أعمدة
عصب الشارع – صفاء الفحل | تجييّش الشمال المُسالم
ظل أهلنا في شمال البلاد يعيشون في سلام وأمان على مرّ التاريخ، وهم ينأون حتى عن الجرائم الصغير، إلا سعادة الفريق (البرهان) وفي سابقة تعد الأولى من نوعها، وفي ظل السيولة الأمنية يساهم في دعم مجموعة تسمى نفسها (بقوات درع الشمال)، ويعمل على حمايتها وهي تعقد اجتماعا داخل أحد أندية قرى (تنقار) تدعوا من خلاله الحضور للإنخراط في صفوفهم مع الوعد بتسليحهم، ويأتي ذلك تزامناً مع الأحداث التي تقع في ذات الوقت، ويتم فيها تقدم عدد من معتقلي (تنقار) لمحكمة جنايات دنقلا.
محاولات تجييش ابناء المنطقة وتسليحهم تتم تحت نظر السلطات الرسمية الموجودة في منطقة (خناق)، التي قامت قبل فترة بحملات شعواء للقبض على العزل والأبرياء من أبناء المنطقة بلا تهم واضحة، ثم تأتي وتلتزم الصمت في مواجهة من يدعون جهاراً نهاراً لحمل السلاح، الأمر الذي يوضح تماماً من يقف وراء هذا العمل وأهداف هذه الميليشيات.
عمليات التجنيد التي تتدثر بعباءة (قضايا المنطقة) وهي بعيدة تماماً عن قضايا أصحاب المصلحة الحقيقيين، هي استمرار لعمل اللجنة الأمنية الكيزانية لتحويل الدولة السودانية لثكنة عسكرية لتفتيت الوطن للسيطرة عليه حتى وأن كان ذلك عن طريق تقسيمه.
ستواصل بكل تأكيد اللجنة الأمنية تجاهل التحركات المشبوهة للكيزان، تحت غطاء ما يسمي بدرع الوطن داخل قرى شمالية، ومحاولات فلول وبقايا العهد المباد لتقديمهم لجماهير المنطقة في سقطة أخلاقية سيقف عندها التاريخ كثيرا، رغم الثقة في شباب المنطقة ولجان المقاومة والوعي المتعاظم الذي يعتبر السلاح الحقيقي لثورة ديسمبر العظيمة، وسلاح السلمية الذي سيظل مرفوعا مهما تعاظمت المؤامرات وتحركات تجار الأزمات والحروب وعاطلي الهمم الذين يراهنون على دماء الأبرياء ونشر خطاب العنصرية والكراهية.
نحن على ثقة بأن أهلنا الشرفاء على إمتداد المنطقة النوبية، سيعملون على تفويت الفرصة على المتربصين وتجار الأزمات، ونحن على ثقة بأننا وبتكاتفنا قادرين بكل تأكيد على هزيمة مشاريع الوهم، التي يحاول الطغاة عبر وكلائهم زراعتها في المنطقة، ولن يتأتى ذلك سوى بقفل الطريق أمام هؤلاء المغامرين بالتمسك بسلاح السلمية، والوقوف كتفا بكتف أمام هذه الحلقة الجديدة من حلقات التآمر المفضوح على مكتسباتنا وتاريخنا وحضارتنا التي كان أساسها الوعي والسلم.
كلنا ثقة في شباب تلك المناطق ولجانهم الثورية ولجان مكافحة التعدين وقدرتهم على صد تلك الهجمات التي تستهدف المنطقة ونهب ما تبقى من خيراتها، بعد تحويلها لثكنة عسكرية وجرّ المنطقة الى حرب لا ناقة لها فيها ولا جمل، وسيظل أهلنا هناك مثال للسلمية التي تنادي بها الثورة.
والثورة ستظل مستمرة
والقصاص أمر حتمي
الجريدة