مبعوثة أوروبية تحث العسكر على تشكيل حكومة مدنية
الخرطوم: سودان بلا حدود
حثت مدير إدارة أفريقيا بالإتحاد الأوروبي، السفيرة ريتا لارانجينا المكون العسكري على تشكيل حكومة مدنية. وقالت ريتا خلال لقائها رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، ونائبه الفريق أول محمد حمدان دقلو أن زيارتها للسودان، تأتي في إطار دعم العملية السياسية في البلاد، وأشارت إلى أن رسالة الإتحاد الأوروبي، للسودانيين، تتمثل في ضرورة التوصل إلى إتفاق وتشكيل حكومة مدنية. وأكدت المبعوثة الأوروبية إستعداد الإتحاد لتقديم الدعم والمساندة للسودان، خاصة في مجالات الزراعة والمساعدات الإنسانية بما يحقق التنمية والإستقرار. وكشفت السفيرة ريتا متابعة الإتحاد الأوروبي للأوضاع السياسية في السودان وتشجيعه ودعمه للعملية السياسية، مشيرة إلى ضرورة إنهاء الخلافات من أجل تحقيق تطلعات الشعب السوداني.
والأسبوع الماضي أكد رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إلتزام القوات المسلحة بالإنسحاب من العملية السياسية، وتشكيل حكومة مدنية ذات قاعدة واسعة تقود البلاد خلال ما تبقى من الفترة الإنتقالية. وأشار البرهان لدى لقائه، مدير الدائرة الأفريقية للعمل الخارجي بالإتحاد الأوروبي ريتا لارانجينا إلى تطلعه لأن تمضي العملية السياسية بسلاسة إلى نهاياتها. معرباً عن أمله في توافق جميع الأطراف بما يحقق الخروج الآمن للبلاد من الأزمة السياسية الراهنة وصولاً لإنتخابات حرة ونزيهة.
من جانبه أعرب نائب رئيس مجلس السيادة، الفريق أول محمد حمدان دقلو، خلال لقائه بالمبعوثة الأوروبية، عن تقدير السودان لجهود الإتحاد الأوروبي، الداعمة لإستقراره والمنطقة، مؤكداً أهمية التعاون والتنسيق المشترك، في القضايا والموضوعات التي تهم الجانبين. وجدد نائب رئيس مجلس السيادة، إلتزام المؤسسة العسكرية، بالخروج من العمل السياسي، وتشكيل حكومة مدنية تلبي تطلعات الشعب السوداني.
وبشأن هذه التطورات أكدت الباحثة والمهتمة بالشؤون الدولية رفيدة الشيخ أن العملية السياسية الجارية حالياً في السودان تحظى بإهتمام دولي وإقليمي كبيرين، وتمنت أن تكون النهايات مرضية لتطلعات وآمال الشعب السوداني. وشددت الباحثة على ضرورة دعم الإتفاق الإطاري، ليكون هو منصة للحل السوداني الذي يخرجنا من دائرة الفوضى. وقالت رفيدة أن الإتفاق الإطاري إستطاع جمع أكبر قدر من توافق القوى السياسية في السودان، ويجب دعمه، والمضي قدماً حتى توقيع الإعلان السياسي، الذي يفضي إلى تشكيل حكومة مدنية تقود ما تبقى من عمر الفترة الإنتقالية، وصولاً إلى الإنتخابات.
وحول وعود المبعوثة الأوروبية بدعم الإتحاد الأوروبي للسودان في مجالات الزراعة والمساعدات الإنسانية، قالت رفيدة أنه وبغض النظر عن زيف الوعود الأوروبية والتي تبقى فقط مجرد كلمات بلا تنفيذ، فإننا يجب أن نحثهم على مزيد من الدعم للإتفاق الإطاري والوقوف إلى جانب الشعب السوداني حتى لا يتنصلوا عن وعودهم. مشيرة إلى أن كثير من الوعود الغربية بقيت حبيسة الأدراج، ولم ينفذ منها شيئ، مؤكدة أن إعتماد السودان على موارده وثرواته وقواه العاملة هو المخرج الحقيقي من الأزمات التي تحيط بنا. ونبهت الباحثة رفيدة إلى أن تطاول أمد العملية السياسية يؤدي إلى تدهور الأوضاع الأمنية والإقتصادية، ويفتح الباب واسعاً أمام عودة أنصار النظام السابق، ويجب إنهاء هذه التوترات بالتوقيع على الإعلان السياسي، وتشكيل الحكومة.