أعمدة

عمار العركي يكتب: بمناسبة زيارة أبي احمد بورتسودان

*عمار العركي يكتب بمناسبة زيارة أبي احمد بورتسودان :*

*هل يُعيد تاريخ العلاقة نفسه ؟*

*(المقال أدناه سطرناه فى فيراير 2022م، إبان تصاعد الأحداث الحدودية على آراضى الفشقة وتوقعنا في خلاصة المقال حدوث إختراق وعودة العلاقة الى طبيعتها ، فيما بعد تمكن جهاز المخابرات العامة بإعادة ترتيب الملف وإحداث إختراق إنطلاقاً من ترتيبه للقاء نيروبي الإختراقى التفاهمي الشهير بين البرهان وابي احمد فى 2022/7/5م على هامش قمة إيقاد بنيروبي ، حيث ثم تطوير ذلك الي تطبيع كامل بلقاء لوفدي البلدين بحضور الرئيسيين ومديري مخابرات البلدين في 15 أكتوبر 2022م علي هامش منتدى تانا العاشر للأمن والسلم الذي أقيم في مدينة بحر دار الإثيوبية)* :

*السودان و اثيوبيا وكيميائية العلاقة*

*عمارالعركى*

*13 فبراير 2022م*

_____________________________

▪️ عناصر كيمياء العلاقات والروابط السودانية الأثيوبية – بكل أشكالها – وعند تفاعلاتها علي مر التاريخ السياسي خلال الثلاثة عقود الماضية والتي شهدت سيطرة نظاميين متحالفين (الإنقاذ والمؤتمر الوطني في السودان – وياني التقراي في أثيوبيا)، وتمكنا من حكم البلدين وفق إسترتجيات وأنماط متشابهة لحد كبير خلال تلك الفترة.

▪️مثلما أفرزت كيمياء العلاقة وروابطها المشتركة أنظمة حاكمة متشابهة، ووفق المعادلة (الكيمسياسة) كان لأبد من إفراز معارضة متشابهة، نتج عنها إستنساخ ثورتين متزامنتين علي درجة عالية من تطابق وتماثل البدايات والنهايات.

▪️نجد ذاك التطابق من حيث وحدة(الأسباب والدوافع ، الوسائل والأدوات ، النتائج)، تخللها تطورات وتداعيات أفضت إلي الواقع السياسي الراهن في البلدين.

▪️فالثورتين قامتا ضد نظاميين متحالفين بسبب الغُبن والإحتقان ، مدفعوتان بمطالب الحرية ،العدالة السلام ،ووقودها وعمودها الفقري (الشباب) ،ووسائلها تمثلت في الإحتجاجات السلمية وكانت وسائل ووسائط التواصل الإجتماعي الأداة الرئيسية في نجاح الثورتين وإزاحة حكم المؤتمر الوطني والتقراي.

▪️كان ذلك قبل أن تتم سرقة الثورتين من قبل قلة سيطرت علي المشهد الثوري لأحقا وفق ميلاد تحالفات سياسية (قوي الحرية والتغييرفي السودان- وحزب الإزدهار في أثيوبيا)، قبل أن ينفرد أبي أحمد الأمهرا في أثيوبيا وألأحزاب الأربعة في السودان بالسلطة بعيدا عن حواضنهم السياسية.

▪️تتابعت خطوات سرقة الثورتين والسعي خلف تمكين تحالف الأقلية الحزبية ( الأحزاب الأربعة ورئيس الوزراء حمدوك – في السودان) و(أقلية قومية الأمهرا ورئيس الوزراء الأثيوبي أبي أحمد)، والشاهد في الأمر عجز الرجلين في الإصلاح والتصدي لممارسات حلفائهم وحواضنهم السياسية فكانت مساعي التمكين والسيطرة المنفردة بدعاوي تفكيك نظامي التقراي والمؤتمر الوطني وإقصاء رفقاء النضال الثوري تحت دعاوي فلول ونظام بائد ،وتحقيق مكاسب مادية وسياسية شخصية ضيقة أفضت إلي أزمات أمنية وسياسية وإقتصادية مشتركة تهدد وحدة وإستقرار البلدين (الفشقة ،شرق السودان ، سد النهضة ،المواجهات العسكرية علي الشريط الحدودي والأقاليم المتأخمة والمتداخلة بين البلدين (التقراي ،بني شنقول ،الأمهرا).

▪️فيما بعد ، المشهد السوداني أفرز إنقلاب وتغيير سياسي بتخطيط عسكري كنتيجة حتمية لتلك التطورات والتداعيات بدعوي تفادي المهددات والمخاطر وإستراداد الثورة وتصحيح مسارها بحسب بيان القائد العام لقوات الشعب المسلحة السُودانية.

▪️بينما المشهد الأثيوبي في طور تخلق وإفراز وشيك “لحوار وطني” نادى له آبي احمد ،بعد أن خبأ صوت البندقية ووضعت الحرب أوزارها ،

▪️المتابع الملم “بكيمياء وتركيبة العلاقات السودانية الأثيوبية” ، لا يستبعد حدوث إختراقات إيجابية في ظل هذه التناقضات ، نسبة.لأن العلاقة في أصلها قائمة علي معطيات وعوامل “شخصية” ،”ممثلة في مصالح تكتيكية مؤقتة” خاصة بأنظمة حاكمة ومؤسسات محلية في البلدين ، ليس لديها علاقة بإلإستراتيجيات التي تقوم علي النمط التقليدي المعروف.الذي يوائم بين ” المصالح الخاصة لكل بلد ، والمصالح المشتركة بين البلدين “

▪️كذلك.نجد هنالك اختلال في “التركيبة الداخلية” في كل بلد نحو كيمياء العلاقة البينية – فالأمهرة الشريك النافذ في حكم اثيوبيا – لديها رؤي وزاوية نظر مغايرة عن شريكها الآخر – آبي احمد ومكونات الحزب الحاكم

▪️ذات_الوضعية ، قد نجدها بين شركاء الحكم في السودان الممثل في المكونيين العسكري والمدني – وان كان بدرجة أقل.

▪️هنالك العديد من الأمثلة والشواهد التى تؤكد على تطابق وتماثل العوامل والعناصر التى تصنع المشهد الداخلي لكل بلد ، وتكاد تكون نسخة واحدة منذ انطلاقة الإحتجاجات والثورة الأثيوبية في العام 2015 حتى 2017م ، قبل،أن تنتقل العدوى للسودان بذات الأبعاد والأهداف الثورية للسودان 2017 حتي 2019م ، ومن ثم توالت المتشابهات وتداعت الاوضاع فى تماثل وتفاعل على كافة المستويات وصولا لمحطة متشابهة – وهي محطة “الحوار الوطني” – الذي بدأ الحديث عنه والعمل لأجله فى البلدين.

▪️ *خلاصة القول ومنتهاه:*

▪️ بالرغم تدهور العلاقات إثر التوتر الحدودى فى الفشقة والإفرازات السالبة ، ولكن من خلال الواقع والوقائع، مقرونة بمستجدات طرأت على مواقف آبي احمد وحكومته ، وأخرى طرأت على واقع السلطة الإنتقالية فى السودان ، وفي ظل التوجه الدولى والإقليمي والمقرون بتحركات نحو التسويات والحلول ، وإنطلاقاً من طبيعة العلاقة وتفاعلاتها (الكيمسياسية) فلا استبعد حدوث إختراق إيجابي علي مستوي الداخل الأثيوبي السودانى ، وعلى مستوي العلاقات السودانية الأثيوبية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى