صبري محمد علي: *في القاهرة … عدم الشغلة (بِعلِّم المُشاط)*
*في القاهرة …*
*عدم الشغلة (بِعلِّم المُشاط)*
بقلم/صبري محمد علي
الذي يتضح لمن يُراقب ما يجري هذه الأيام بالقاهرة من حراكٍ للسياسيين النازحين و سعيهم لتشكيل إتحاد أو تعاون أو إئتلاف فيما بينهم
(سمِّه ما شئت)
من أجل ….
(التنظير) نيابة عن الشعب السوداني !
بوضع تصور سياسي لما يجب أن يكون عليه الحال بعد الحرب .
*يقتنع (تمامن) …..*
أن هؤلاء الساسة مع تقديرنا لكل قاماتهم السامية والرفيعة
*لم يستوعبوا الدرس بعد*
وما زالت تُسيطر عليهم عقلية الوصايا على الأمة السودانية
*بلا سند ولا تفويض شعبي*
لِف عِمّتك
أقطع تذكرتك
نتقابل في القاهرة !
هكذا بكل بساطة
أفهم جداً …
أن يجتمع كلٌ داخل إطار حزبة السياسي أو كيانه أو حركته المسلحة لمناقشة أمرٍ ما كوجهة نظر (حزبية) تخصهم هم فقط وأكررها (تخُصُهم هُم فقط)
فيما يختص بالإقتصاد مثلاً أو العلاقات الخارجية أو مناقشة ورقة عن التعليم والصحة والمرأة و الطفل
*(وحاجات بالشكل ده)*
ولكن ….
أن تجتمع قحط *(الثانية الأخرى)* بكل الوانها (الزاهية)
ونضعها بين قوسين عمداً
الأرادلة منهم و الجبابرة والمالكية ومجموعات وكيانات حزبيه أخرى
من شظايا الأحزاب التقليدية .
*إستقواءاً منهم …*
بمن هم داخل السُلّطة حالياً ويشاركونهم تلك المجموعات
لإعداد تصورٍ ما بإسم الشعب السوداني المسكين
ليقدمونه في الوقت المناسب
و بتوقيت لربما سيُتفقُ عليه أو مُتفقٌ عليه سلفاً في يومٍ ما
للسيد رئيس مجلس السيادة بأنه الخيار الأوحد لقحت حمدوك
فهذا ….
*ما لا يقبلهُ عقل ولا منطق !*
سرقة لإرادة و لسان السواد الأعظم من السودانيين وفي وضح النهار !
*فالشعب الذي ….*
كفر بالأحزاب السياسية وحسم خياره خلف قواته المسلحة لن تنطلئ عليه مثل هذه الحِيَل السياسية
*(نيو كايرو فيرشن)*
مهما تدثروا بمعسول الكلام و رِداء الوطنية
*مُش عاوز تحكم يا باشا؟*
آآي والله يا سعادتك
ياللاّ يا إبني أمشي جهز قواعدك و بعد الفترة الإنتقالية وتحديد الإنتخابات سنُعلن لكم عن موعدها .
لكن بهذ الوصايا
و(السّلفقة)
و (الصّلبطة)
والكلمتان صنوان (للإستكياش) والإستهبال السياسي
صدقوني ….
فلن تحكموا هذا الشعب مرةً أخرى
فمن لدية فهم و رؤية سياسية ناضجة ….
فليعقد ما شاء من وِرَش و(سِمنارات) و ليطرح أفكاره ضمن برنامجه الإنتخابي المُرتقب
لكن بلد
*(تسليم مُفتاح) كالذي فعله إبنعوف وشُلّته*
فهذا لن يحدُث مرة أخرى بعد ما ذاق الشعب السوداني ما ذاق من الذل والهوان والقتل والتشريد وسفك الدماء
وعلى مجلس السيادة المؤقر …..
و على رأسه فخامة الفريق البرهان أن يلتزم بما ظل يُكرره صباحاً و مساءاً أمام هذا الشعب الصابر هو ونائبه ومُساعديه
بأن لا أحزاب خلال الفترة الإنتقالية
وتشكيل حُكومة (تكنوقراط) ذات صلاحيات مُحددة
لإعمار ما دمرته الحرب
وإعادة توجية بوصلة الدولة المفقُودة
ثُم التحضير لإنتخابات حرة و نزيهة يختارُ فيها الشعب من يحكُمة
وبين (ثُم) هذه و الإنتخابات
تتمدد الفترة الإنتقالية
كم هي ؟
أقول وبكل وضوح ما يُحددها
يجب أن يكون هو البرنامج الذي ستنفذه الحكومة
مُستصحبةً فيه مُتغيرات التنفيذ و عوارض الزمن
(لا سمح الله)
فليحذر قائد الجيش من تكرار خطأ التماهي مع قلة قليلة أوردت الوطن موارد الهلاك والدمار وكاد أن يدفع هو حياته ثمناً لهذا التماهي و الإقصاء
أيها الساسة الأفاضل ….
أعتقد أنه من الأبرك والأنفع لكم أن تتدبروا لُقمة عيشكم بعيداً عن (مهنة) سياسة والوصايا ولو مرحلياً
إبتعدوا قليلاً عن هذا الشعب الكريم المُبتلى بكم منذ نيف وستون عاماً ودعوه يتنفس ملء رئتيه
فما سمعنا عنكم يوماً تنازلاً عن مُخصصاتكم الشهرية تقديراً لظرف عابر أو مجاعة أو سيول و أمطار حلّت به
فالقرار أصبح قرار شعب لا يملك البرهان إلا تنفيذه
فالتفويض للجيش وقد تم
والإحتفال الحاشد مُؤجل ليوم النصر الأكبر قريباً بإذن الله
و قصتكم هذه ….
تذكرني بزميلي في العمل
و زميلي يومها كان يُشيدُ منزله فأوكل مُتابعة الصرف والإشراف لخاله والخال أصبح لا يتوقف
و يبلغه أسبوعياً بطلبات السيد (الأُسطى)
والطلبات كلها كانت …
أرسِل ، حوّل
الأسمنت كِمِل
الطوب كِمِل ….
وزميلي الذي ضاق ذرعاً
يقول لخاله
ياخال ….
(إنتا) الجماعة ديل ما عندهم بيت تاني يشتغلُو فيهو؟
فيا جماعة القاهرة إنتو ما عندكم حاجة غيرنا تشتغلوا فيها ؟
وهُنا ….
تحضُرني رائعة الشاعر عبد القادر الكتيابي مُخاطباً الوطن عندما تكالبت عليه الاحزاب مُنتصف ثمانينيات القرن الماضي
بعنوان ….
(ورقة الى صناديق الإقتراع)
يقول فيها ….
*(عليّ الطلاقُ)*
*مُكاءٌ صلاةُ اليمين عليك*
*وحِجُ اليسارُ إليك نِفاقُ*
*وأقطعُ حُدّ ذِراعي رِهاناً*
*ستُصبحُ ثُم تراهُم سِماناً*
*وثَمّ يُشدُ عليك الوَثاقُ*
*فتعرفُ أنْ المنابِر سُوقٌ*
*وأن البِضاعة أنْتَ*
*وليس هُناك إمامُ*
*وليس هُناك رِفاقُ*
*ستعرفُ أني*
*نصحتُ بقلبي*
*وأني صدقتُ (عليّ الطلاقُ)*
*الأربعاء ٨/مايو ٢٠٢٤م*