أعمدة

صبري محمد علي؛ الموت عطشاً إن الله ساُئلك يا برهان

الاخبار المفزعة عن حالات الموت اليومية عطشاً وجفافاّ التي حصلت في الآونة الأخيرة للسودانيين الفارين من جحيم الحرب الباحثين عن الأمن أو العلاج أو التعليم أو لمّ شمل الأُسر

المعاناة أكبر من أن تُوصف

العطش

مخاطر القيادة المتهورة للمهربين لسعات العقارب

 حرارة شمس تجاوزت الستين درجة مئوية ..

لست في حاجة أن أحكي فبالوسائط ما يُقطع نياط القلوب من مآسي

 نداءآت مِن مَن ذاقوا مرارة التجربة للآخرين بأن لا يأتوا الى جحيم صحراء أسوان و مصر

نداءآت مُشفقة إن كان لا بد من الموت فموتوا في وطنكم

 لا أن تعايشوا مرارة جرعة ماء هي الفارق بين الحياة والموت بمئتي جنية وأنى لمن في تلك الفيافي من مال أو إتصال !

 لمن كتبت لهم النجاة فقد عبروا التجربة المريرة في شهور الشتاء ورغم المخاطر ولكن الطقس كان أرحم بهم

أما الآن وفي لهيب هذا الصيف الحارق

 فلا وألف لا

نطلقها عاليه .

ولمن يتسآءل و لماذا التهريب وليس عبر الطرق الرسمية ؟

 أقول لا تسألني ….

 فقد ماتت الإنسانية والمروءة وفي الجانبين الرسمي والشعبي للسودان ومصر على حدٍ سواء

 وأقولها بكل شجاعة و بالصوت العالي

تأشيرة دخول تجاوزت الثلاثة ألف دولار !

نعم وقبل ترفع حاجب الدهشة ترفق بنفسك عزيزي القارئ فكلهم سينكرونها

فمصر ستقول إن تأشيرتها بلا مقابل !

ومن سيهمس لك بالحل هم من يحرسون أبواب القنصلية أو الوكالات

ولك أن تفهم المُسلسل !

فما أكثر مُستغلي الوظائف الحكومية من الجانبين .

 وما أكثر السماسرة مِنّا و منهُم

وما أكثر النصابين المُتاجرين بالأزمات والحروب مِنّا ومنهُم .

لذا كان التهريب هو (الموت الرحيم) والأرخص

وصدق من قال ….

وإن لم يكن غير الأسِّنة مركبُ فما حيلة المضّطرِ إلا الركوب !

ولكنّنا ….

*سنطرق باب مجلس السيادة بعنف*

*بل وسنركله ركلاً*

أن أصحوا أيها القادة فإن الله سائلكم عن هذا الموت المجاني

أليس منكم من يُفكر !

أين وزارة الرعاية الإجتماعية و وزيرها أحمد بخيت

أين مفوضية العون الإنساني ومفوضها السيدة سلوى آدم

أين رئيس مجلس الوزراء المُكلف الأستاذ عثمان حسين

أين الخارجية

أين (صائم ديمة) وزير الإعلام

أين الصحة

أعجزتم يا هؤلاء أن تستنهضوا الجهد الشعبي والرسمي لإقامة مّعسكرات مُجهزة بالولايات الآمنة لإيواء أبناء وبنات وطنكم !

ما الذي ينقصكم ؟

الخيام أم مياه النيل أم تمر الشمالية أم القمح !

أين أنتم …

أيها العاجزون إلا عن العجز المُتواتر .

أين أنتم يا من إستمرأتم النوم وإسترخصتم النفس السودانية فمن لم يمُت بغدر التمرد مات بعطش الصحراء و بإهمالكم !

لا أدري كيف تهنأون بنوم و تتلذذون بطعام وشعبكم بين نازحٍ ومشردٍ

أين حكومتكم أيها السلحفائيون الجدد !

بالله هل أنتم تقربون الصلاة؟ وتعلمون أن في كل كبد رطبة أجر

 بالله هل قرأتم ما قاله الفاروق عمر رضي الله عنه عندما سمع من أم الأيتام القصة

(ليت أم عُمر لم تلد عُمراً)

 قيلت في هذا الموقف !

 فدعكم عن (بغلة) العراق

سئمنا الوعود …

 يابرهان وأعضاء مجلس السيادة عن الحكومة القادمة

 أليس لكم علم وفهم آخر فتخرجوه لشعبكم غير هذه البضاعة البائرة من الوعود البراقة التي لم ترى ولن ترى النور في ظل هذه القيادة الكسيحة لمجلس الوزراء وطناش مجلسكم المؤقر

فأتقوا الله ياهؤلاء

 فالأمر ليس مستحيلاً إذا توفرت الإرادة والعزيمة ولكنه يحتاج لرجال

لا يعرفون متى أشرقت الشمس ومتى غربت !

ولكن ….

*(من يُصلح الملحُ إذا الملحُ فسد)*

أستفغر الله العظيم

الأثنين ١٠/يونيو ٢٠٢٤م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى