*عمار العركى يكتب : محمد ديبي بين مطرقة الامارات وسندان فرنسا*
عمار العركى يكتب :
*محمد ديبي بين مطرقة الامارات وسندان فرنسا*
*1.* الاعلام داخل تشاد يتحدث عن مغادرة الرئيس محمد كاكا الإمارات بشكل مفاجئ غاضباً ومحبطاً عقب مكوثه 4 أيام في فنادق أبوظبي وفشله في مقابلة محمد بن زائد ، حيث تفأجا به في خبر تلفزيوني وهو يصل مطار القاهرة ويستقبله الرئيس المصري ، هذا ما توقعناه في مقالنا السابق بخصوص تحليل خبر زيارته للإمارات وكتبنا ” نتوقع هذه المرة ان يعود “محمد كاكا” محملاً بالخيبة والإحباط ومزيد من الضغط عليه لمواصلة تقديم خدماته حتى وان أدى ذلك لزيادة اشتعال جبهته الداخلية ، فالإمارات لا يأتي من ورائها الا الخراب والإحتراب ، والخروج من مستتفع العمالة والإرتزاق ليس كدخوله”.
*2.*. الملفت في الزيارة الفاشلة تزامنها مع زيادة في مخاوف وهواجس “كاكا” ، والتي كانت هي احد اسباب زيارته لابوظبي ، ( تنامي الرفض والغضب الشعبي تجاه الوجود الفرنسي في تشاد ودعم التمرد في السودان، اضافة لتداعيات وتوتر داخلي غير مسبوق بعد مقتل رئيس الحزب الاشتراكي بلا حدود و ابن عمة محمد كاكا (يحيى ديلو) وبعض أعضاء حزبه ومناصريه في مقر الحزب بالعاصمة انجامينا.
*3.* اعتقال عمه “صالي ديبي إتنو” ونقله إلى السجن مما تسبب، في إحداث تصدعات وانقسامات داخل الأسرة الحاكمة والقبيلة بين مؤيد للخطوات التي اتخذتها الحكومة ومعارض لها، هناك حركة حثيثة لتكوين حركة مسلحة للمعارضة التشادية في شرق تشاد يقودها الجنرال عثمان ديلو شقيق زعيم المعارضة القتيل
*4.* سبق زيارة كاكا للامارات تصاعد الرفض والاحتجاج التشادي الداخلي بسبب، زيارة المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي إلى أفريقيا جان ماري بوكيل، وتأكيده على بقاء القوات الفرنسية المتمركزة في تشاد والبالغ عددها حوالي ألف عنصر.
*5.* تزامناً مع تواجد “كاكا “في أبوظبي آملاً في لقاء لم يتم بسيده محمد زايد ، صدرت تقارير استخباراتية فرنسيةبأن الإمارات تبني قوة مرتزقة بمساعدة فرنسية تشادية لاستخدامهم في عمليات في بعض الدول، من بينها السودان.
*6.* وتربط فرنسا علاقة تعاون أمني واستخباري مع تشاد والإمارات، ويتم تبادل المعلومات بينهما، هنالك تقارير اممية تتهم الامارات بإمداد مليشبا ومرتزقة الدعم السريع الارهابية بالأسلحة والمؤن عبر بعض مطارات وطرق برية لبعض الدول في مقدمتها تشاد وهي دولة تشهد وجودا اماراتياً وفرنسياً عسكرياً واستخبارياً، يُسخر لخدمة الإمداد ،كما نشير إلى أن هنالك اتفاقية للدفاع المشترك بين الامارات وفرنسا.
*7.* عليه جاءت الزيارة بسبب المهددات الداخلية التي يواجهها “محمد كاكا” جراء عمله وعمالته في رعاية المصالح الفرنسية – الاماراتية في تشاد مقابل تثبيت نظامه وتأمينه ، مع توفير التمويل اللازم لذلك ، وللإنتخابات ، مما اضطر محمد كاكا إلى التوجه إلى أبو ظبي لطلب الدعم المالي بعد فشل رئيس وزرائه في تأمين موارد مالية من الولايات المتحدة والمانحين الدوليين وعاد بخفي حنين من رحلته إلى هناك. وكذلك لم يحصل على أي دعم مالي فرنسي.
*خلاصة القول ومنتهاه: -*
____________________
* الإمارات لديها مصالح جيوسياسية في المنطقة، وهي تعتمد على تشاد للوقوف مع حلفائها في السودان وليبيا، في حين أن فرنسا غير مستعدة لان تخسر آخر معقل لها في دول ساحل غرب افريقيا، بعد إجلاء قواتها من النيجر ومالي وبوركينا فاسو.
* ًمحمد كاكا ً واقع تحت ضغط وإبتزاز “اماراتي فرنسي” لتقديم مزيد من الخدمات والتنازلات مهما كان مردودها سالب وخطر علة الاوضاع الداخلية في تشاد.
* سير الامور بهذه الوتيرة سزيد من التوتر والتأزم للأوضاع السياسية والأمنية داخل تشاد ، وفي ظل عدم حل مشكلة التمويل والصرف على الانتخابات نتوقع تأجيلها عن الموعد المضروب لها