فهذا الذي سيكون بعد النصر بإذن الله

وكاتب هذه السطور كان من أوائل المُنادين بتكوين وتسجيل حزب بإسم الجزيرة يتداعى له مثقفو وأعيان وقطاعات المرأة والشباب والإدارات الأهلية والطرق الصوفية في يوم مشهود بودمدني قريباً بإذن الله

 فكفى الجزيرة *(إستهبال)* أحزاب الخرطوم من أقصى يمينها الى أقصى يسارها فما أعظم الوهم الذي أغرقونا فيه ولن نستثني أحداً !

السبت ١٦/نوفمبر ٢٠٢٤م

#الجزيرة_وبس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى