أعمدة

د.محمد الريح الشيباني يكتب: الجزيرة رغم النكبة فياضة

د.محمد الريح الشيباني يكتب

الجزيرة رغم النكبة فياضة

    في ظروف ضبابية شديدة العتمة هرع مزارعي مشروع الجزيرة لحصاد القمح وهم كلهم تفاؤل وأمل وهذا طبعا من حق حب الحياة وهو مكفول لدى لكل إنسان في الوجود ، بيد أنه لا توجد سوى محليتين فقط لم تصل إليها أقدام المليشا الإرهابية وظلتا تحمل قنديل الأمل بأرض المحنة ، ستظل الجزيرة رغم النكبة التي حلت بها سخية فياضة بخيراتها لكل السودان، أرض لا يعرف عنها إلا الجود والكرم والسلام وتعتبر مسألة التعدي على هكذا أرض توسم بالطيبة والعطاء انتهاك للقيم والمبادئ التي تصف الإنسان أنموذجاً للسلوك الراقي ، كيف يتم تهجير إنسان تلك الرقعة الذي ظل قلبه معلقاً بالحقول ومغازلة الزرع وسنابله التي تحتفي كل يوم بمولد الصبح الجميل ، وأشعة الشمس الذهبية التي تنثر الأمل معها وتخترق تلك النوافذ بهدوء وينهض الجميع على نغم ذلك الهمس الدافئ ، الشيء الأكيد ستُعقد حبال أوصال الجزيرة جميعا بحاضرتها ود مدني وتزدهي حلة باهية على منكبيها وشاح النصر ، كما تتجه كل شلالات الفرح فتلتقي في الخرطوم وهي حرة أبية فتبعث زواق البهجة بكرنفال مهيب إلى أقصى شمال الوادي ويفيض حتى مصر معلناً سودان التاريخ والحضارات القديمة بثوبه المعهود .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى