أعمدة

صبري محمد علي: *لن نلوم البحرين ولكن نُحي مسقط والرياض والقاهرة وأسمرة والدوحة*

أورد موقع (تسامح نيوز) الإخباري يوم أمس الثالث من يونيو الجاري وتحت عنوان ….

*(البحرين تقسو على السودانيين بأراضيها)*

نعم أوجعني العنوان

 كما أوجعتني التفاصيل

من أن وزارة الخارجية البحرينية قد أصدرت تعميماً بخصوص السودانيين قالت أنها أبلغت جميع الفنادق بأن المواطنين السودانيين القادمين بموجب تأشيرة (إلكترونية) غير مسموح لهم بالبقاء وأن تمديد التأشيرات قد تم حظره !

وطالبت مُدراء الفنادق بإرسال أو الإبلاغ عن المواطنين السودانيين القادمين بتأشيرة إليكترونية

 مع تحميل الفنادق مسؤولية الأضرار التي ستلحق بالفندق في حال عدم الإلتزام بالقرار

 وسمّته (بالإلتزام الصارم) .

إنتهى فحوى الخبر ….

عندما زُرت مملكة البحرين في ديسمبر ٢٠١٨م في زيارة عمل قصيرة أعجبت بها وبطيبة أهلها وتعايشهم رغم التباين . فالبحرين لا يتجاوز عدد سكانها المليون وخمسمائة ألف نسمة بكثير يمثل أهل البلد ٤٦٪ والبقية أجانب

 ٤٧٪ منهم من جنوب أسيا تقريباً والبقية تتوزع على جنسيات أخرى

 المساحة لا تتجاوز ال (٧٨٦) كيلومتر مربع . وحتى (تتخيل) عزيزي القارئ

ما أريد أن أعكسه إليك أن مساحة ولاية الجزيرة تساوي أربعة أضعاف مملكة البحرين تقريباً فمساحة الجزيرة (٢٧,٥٤٩) كلم

وأذكر أن أقيم لنا برنامجاً ترفيهياً على بعد (٥٦) كيلومتراً عن العاصمة المنامة قطعناها بالحافلة في أربعين دقيقة قيل لنا أنه ليس هناك حياة بعد هذا المُنتجع .

صحيح أن للبحرين من الموارد ما يكفي هذا العدد السكاني الصغير سواء كان من النفط أو الغاز او الصيد

وليس لها تبادل تجاري يُذكر معنا سوى بعضاً من اللحوم والخُضر والسُكر المستخدم لديهم في صناعة (حلوى الشويطر) وهي ما تعرف لدينا بالسودان (حلاوة لكوم) مضافاً إليها بعض المكسرات والنكهات

غير ذلك …

 فلا أظن أن السودان في حاجة لبعثة دبلوماسية هناك بمحصلة و منفعة (صفرية) !

أذكر هذه الحقائق مع تأكيدنا التام على أنها دولة ذات سيادة ولها الحق فيما تتخذه داخل أراضيها من قرارات

ولكن يظل السؤال المُحيِّر هو ….

من يمنح تأشيرة الدخول؟ أليست هي الدولة المُضيفة نفسها؟

وفق قوانينها ونظمها ؟

و لم تم تناول الخبر منقوصاً والكل يعلم أن كافة التأشيرات حول العالم أصبحت (إلكترونياً) ولا تحتاج حتى لطباعتها !

أم أن هناك عدم إلتزام بالمغادرة في الوقت المُحدد وتم بتر الخبر !

لذا أقدمت البحرين على هذه الخطوة دون مراعاة للجانب الإنساني ؟

على كل حال …..

الأمر يتطلب أن تخرج سفارتنا هناك ببيان يشرح الذي حدث حتى لا تكون مثل هذه الأخبار مطية للإساءة لعلاقاتنا الخارجية ببعض الدول .

نأتي للجانب الإنساني الذي قطعاً هو ما حدا ببعض السودانيين الى السفر للبحرين سواءاً كانت كمحطة عبور أو زائرين لها …

فلا أعتقد أن …

هناك من سوداني عفيف ، عزيز ، كريم سيطالب البحرين بمراجعة موقفها هذا

ولكن الذي يجب أن يحدث هو ….

مطالبة دولتنا

بمراجعة علاقاتنا الخارجية مع كثير من الدول فقد كشفت لنا هذه المحنة الصديق من العدو و الشامت من الحاقد و المتربص من المُشفق

فيجب إعادة (فرمطة) عاجلة لا تنتظر حتى تضع الحرب أوزارها مع كل من أساء أو إمتهن كرامة السودانيين أو أذلهم أينما وجدوا

ففي الوقت الذي ….

ما زالت هُناك دول شقيقة وجارة تفتح ذراعيها بكل ترحاب ومؤاذرة وتعاطف مع محنتنا مثل سلطنة عمان ، المملكة العربية السعودية ، مصر ، أريتريا ، قطر وغيرها

 يبدر مثل هذا الموقف الغير مُتوقع من الحكومة البحرينية

 و حقيقة ما زلت …

 أتمنى أن يكون (غير صحيحاً)

*اللهُم لا تُذل جِباهُنا إلا إليك*

الثلاثاء ٤/يونيو ٢٠٢٤م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى