أخبار

*صبري محمد علي: بعد الحرب هل ستُودِع الجزيرة طيبتها الزائدة (٢-٢)؟* 

سأحاول في هذا المقال أن أُجيب على السؤال الذي أخترته عنواناً لهذا المقال والذي سبقه هو ….

*(بعد الحرب هل ستُودِع الجزيرة طيبتها الزائدة َ؟)*

أقول نعم وهذا الذي يجب أن يكون !

هل منكم من سمع أن هُناك حصة خُصِصت لولاية الجزيرة من إيراد مشروع الجزيرة أو الطرق القومية المُتقاطعة أو حتى ما يقع ضمن أراضيها من مشروع الرهد؟

أسوة بما ظلت تنعم به ولايات البترول والتعدين من تنمية وبنية تحتية من ما يُعرف لدى الشركات (بزيت التكلفة) بتخصيص نسبة متفق عليها لتنمية القري المجاورة لموقع المشروع بل وتخصيص نسبة معتبره لها من الوظائف والعمالة

فأين نصيب الجزيرة من مشاريعها القومية؟

اغنية ….

*في الجزيرة نزرع قُطُنّا نزرع نتيرب نحقق آمالنا ؟*

هل هُناك شئ آخر؟

فكل الجزيرة نهضت وإزدهرت بسواعد أبنائها وبالعون الذاتي

فبعد الحرب وإستواء سفينة الوطن على جودي السلام والتنمية فيجب أن يكون للجزيرة صوت واحد لا أصوات متعددة ومُتشاكسة

وذلك بتشكيل لجنة عليا تحت أي مُسميً

 *تُعني بنهضة الولاية*

 وإن إستدعى الأمر فليكُن حزباً سياسياً مُسجّلاً بإسم الولاية

 أول شروطه هو الإنتماء لهذه الأرض و بالميلاد

*لجنة أمن الولاية*

يجب أن لا تتوقف عند أمن المحلية فالجزيرة أحوج ما تكون خلال المرحلة القادمة للجنة أمن القرية ولجنة أمن الحي ولجنة أمن الفريق ولا بأس أن يُبني ذلك على لجان الخدمات القائمة وتضاف لها مُهمة حفظ الأمن فما المانع أن تسمي ب *لجنة الأمن والخدمات* بالحي الفلاني مثلاً ! ما المانع

فلا يُعقل أن تظل الجزيرة بهذه (السيولة الأمنية والطيبة) ولا يُعقل أن يكون بين كل قرية وقرية (كمبو) فأين حق أصحاب الأرض الأصليين من هذا الحصار المُتعمد

أرأيتم إن رغب أهل الجزيرة في إنشاء مثل هذه الكنابي في مواقع لقبائل أخرى داخل أراضيهم أكان سيُسمح لهم ؟

لا أظن ذلك

وحتي لا يُفهم من حديثي أنني أدعو لعنصرية مناطقية فعندما أقول إنسان الجزيرة أعني به النسيج الذي يسكنها منذ عشرات العقود وهو بالطبع نسيج متجانس وجامع لأهل السودان ومن قبائل شتى

 فقط يحتاج لتنطيم وتقنين وإعتراف الدولة بما يرتضونها من تنظيمات تمثل أهل الجزيرة أمام الحكومات وتلبية مطالبها

أتذكرون ما عُرف ب (تنسيقية الكنابي) التي أنشأتها قحت فذلك كان أول خنجر مسموم في خاصرة الولاية لشق نسيجها الإجتماعي المتعايش بسلم منذ مئات السنين .

فهل إنتبه إنسان الجزيرة لذلك ؟

أعتقد أن الجزيرة ينتظرها (إعادة ضبط) بواسطة أبنائها لا بواسطة الحكومة

ضبط في كل شئ

 الأسواق

النظافة

صحة البيئة

القضاء على العادات الدخيلة والسالبة

يا سادتي كل العالم من حولنا يحتكم لمواعيد التسوق والنوم والحركة ليلاً إلا نحن في هذا الوطن المأزوم بسبهللية أبنائه وحكامة على حدٍ سواء

بالله عليكم ….

هل يُعقل أننا شعب (كِييف) لدرجة أن يظل شبابنا يتحلقون حول (ستات الشاهي) حتى الثالثة صباحاً !

أين دور المجتمع وإنسان الجزيرة من تنفيس هذه الطاقات داخل نوادي الأحياء والقري والمناشط الرياضية والمنافسات النافعة

لماذا تركنا شبابنا لستات الشاي وبعدها نتباكى عن كيف تغزونا المُخدرات

أعتقد نحن في أمسّ الحاجة لجزيرة خالية من هذه الفوضى و يجب أن تُشْرّع لها القوانين وتردعها السلطة والسطوة !

بوليس السوراي يجب أن يعود وينتشر ليعُم مُدُن و قرى الجزيرة وتُفسح له الميزانيات للتوظيف والتأهيل .

الجزيرة بعد هذه المحنة يا سادتي يجب أن تبتعد عن الأحزاب وتنصهر في حزب واحد هو *حزب الجزيرة*

فمن يؤمن بتنمية ورفاهية ورخاء الجزيرة فليدخله ومن لم يؤمن فليذهب لاحزاب الخرطوم والكرتون

*(الناقِصنا شنو)؟*

أتسآءل بدهشة !!!

الثلاثاء ١٥/أكتوبر ٢٠٢٤م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى