أعمدة

د. محمد الريح الشيباني يكتب:

قتل النفوس هجراناً………..

إلى تلك النفوس التي عصفت بها رياح الاعتزال العاتية التي زلزلت أوتاد خيام حياتها فعبثت بنسج اقمشتها التي كانت تصنع من نسيج الهمس الدافئ والحنين وألقت بها في غياهب الأفق البعيد ، تركتها هناك تتلوى من الشجن، أزالت كل أسباب العودة تركتها هناك تغوض في بحار الأنين دون سبيل لإبحار قوارب النجاة ، أو حتى خفقان أشرعتها التي تكاد تلحظها أعين المارة والسوقة من أبعد مدى ممكن أن يتخليه العقل ، ويتصوره هل كتب لها الهلاك بكل هذه القسوة جراء مشاعر نبيلة تقدح بالحب والغرام ، هذا عقاب العشاق عندما يحكم عليهم بالإعدام، كم حبيساً بداخل تلك الزنزانات تتوق نفسه إلى خيط نور يفتق ظلام حياته ويقل ما عليه من الألم الذي ناء بحمله …..

كم من بات يشكو الغرام؟ وكم من دعوى لا تلقى نظرة اهتمام من معشوق حتى ؟ صدق طرفة حينما قال صح الذي بيني وبينك في الهوى يرضى القتيل وليس يرضى القاتل ، ذاك القلب الذي جر صاحبه إلى كل هذه الويلات، الشيء الذي جعله يصغى إلى كل شيء وقف عليه ، بات يراعى النجوم وصار ليله طويل الأمد

هل صادفه دعاء الأصمعي حينما قال هنيئا لأرباب النعيم نعيمهم وللعاش المسكين ما يتجرع؟

د. محمد الريح الشيباني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى