وصول قوافل تجارية إلى مدينة الأبيض
في تطورات تساعد على انفراج الوضع الإنساني، وصلت قوافل تجارية إلى مدينة الأبيض، عاصمة شمال كردفان، التي تتعرض بعض طرقاتها الحيوية إلى حصار من قوات الدعم السريع.وعانى سكان مدينة الأبيض وأريافها من شح السلع التموينية والاستهلاكية جراء عدم انتظام القوافل التجارية، لا سيما بعد سيطرة الدعم السريع على ولاية الجزيرة نهاية العام الماضي.ويضاعف شح الخدمات الأساسية معاناة المواطنين، مثل انقطاع إمدادات المياه والكهرباء. وفي فصل الخريف، لجأ مواطنون إلى تعبئة المياه من الأمطار، والعودة إلى طريقة تقليدية بإنشاء برك المياه داخل المنازل. وذكرت نادين، التي تقيم في مدينة الأبيض، أن السلع التموينية توفرت إلى حد ما في المحلات التجارية عقب وصول قوافل مملوكة للمتعاملين في نقل وبيع السلع. وعلى الرغم من ارتفاع الأسعار، إلا أن توفر السلع أفضل من الشح مع الغلاء في ذات الوقت. والأسبوع الماضي، شهدت الأبيض قصفًا مدفعيًا عنيفًا من قوات الدعم السريع، أسفر عن مقتل طفل وإصابة خمسة أشخاص في حي الوحدة مربع (10). وتعد هذه العملية ضمن سلسلة من القذائف الصاروخية التي تطلقها قوات حميدتي على الأحياء السكنية والحامية العسكرية. وتقول نادين إن وصول القوافل التجارية يساعد على ثبات أسعار السلع التموينية، لأن شح المعروض يغري التجار بالمضاربات واستغلال الوضع الاقتصادي والإنساني. وتعد الأبيض واحدة من المدن الاقتصادية في السودان، وتضم سوقًا رئيسيًا للمحاصيل التي تشمل “الكركديه” والفول السوداني والصمغ العربي. وانعكست الحرب على الوضع الإنتاجي والزراعي والتجاري، حيث توقف الطريق البري الذي يربط بين الأبيض وإقليم دارفور، والذي اشتهر بنقل الماشية من غربي البلاد إلى موانئ بورتسودان لغرض التصدير، بسبب الوضع الأمني. وتمكن الجيش من الاحتفاظ بالحامية العسكرية وسط مدينة الأبيض، وتصدى لهجمات من قوات الدعم السريع التي تستمر منذ أكثر من (17) شهرًا. ولدى الجيش مقاتلون يعتبرون من قوات النخبة في القوات المسلحة، يُطلق عليهم “الهجانة”، وهم مشهورون بالشراسة والخبرة القتالية. ويصمم المقاتلون في صفوف الجيش بمدينة الأبيض على عدم سقوط الحامية العسكرية والمدنية على يد قوات الدعم السريع. وبين الحين والآخر، تندلع اشتباكات مسلحة بين الطرفين غربي مدينة الأبيض، في مناطق تمركز قوات حميدتي.