أعمدة

(مالك عقار) رجل يغرد خارج سرب الدولة

بقلم/صبري محمد علي (العيكورة)
نعم هناك تحسن طفيف قد حدث لخطاب السيد مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة المعين حديثا .
في وصفه مؤخرا لما يحدث بالسودان انه تمرد جاري معالجته .
خطوة ايجابية ولكنها خجولة عن حديثه سابقا عند تسلمه المنصب حين وصفه (بالنزاع بين الطرفين)

وانه قد قبل المنصب ليس بديلا لاحد !

وكانه بذلك يٌفرغ القرار من شطره الاول إعفاء اولا ثم تكليف .

السيد مالك …
ظل ومنذ تكليفه في (١٩) مايو الماضي ماكثا بمدينة جوبا يتحدث
(اقول يتحدث) بلا فعل

ولا استنهاض للعالم الحر و مجهود لاغاثة شعبه ولا ولا

ظل يتحدث …..
وكانه محلل سياسي يحدثنا بين الفينة والاخرى عبر رسائل (الواتساب) عن اتصالاته التى اجراها وليس عن افعاله !

لم يجد …..
السيد عقار إلا اصدقائه القدامى ليتحدثوا بلسانه فهرع الي زميل التمرد القديم الرئيس سلفا والرئيس الكيني و اختاروا جيبوتي الساحلية مقرا لقمة مصغرة بعد ان اضافوا لها الرئيس عمر قيلي و ممثلا (للايقاد) كغطاء دبلوماسي ليس إلا .

بل استمر السيد عقار في حشد المزيد من الاصدقاء فحصل علي تطمين من صديقه رئيس الوزراء الاثيوبي آبي احمد باستعداده للسفر للخرطوم في اي وقت للقاء البرهان .

ولكن هل ذهب مالك الي جيبوتي ام لا ؟ هذا ما لم اجد له اجابة واغلب ظني انه سيظل مٌتنقلا بين نيروبي وجوبا ولن تكن اي مدينة سودانية هي خياره على الاقل حالياً

ولكن …
ما اكدته وكالات الانباء هذه الايام ان هناك هجرة مكثفة من قيادات (قحت) نحو كينيا وهذا ما يفسر خطوات عقار المتسارعة لمحاولته انقاذ ما يمكن إنقاذه من بقايا تمرد الدعم السريع تحت مظلة افريقية ولو عبر قمة مصغرة

وسيبقى هو بعيدا كمتلقي للمبادرة و سيتولى استلام مخرجاتها وتسويقها كما يفعل الان وشكر الرؤساء على مجهودهم

ولكن حسنا ….
فعلا السودان ان بادر برفضها على لسان وزارة الخارجية لاسباب تتعلق برئاسة كينيا للايقاد عوضا عن السودان كما هو مفترض تراتيبيا .

السيد عقار …..
قال (للجزيرة مباشر) بالامس ان هناك مقترح لقاء بين رئيس مجلس السيادة والقائد العام للجيش الفريق البرهان وبين قائد قوات الدعم السريع الفريق حميدتي (هكذا نقل عنه حرفيا)

لم ينعت الدعم السريع بالقوات المتمردة ناهيك عن (مليشيات) او زعيمها بالمتمرد
وقال إن هذا اللقاء مخطط له ان يتم خلال اسبوعين !
ويقول (إن تم) فسيناقش ثلاثة محاور هي ….
وقف اطلاق النار و تقديم المساعدات الانسانية والعملية السياسية المستقبلية بالسودان

وهذا هو عين ما تنادي به (قحت) تماما و ما يفسر ايضا ثمار الهجرة الى (نيروبي) !

اعتقد ان …..
السيد عقار ما زال يغرد خارج سرب الدولة خلال هذا المنصب الذي يُحتم على صاحبة القومية والوطنية الحقة كممثل لكل الشعب السوداني
ولكني اعتقد ان ….
عدم اداء عقار للقسم هو ما يجعله حرا بلا رقيب يلهث خلف استغلال لسان الحكومة لتحقيق مأرب حركته القديم هو (الحكم الذاتي) !

وعلى الفريق البرهان ….
ان ينتبه لخطئه الذي ارتكبه في اختيار عقار والذي يستوجب (برأيي) تصحيحة في اقرب فرصة ممكنه .

في سؤال للسيد عقار ….

عن متى التقى (حميدتي) قال ….
إن اخر اتصال له كان بتاريخ (١٩) مايو الماضي ! وهو ذات التاريخ الذى اعفي فيه حميدتي وكٌلف عقار !
و اذا ربطنا بين تاريخ ما اشيع عن مقتل حميدتي نجده كان قبل هذا التاريخ و هذا ما يضع كلام عقار داخل دائرة الشك .
فهل كذب عقار ؟

شخصيا ارجح الاتي …
ان حميدتي في ذمة الله بعد ان نعته عشيرته واهله شعرا ونثرا

وما (قصة) اللقاء المزعوم التى يروج لها عقار إلا خُطة لانتزاع موافقة البرهان و بالتالي يعني الاعتراف ضمنيا بالطرف الثاني و بحميدتي كنائب له
وبالتالي يصبح قرار البرهان بالاعفاء كأن لم يكن .
و هنا ….
من المتوقع جدا
الانتقال بالخطة الافريقية للخطوة التالية وهي ….

قبيل اللقاء المزعوم
الادعاء بانه لظروف صحية طارئة حالت دون حضور حميدتي و إن من سينوب عنه في الاجتماع هو فلان الفلاني !

ختاما اعتقد ان كل هذه (السيناريوهات)
تقف خلفها دولة الامارات
في محاولة اخيرة لاسترداد بعضا من (ماء الوجة) عبر البوابة الافريقية بعد الهزيمة النكراء التي منيت بها بالخرطوم وما اكثر الادلة وما اوضح القرائن .

ويجب على السودان ….
ان لا تنطلي عليه مثل هذه الآعيب السياسية مهما تقاطرت

كذلك لا يفوتني ان السيد عقار قال …
للجزيرة إن المطلوب الآن هو وقف الحرب وليس الحديث عن من بدأها وان الحروب تنتهي على طاولة التفاوض!

وهنا يجب ان نذكر السيد عقار …
ان الحروب ايضا تنتهي بهزيمة احد الطرفين او هروبه كما هرب هو الي جوبا (جريا) يوم ان تمرد على الانقاذ حين كان واليا للنيل الازرق ! اليس هذا ما حدث بالضبط يا مالك؟

اعتقد انه …..
وفي ظل إنشغال قائد الجيش بتطهير بقايا التمرد فما على الخارجية الا ان توصد جميع الابواب امام كافة المبادرات المطروحة مهما تلونت بل وترفض حتى مبدأ الاستماع لها باعتبار ان البلاد في حالة حرب و ان الاولوية هي لدحر التمرد اولا
وبعدها ….
فلكل حادث حديث .

اما عن اختيار السيد عقار لهذا المنصب

فبكل تأكيد لم يكن موفقا وما علينا في ظل نظرية السيئ والاسوأ وافضل السيئين المتاح حاليا

إلا ان ….
نصبر ولكن في ذات الوقت يجب علينا كإعلاميين وكتاب ان لا نهمل جانب المتابعة والتبصير وتمليك رؤيتنا للمواطن حيال المواقف المهزوزة التي لا تصب في مصلحة الوطن .

وبعد انجلاء هذه الازمة قريبا بإذن الله وتشكيل حكومة تسيير مهام فعندها فسيعود السيد عقار (دلدولا) كما كان بمجلس السيادة يستقبل الضيوف ويكرمهم و يتقاضى راتبه كما الآخرين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى