صبري محمد على: *الفريق إبراهيم جابر.. كيف تستثمر اللقاءات الصحفية
توقفت عند سؤال القناة الرابعة البريطانية للفريق أول ركن مهندس إبراهيم جابر مساعد القائد العام وعضو مجلس السيادة ضمن لقاء لم أتمكن في الحصول عليه كاملاً حتى لحظة كتابة هذا المقال
والسؤال كان عن دعم الأمارات للمليشيا المتمردة والحوار الذي جاء باللغة الإنجليزية بينه وبين محاورته البريطانية ليس بينهما ترجمان
والحق يُقال …
فقد جاءت لغة سعادة الفريق (جيدة) وبسيطة المفردات مُبرأة من عيوب النطق .
بدأ الفريق هادئاً إلا أن حركة إبهامي اليدين الأثنين في حركة دائرية يفسرها عُلماء لغة الجسد بأنها نوعاً من أنواع التوتر المخفي
مُدة السؤال الذي توقفت عنده مع إجابته لم تتعد ال (٥٣) ثانية
و كان السؤال هو ……
هل ذهبتم للأماراتيين وطلبتم منهم وقف دعمهم للمليشيا ؟
طبعاً جاء ذلك عطفاً على تأكيد الفريق على مسألة الدعم الأماراتي للمليشيا
السؤال يبدو سهلاً ولكنه كان مصيدة لم ينجح الفريق من الإفلات منها (برأيي)
لو كان للرجل رصيد حوارى لنجح
ولكن كعادة العساكر
(واحد زائد واحد يساوي إتنين)
وهذه في عالم السياسة
إجابة خاطئة أن لم تتبعها
بكلمة (و لكن …..)
الفريق قال لمحاورته ….
نعم تحدثنا معهم !
وكان يُمكن أن يتوقف هُنا
ولكنه أسهب في الشرح عن جُزئية هو غير معني بها وهي
(ماذا كان رد الأمارات لكم)
دون أن تسأله عنها (كما فهمت)
وحتى على فرضية أنها سألته فكان بإمكانه تجاوز الإجابة عليها كونها تمثل قناعة طرف مُعاديٍ لك
فقال إن إجابتهم كانت
بأن لديهم منطقة تجارة حُرّة وبإمكان أي أحد أن يشتري الأسلحة وينقلها الى حيث يشاء !
فكم تمنيت ….
لو إكتفى سعادة الفريق بنعم تحدثنا معهم .
ثم لاذ بعدها بالصمت
ليترك لها حُرية البحث عن السؤال التالي ولكنه كفاها عناء البحث !
ولو كنت مكان الفريق جابر …
لانتهزت هذه السانحة وحدثتها عن سعي السودان خلال منابر المجتمع الدولي التي طرقها
و لحدثتها عن شكواه أمام مجلس الأمن الدولي ضد الأمارات
ولحدثتها ….
و بأسف عن دور دولتها وعدم حيادها ولقصصتُ عليها قصة (حامل القلم) وما فعلته بريطانيا في حق السودان
ولحدثتها ….
عن إدانات المجتمع الدولي لفظائع المليشيا
ولعرّجتُ بهذه (الوليّه) لخطاب السيد الفريق البرهان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ومطالبته العالم بتصنيف قوات الدعم السريع كمليشيا مُتمردة
ولأشبعتُها …..
من أرقام وإحصاءات الإنتهاكات حتى يسّودُ شعر رأسها الأبيض !
ولكنه لم ينتهز سانحة السؤال لربما لقلة خبرة
أو لرهبة عاناها الفريق أثناء اللقاء
فقد أوقع نفسه داخل (شَرَك) الإقتناع الضمني كونه أعلن عن وجهة نظر الأمارات وهو ليس مسؤولاً أن يتحدث نيابة عنها
(منطقة التجارة الحُرّة)
سعادة الفريق إبراهيم جابر ….
و خُذها مني نصيحة
خالصة لوجه الله تعالى
إن لم يضطلع مكتبكم على نوع الأسئلة قبل بدء أي لقاء صحفي قادم و(غربلها) لكم (تمامن)
فمن الأفضل الإعتذار عن اللقاء
وإن لم تدرسُوا مواقف الدولة التي أتي منها الصحفي أو القناة وأعددتم فكرة كافية عما يريدون الوصول إليه من اللقاء عبر مخابراتها
فمن الأفضل أن تعمل فيها (عيان) وتؤجل اللقاء
سُؤال لم تُسأل عنه فلا تتبرع بالإجابة عليه ولو كان ذلك عرضياً و بحسن نية فالكلمة عند المُحاور تعني مقالاً
وأسأل أي صحفي
فلربما تتكشف لكم فنون
(الخياطة على أصولها)
سُؤال مُستفز لم يُعجبك
فما عليك إلا أن تتبسم في وجه مُحاورك
وقُل ما يخدم قضيتك وإن أعادك للسؤال مرة أخرى فعُدوا أنتم (للزوغان) و بمعلومات أكثر غزارة و بسرد مُتواتر لا لجلجة فيه ولا غموض
سُؤال لم تُوفق في الإجابه عليه
فقل (الفي رأسك) ولكن أسبقها بكلمة (لربما) !
سعادة الفريق جابر …
سأحكى لكم ما تختزنه الذاكرة أواسط ثمانينيات القرن الماضي يوم أن كنت طالباً بجامعة الإسكندرية وكانت الإنتفاضة الشعبية التي أطاحت بالمشير نميري بتضامن القوات المسلحة مع الشعب في عنفوانها …
يومها يا سيدي ….
طار الصحفي الأشهر حينها أنيس منصور للخرطوم لإجراءاً لقاءاً صحفياً مع رئيس المجلس العسكري الراحل المشير عبد الرحمن سوار الذهب لصالح مجلة (المُصوّر)
أو (آخر ساعة)
حقيقة لا أذكرها
فقال أنيس منصور …..
كنت أود أن أظفر بلقاءٍ دسم مع السيد سوار الذهب ولكنني وجدت نفسي أمام رجل يضع بينك وبينه لوحاً من الزجاج بحيث تراه ولا تسمتع كل ما يقول
ثم قال …..
جلستُ مع الرجل زُهاء الساعتين ذكر لي خلالهما كلمة (لرُبما) أكثر من سبعين مرة !
سعادة الفريق جابر
بالله و (عليييك الله)
(المرّة الجاية)
أعمل حساب الحاجات دي .
فلقاءآتكم هي مرآة الوطن
تحياتي ؛؛؛؛؛؛
الجمعة ٧/يونيو ٢٠٢٤م