أعمدة

صديق البادى: وما أدراك ما كيكل

  كيكل لا يحتاج لتعريف لأنه معروف وسيرته وممارساته بكل تفاصيلها أضحت مكشوفة ومعروفة ومتداولة ومعلنة على الملأ ولنتركها جانباً ويهمنا هنا ما حدث بعد موقفه الأخيرة وتحوله وما نتج عن ذلك من ردود فعل انتقامية وحشية وجرائم بشعة لا انسانية فيها حقد أسود وقعت فى شرق الجزيرة وفي قرية أو مدينة السريحة الريفية بمحلية الكاملين فيها قتل واعاقة وسلب ونهب لأموال المواطنين وذهبهم وممتلكاتهم تحت التهديد بالسلاح بل حدثت مجزرة بشرية بشعة فى قرية السريحة وتم تشريد ونزوح آلاف المواطنين من شرق الجزيرة بطريقه بشعه وكل هذه الجرائم حدثت ضد مواطنين أبرياء عزل من السلاح لا ذنب لهم. وكان بين كيكل وآخرين من قيادات قوات الدعم السريع بالجزيرة شد وجذب وكلهم ينطلقون من مشكاة واحدة وسلوكهم ونهجهم فيه تطابق ونزاعهم فقط حول المغانم وحول السلطات والقيادة فى الميدان.

وان عدداً من المناطق بالجزيرة بعد أن دخلتها قوات الدعم السريع أضحت مراكز الشرطة وكثير من الدور الحكومية خالية تماماً من العاملين فيها وهذا شأن يخص الدولة وتقع مسؤوليته عليها وأصبح حال المواطنين كحال من تم رميه فى اليم وقيل له اياك اياك ان تبتل بالماء لذلك فانهم تعاملوا مع الواقع بعقلانية وواقعية فيها مساكنة هادئة لها حدود لا يتعداها الطرفان حتى يقضى الله أمراً كان مفعولا.

وان اعلان كيكل لموقفه وتحوله الأخير هذا شأن يخصه هو ومن حوله من اللصيقين به ولا علاقة لسكان شرق الجزيرة أو السريحة بمحلية الكاملين به ولكن حدثت هجمات اجرامية بشعة ضدهم كما ذكرت آنفاً رغم أنهم لم يعتدوا أو يبادروا بالهجوم على أحد. وان استسلام كيكل أو تحوله بعد الوصول لاتفاق معه كان يمكن أن يتم فى هدوء مع تشجيع وفتح الباب لمن يود أن يتخذ ذات خطواته من أنداده الآخرين من القادة الميدانيين فى الدعم السريع بالجزيرة ولو بالاغراءات كما يحدث بطريقة السالف فى التعامل مع سارقى المواشى ولكن صحب اعلان انضمام كيكل للقوات المسلحة الباسلة العريقة الراسخة الجذور والمنتصرة بإذن الله (زيطة وزمبريطة) وصخب اعلانى واعلامى كبير كأنه محمد الفاتح الذى فتح القسطنطينية أو المعتصم الذى انتصر فى عمورية أو كأنه نابليون بونابرت ولعل فى ذلك سعى لاغاظة غيره وأدى سوء اخراج عملية كيكل لنتائج أسوأ، وقد منح رتبة لواء وكان يطمح فى منحه رتبة فريق بالقوات المسلحة الباسلة والمتوقع التعامل معه فى المرحلة الأولى معاملة لينة هينة ويمنح كل ما يطلبه ليبوح لهم بكل ما عنده من معلومات وأسرار عن الدعم السريع وداعميه فى الخارج وقد يحاط بمجموعة فى ظاهرها حراسته وفى باطنها مراقبته خشية ان يفتح قنوات سرية مع أطراف خارجية والمتوقع ألا يسمح له بالعمل فى الاستخبارات او فى خوض العمليات ويمنح حرية(ارعى بى قيدك) للعفو الممنوح له فى اطار العفو العام مع تركه وشأنه فى كافة القضايا المتعلقة بالحق الخاص وبالأحرى بالحقوق الخاصة.

وكل الأحاديث التى تدور الآن فى الفضائيات والاذاعات والميديا لاتهم المجرمين الذين نفذوا جرائمهم البشعة فى شرق الجزيرة والسريحة وامثالهم وهم جميعاً لا يكترثون لتلك الأحاديث وهى بالنسبة لهم (كلام عوك فى عوك) ولا يعرفون مشروعاً سياسياً أو سلطوياً ولا يهمهم اذا كانت فى البلاد حكومة أو لا توجد فيها حكومة ولهم مشروعهم الخاص بهم وهو مشروع واضح وصريح هو النهب والسلب وقطع الطرق والاغتصابات وقتل او اعاقة كل من يعترضهم ولا ينفذ فوراً ما يطلبونه منه وكل ما يطرح غير ذلك فانهم يعتبرونه ( كلام فارغ) وأحاديث منمقة لمترفين ( رايقين وفايقين) يقيمون فى الخارج لا يرخون لها آذانهم ولا يولونها ذرة من اهتمامهم… وان اجراء مفاوضات من حيث المبدأ غير مرفوضة اذا كانت تخرج البلاد من وضعها المأساوى الاسود الذى يمر بها الآن ولكن اذا كانوا يهدفون لاجراء مفاوضات يتم بموجبها اعادة تشكيل السلطة كما كانت قبل الحرب واعادة نيل الدعم السريع لمواقعه السابقة فى السلطة فى كافة مستوياتها فانهم يحلمون بالمحال وهذا آضحى من المستحيلات كالغول والعنقاء والخل الوفى واذا انطبقت السماء على الارض فانه لن يتحقق وتلك صفحة طويت كما طويت قبلها صفحات أخريات كصفحة العهد السابق وصفحات العهود التى سبقته.

اما المفاوضات المتعلقة بالمسائل العسكرية والترتيبات الامنية فانها تقتضى الاعتراف بأن فى الوطن جيش واحد أسس فى عام 1925م وهو امتداد لقوة دفاع السودان وسودن موقع القائد العام فى عام 1954م وهو جيش السودان وليس جيش فلان أو علان أو فلتكان . واية دولة تحترم نفسها وسيادتها يكون فيها جيش واحد يمكن ان تكون تحت قيادته وإمرته أذرع مساعدة تعمل بتكليف منه مثل قوات الدعم السريع فى بداياتها الاولى قبل ان يترك لها الحبل على القارب وتتمدد تمدداً اخطبوطياً حتى اضحت جيش ضرار بدعم اجنبى خبيث وهذا ليس له مثيل فى كل الدنيا واذا عقدت مفاوضات الآن فى المسائل العسكرية والأمنية يجب ان تكون قاصرة على العسكريين فقط والا يسمح لاصحاب الياقات البيضاء بالمشاركة فيها. ويطل سؤال هل يقتصر تمثيل وفد الدعم السريع على العاملين المسجلين رسمياً فى سجلات الدولة ولهم ملفات خدمة ام يتم اشراك ممثلين للمجرمين المرتزقة الذين احضروا من دول الجوار الافريقى وجندوا فى الدعم السريع وعاثوا فى البلاد فساداً واجراماً لمدة عام ونصف أم يشرك الذين تم تجنيدهم بعد اندلاع الحرب من مجرمى تسعة طويلة ومن المجرمين الذين أخرجوا من السجون وتم تسليحهم ومنحهم مواتر مع تحركهم بعربات الدعم السريع………..الخ

وان القوى الاستعمارية المعادية للسودان وكافة المنظمات الاقليمية والدولية تلم بكل ما يجرى فى السودان من فظائع وجرائم وانتهاكات وعلى سبيل المثال فان ما جرى ولا زال يجرى فى شرق الجزيرة قد علم بتفاصيله المؤلمة حتى الاطفال الصغار فى كل مكان واكتفت تلك القوى الاجنبية بالافادات والتصريحات الباردة دون اتخاذ قرارات صارمة وادانات رادعة لانهم فى هذه المرحلة يحتاجون لاداة يتخذونها مطية لتنفيذ مخططهم الآثم الاجرامى لتظل الحرب مشتعلة فى السودان ولا تخمد لئلا ينهض هذا الوطن المؤهل لان يكون من سلال غذاء العالم ومؤهل لان يصبح مارداً اقتصادياً ورقماً اقليمياً ودولياً ويحتاجون اليه ايضاً فى هذه المرحلة لتنفيذ مخططهم الاجرامى لتسقط الفاشر ولن تسقط بإذن الله. وفى تقديرهم ان سقوطها يكون ايذاناً بقيام حرب دارفورية قبلية اثنيه تسيل فيها الدماء انهاراً …. و ….. الى أخر المخطط.(الحلقة القادمة ستكون بعنوان الفاشر وما ادراك ما الفاشر) وفى الوقت المناسب فان القوى الأجنبيه والمنظمات الدولية ستعلن قادة الدعم السريع مجرمى حرب وبطريقة الحساب ولد سيتم استرجاع ما خسرته تلك القوى الأجنبية فى الحرب و يجردون آل دقلو من كل اموالهم وعقاراتهم وممتلكاتهم ولن يتركوا لهم دولاراً أو جراماً من الذهب وسيضمون بطريقة انتقائية انتقامية عدداً من الذين تتهمهم بأنهم مجرمو حرب من الطرف الآخر .

والحرب العبثية الاجرامية الانتقامية اصبحت مثل بعير هانج انطلق بلا عقال او مثل مجنون انفك قيده وانطلق يحمل سكيناً ويفر من امامه كل من يلقاه ومهما يكن فلا بد لهذه الحرب ان تنتهى طال الزمن او قصر. والبداية الصحيحة لانهائها تبدأ بتنفيذ مقررات مؤتمر جدة….و….الخ

ومرحلة ما بعد الحرب تقتضى اقامة فترة انتقالية جديدة مدتها خمسة أعوام ويكون قوامها عمالقة ورجال دولة اقوياء من الطراز الاول من الخبراء والتكنقراط . وانهاء الهمجية والعبث السياسى الذى يسود الساحة السودانيه وهو بكل اسف من اسباب استمرار الحرب اللعينة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى