أعمدة

*صبري محمد علي: بعد الحرب هل ستُودِع الجزيرة طيبتها الزائدة (١-٢)؟*

أعتقد جازماً أن ليس هُناك ولاية ظُلمت وعلى إمتداد الحقب الحاكمة وحتى أكون دقيقاً في الوصف منذ حقبة الراحل نميري وحتي يومنا هذا

مثلما ظُلمت ولاية الجزيرة

فقد ظلت هذه الولاية تُعطي بلا مُقابل وتُكرم بلا مِنّة حتى نشأت بها أجيال من قبائل شتى ومناطق مُتعددة لا تعلم لها أباً ولا أماً إلا الجزيرة

فالجزيرة المشروع

والجزيرة النيل

والجزيرة التُرع

والجزيرة الغابات

 والجزيرة الجُرُوف

والجزيرة التجارة

والجزيرة (أبوسنون) و (بابكر الكارس)

والجزيرة (آدم شيّة)

والجزيرة حسن جاد الله للأسماك

والجزيرة (أم سويقو)

والجزيرة (أبو ظريفة الفول)

 والجزيرة أحمد بُقجة أمهر صانع مراكيب عرفتة مدني أوائل الثمانينيات

و هي المدبغة

و هي الجامعة

و هي (حلويات سلا)

والجزيرة المناقل والحوش والحصاحيصا وأبقوته والمحيريبا

وهي بيضاد وبويضاء و ود السيد و الجنيد المصنع

 والجزيرة هي ….

(نوح) أشطر كهربائي عرفة السوق الصغير بمدني

أسألوا كل هؤلاء وغيرهم من أين أتوا ؟

 ألم يأتوا من مُختلف بقاع السودان فهل منهم من أصابه (رايش) لفظي من سكان الجزيرة الأصليين ناهيك عن الأذي او الإضطهاد

ظلت الجزيرة خارج مُعادلات التنمية الحقيقة يوم أن إتجهت أنظار الحكومات نحو إنسان الشرق و دارفور ومروي فلم تتذمر الجزيرة بل أسهمت بأبنائها في ذلك النفير الوطني بطيبة أو جهلاً أو

 (عمىً حزبي)

سمّه ما شئت

رغم فقر أهلها وحوجتهم لخدمات الصحة والتعليم

*ففي هذه البوتقة* (المُتجردة) من كل عُنصرية ومناطقية تشكلت الجزيرة

السماحة

 والطيبة

 والمحنّة

إنسان طيب كريم متسامح قنوع مُطيع لولاة الأمر

يدخل يده في جيبة قبل (بيرويقراطية) الحكومات فيسبقها …..

إنسان يُسعده الكرم (حدّ) البُكاء

فجملة *(العون الذاتي)* خُلقت هُنا بالجزيرة

أشيروا عليّ أيها الناس

و لأي قرية إن شئتم

وقولوا لي بربكم

مَن مِن قُرى الجزيرة لم تُشيد مدارسها وشفخانتها ومياهها وكهربتها بالعون الذاتي !

أين حق هذا الإنسان الطيب (المؤدلج) بإحترام الحكومات والطاعة و الطيبة الزائدة

 وعدم الخروج عليها

أين هذا الحق المشروع من التنمية والرفاهية؟

لا شئ

 أليس كذلك ؟

بل و أين حقها المُستحق من أبنائها الذين ربتهُم صغاراً و تسنموا أعلى المناصب بالدولة؟

و لماذا أصبح ولاءهم للحكومات والأحزاب أكبر من ولائهم للجزيرة الوطن الأم و مراتع الصبا …!

(نواصل بإذن الله)

الأثنين ٧/أكتوبر ٢٠٢٤م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى